ما بين العام 8991 «حين ولدت الفكرة»، والعام «2002» وضع حجر الأساس، والعام 5202 «الإفتتاح الفعلي»،، مسافة تحكى حدوتة أكبر صرح متحفى عرفته البشرية فى التاريخ الحديث، وهو «المتحف المصرى الكبير»، الذى ينتظر العالم افتتاحه فى احتفالية مبهرة، تليق بالحدث، وبعظمة الحضارة المصرية.
وعلى الرغم من تعطل المشروع، أو تجمده لسنوات طويلة، كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى السنوات الأخيرة «واضحة» واستمر العمل «ليل نهار» حتى ارتفع البناء، وانتهى الإنجاز، وتغيرت المنطقة المحيطة، وتقترب مصر من تقديم هديتها الجديدة إلى العالم، وأن تفتح ذراعيها لاستقبال عشاق الحضارة المصرية.
«الجمهورية» تعرفت على أصل التفاصيل وأحداثها، ومزارات المتحف، والمنطقة المحيطة، وسألت خبراء السياحة، حول مساهمة المتحف فى النمو الاقتصادي، وفى السطور التالية أرقام وتفاصيل وإجابات.
«تسابق الحكومة الزمن للانتهاء من اللمسات الأخيرة لحفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، والذى حددت له القيادة السياسية 3 يوليو القادم، إيذانًا لإشعاع بقعة الضوء الجديدة التى ينتظرها العالم لتضيء سماء الدنيا من نفس المكان الذى طالما بسط ضوءه على الإنسانية -على أرض «منف» – عاصمة مصر الأولى قبل خمسة آلاف عام، أمام هرم «الملك خوفو» العجيبة الوحيدة المتبقية من عجائب الدنيا القديمة، والتى يحفر أحفاد الفراعنة تاريخًا جديدًا لحضارتهم.. لتبنى أعظم صرح ثقافى حضارى فى القرن الحادى والعشرين.. وأكبر متحف فى تاريخ البشرية، يحتضن تراث وكنوز الأجداد، لتظل رحلة المجد والخلود والأبدية تروي.. وتؤكد للدنيا أن مصر ليست مجرد دولة تاريخية.. وإنما مصر جاءت ثم جاء التاريخ».
الافتتاح المرتقب
ومن المقرر امتداد فعاليات هذا الحدث الكبير الذى ينتظره العالم بأسره على مدار عدة أيام، قام رئيس الوزراء بتكليف عدد من الوزارات والجهات المعنية حتى يتسنى إخراج الاحتفالية العالمية للافتتاح على أفضل وجه، بما يُسهم فى الترويج للدولة المصرية، والمقاصد السياحية التى تتمتع بها، وكذلك الترويج لما تم إنجازه خلال الفترة الماضية، كما تم تشكيل لجنة عليا للإشراف على استعدادات افتتاح المتحف، تضم الوزراء المعنيين ومحافظى القاهرة والجيزة ومسئولى الجهات ذات الصلة، والذى سيكون حدثًا عالميًا، يتم تغطيته على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام المختلفة، بحضور عدد كبير من الملوك والرؤساء ورؤساء وزراء الدول.
بوابات الأهرامات
ومع بدء التشغيل التجريبى لبوابة الأهرامات الجديدة بطريق الفيوم، واستكمال تطوير مسارات الحركة والمحاور المحيطة بالمتحف المصرى الكبير، سوف تشهد الأشهر المقبلة تحسين الصورة البصرية لهذه المحاور والمسارات، مع التأكد من جودة أعمال التنسيق والإضاءة وغيرها، ولن تقتصر الاحتفالات على محافظتى القاهرة والجيزة، بل ستشمل أيضًا عددًا من المحافظات، ما يتطلب أن تكون هذه المواقع على أعلى مستوى من الجاهزية، وجارى الانتهاء من محطات المترو الثلاث القريبة من المتحف ستكون جاهزة من الناحية الإنشائية قبل الافتتاح، كما سيتم تطوير الطريق الدائرى ومحطات الأتوبيس الترددي، التى ستكون جاهزة فى معظمها أو على الأقل من الناحية الخارجية.
الاحتفال الكبير
أكد شريف فتحى وزير السياحة والآثار، أنه يتم التجهيز لاحتفالية ضخمة تليق بالدولة والشعب المصري، والإنجازات التى حققتها الجمهورية الجديدة خلال السنوات الماضية، وأيضًا احتفال يليق بالمتحف المصرى الكبير الذى يُعد نجمة مُضيئة وسط متاحف العالم، ومن المتوقع أن يحضر الاحتفال عدد كبير من القيادات ورؤساء الدول وفقًا لدعوات مُسبقة من رئيس الجمهورية، وسيكون هناك ترتيبات أمنية ولوجستية خاصةً لاستقبالهم.
