لفت انتباهى بشدة ما قاله د. أسامة الازهرى وزير الأوقاف فى المؤتمر الصحفى التحضيرى لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القادم عن خطة المواجهة للتحديات الجسيمة التى تواجه مجتمعاتنا من ضرورة التحرك بأقصى سرعة مع ما يجرى على أرض الواقع بكل جدية من خلال العمل الميدانى ومن خلال عمل إلكترونى متميز يساهم بفاعلية فى الوصول إلى المقاصد والغايات التى يأملها الجميع.
د. الأزهرى وضع يده على جرح غائر شديد الألم والساحة عطشى لمثل هذه الحركة سواء الميدانية لمخاطبة الجماهير عامة والشباب والمرأة على وجه الخصوص فالساحة تفتقد هذين النوعين الخطيرين من الاتصال الجماهيري.. سواء المباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعى التى تهز أركان العالم وتموج بقضايا ملغومة ومسمومة وللأسف تلقى إقبالاً كبيراً من جانب الشباب والمرأة عموماً بلا أدنى نوع من الحصانة أو قدرة على المقاومة.
المؤتمر يعقد يومى 25 و26 الشهر الجارى فى القاهرة تحت رعاية الرئيس السيسى وبمشاركة أكثر من مائة عالم من خمسين دولة وهو المؤتمر الدولى الأول للواعظات.. تحت عنوان «دور المرأة فى بناء الوعي».. وهى قضية جد خطيرة لو تعلمون ومهمة ليست بالهينة بالنظر إلى الحالة التى وصلت إليها كثير من المجتمعات ولم تعد الأمور تحتمل الصمت أو التلكؤ فى المواجهة ونحن نشاهد كل ساعة نتائج الانهيار الأخلاقى وما يطرأ على الساحة من فنون اللامعقول فى العلاقات المختلفة بين الأشخاص على مختلف المستويات وحتى على مستوى درجات القرابة لم يفلت من مآسيها الآباء والأمهات.
أتصور أن الحديث عن دور المرأة فى بناء الوعى العام والخاص لا يمكن دون التأكيد والتركيز على المهمة المزدوجة التى يجب القيام بها ويقع جزء كبير منها على عاتق المرأة خاصة ما يتصل بالدور التثقيفى التأهيلى للمرأة وإعدادها وانتشالها من البحيرة اللعينة للثقافات المتردية التى استهدفت وأحاطت بالمرأة المسلمة تحديداً وحاصرتها من كل اتجاه فقد تسلطت عليها تيارات غريبة وعجيبة من كل حدب وصوب.. سواء من علمانيين متعالمين كارهين لكل ما هو أصيل بجنس المرأة ويقف وراء سر تميزها فى المجتمع.. وتيار غربى تخريبى تجريدى للمرأة من كل ما له صلة بالقيم والأخلاق والدين والأعراف الاجتماعية السوية.. وهو تيار فوضوى بوهيمى يترك الحبل على الغارب فى كل الأمور لا يعبأ بأى من أنواع التربية الدينية أو الخلقية ولا يهمه فقط سوى تحقيق الرغبات والاستجابة للغرائز والشهوات وليذهب الجميع إلى الجحيم.
المرأة هنا هى أشبه بحامى الحما هى المسئولة عن الصناعة والإنشاء والرعاية والحماية لذلك كان دورها عظيماً وخطيراً وأى خلل فى هذا الدور كفيل بإحداث هزات عنيفة وغير محمودة.
وهذا الدور الحيوى تميزت به المرأة المسلمة منذ بداية عصر الرسالة المحمدية وأكد عليها ورعاها وحرص عليها المسلمون الأوائل فكان جيل العظماء من أبناء الصحابة والتابعين الذين ملأوا الأرض نوراً وعمروها وارتفع بنيان المسلمين الحضارى شرقاً وغرباً.
وقد انتبه أعداء الأمة إلى هذه القاعدة الأصيلة فى البنيان الحضارى الإسلامى المرأة ودورها الحيوى فى مختلف المجالات.. ووجدوا أن أهم وأقوى مدخل لاختراق المجتمع الإسلامى لا يتم إلا عن طريق المرأة وبالفعل تركزت خططهم وإستراجيتهم على الوصول إلى المرأة وضرورة إخراجها عن دينها بكل السبل وكانت أقوى من مداخل الشيطان المعروفة لدى جنس البشر.. ولم يترك هؤلاء باباً للعب بالمرأة المسلمة إلا وطرقوه بقوة وجندوا من أبناء المسلمين ما استطاعوا ووقفوا وراءهم بكل أنواع الإغراءات داخلياً وخارجياً ورفعوا شعارات تحرير المرأة ولباس المرأة وتعليمها وتطبيق المساواة مع الرجل وخلق حالة عجيبة من الصراع بين الرجل والمرأة وغير ذلك من قضايا من أنزل الله بها من سلطان.
الغريب أن أحدا لم يلتفت أو لم يرد ذلك إلى أن الحرب كانت قاصرة فقط على المرأة المسلمة ولم يتعرض أحد من قريب أو بعيد لأوضاع نساء أخريات فى دول كثيرة وحضارات أخرى وشعوب تمتهن المرأة وتنتقص من كرامتها ودورها وبعضها يعتبر المرأة مجرد أشياء يتحكمون فيها كما يشاءون ولم ينبث أحدهم ببنة شفه كما يقولون.
وللحديث بقية إن شاء الله..
والله المستعان..