فيما أكدت هيئة المتحف المصرى الكبير، أنه جارى الإشراف على الناحية التشغيلية للمتحف ومعرفة النواقص اللازمة للتشغيل، مشيرة إلى أن الاستعداد للافتتاح تتمثل فى عدة أمور منها تشكيل وزير السياحة والآثار لجنة تجتمع بشكل دورى مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى ستقوم بإخراج حفل الافتتاح، إضافةً إلى الاجتماعات مع رئيس مجلس الوزراء لعرض السيناريوهات المطروحة تمهيدًا للمرحلة الأخيرة وهى العرض على رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن فكرة امتداد الافتتاح لأكثر من يوم تأتى من كون الحدث يستحق أن يتم الاحتفاء به فى مصر والعالم والاستفادة منه للترويج للسياحة فى مصر.
موقع المتحف
وأوضحت هيئة المتحف، أن فكرة الإنشاء فى هذا المكان منذ البداية فكرة عبقرية، تنامت لدى الوزير الفنان الملهم فاروق حسني، خلال فترة توليه فى 1998 والذى وضع حجر الأساس له فى 2002، وصمم المتحف لدعم حفظ وترميم التراث الثقافى والتاريخي، ولتعزيز الأنشطة المتعلقة بالمجال المتحفى كعرض القطع الأثرية والأنشطة التعليمية، بما يساهم فى تطوير صناعة السياحة حيث يستمد المتحف أهميته من أهمية وتاريخ منطقة الأهرام التى يقع بها، حيث يمنح الموقع فرصة تنويع البرامج السياحية والمزج بين مختلف أنماط السياحة.
ويستخدم المتحف المصرى الكبير أحدث الأساليب والتقنيات للعرض المتحفي، حيث يحتوى على 100 ألف قطعة أثرية، بخلاف التوثيق الرقمى وتسجيل لتلك القطع والقطع الأخرى التى ترد لمعامل الترميم لحفظها وتأمينها ودراستها وصيانتها وترميمها.
تصميم معمارى
ويتميزالتصميم المعمارى لهذا الصرح الثقافى الكبير بكونه يجمع الخيال والفكر والإبداع، كانت الدولة المصرية قد أعلنت عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، وقد فاز التصميم الحالى المُقدم من شركة هينغهانبنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا، والذى أعتمد على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير، كما يبدو المتحف نفسه من منظور رأسى على شكل هرم رابع لثلاثى الجيزة، تلك التحفة المعمارية التى تبهر الزائرين بالنهار، تزداد سحرًا وجاذبية فى فترة الليل حيث تزينه الأضواء الخافتة لتضيف إليه لمسة فنية رائعة.
ويقع المتحف المصرى الكبير على مساحة 117 فدانًا بجوار الأهرامات مما يجعله بوابة لماضى مصر وحاضرها ومستقبلها، ويتيح الموقع الفريد لزائرى المتحف الفرصة لمشاهدة أهرامات الجيزة الثلاثة من خلال الواجهة الزجاجية المبهرة ببهو مدخل المتحف المصرى الكبير، حيث ترتفع واجهة المتحف خمسة طوابق لتتوافق مع ارتفاع الهرم، ويمكن للسائح التقاط الصور مع الأهرامات أثناء استمتاعه بمشاهدة مقتنيات الملك توت عنخ آمون، وهى بالقاعة التى ستعرض لأول مرة مع الافتتاح كنوزه كاملة والمكونة من 5400 قطعة أثرية تم تجميعها بمكان واحد، وتعرض باستخدام أحدث الأساليب التقنية للعرض المتحفي، تكنولوجيا الواقع الافتراضي، ليستمتع الزائرون بمعايشة الوقائع والأجواء من خلال ربط الأثار بأماكن العثور عليها، وربط المتحف بهضبة الأهرامات فى وحدة أثرية واحدة.
ممشى الزوار
وقد روعى فى التصميم واستغلال المسافة ما بين المتحف وهضبة الأهرامات والتى يقطعها طريق الفيوم، الذى تم تطويره ليصبح 9 حارات فى كل اتجاه، وتغطيته بمشايات ربط بطول 12 كيلومترًا، ليصبح أكبر ممشى سياحى فى العالم، يتنقل فوقه السائح بأمان كامل، ليصل إلى هضبة الأهرامات، ويعود لقضاء وقت داخل المتحف، ولاختبار جاهزية افتتاح المتحف تم تفعيل التشغيل التجريبي، وكامل قاعاته بخلاف، قاعتى مراكب الملك خوفو، وقاعة الملك توت غنخ آمون المزمع افتتاحهما مع الافتتاح الرسمي.
المدخل الرئيسى
وفى جولة داخل أقسام المتحف تجد المدخل الرئيسى بمسطح 7 آلاف متر مربع وبه تمثال الملك رمسيس و5 قطع أثرية ضخمة، ثم الدرج العظيم بمسطح 6 آلاف متر مربع بارتفاع يوازى 6 أدوار ويحوى 78 قطعة أثرية ضخمة ، وقاعة الملك توت عنخ آمون بمسطح 5.7 ألف متر مربع وتضم 5 آلاف قطعة من كنوز الملك مجتمعة لأول مرة، إلى جانب قاعات العرض الدائم بمسطح 81 ألف متر مربع تحوى القطع الأثرية الخاصة بالحضارة المصرية القديمة، والتى تم افتتاحها مع التشغيل التجريبى للمتحف، وقاعات العرض المؤقت بمسطح 5 آلاف متر مربع وتحوى 4 قاعات للعروض المتغيرة.
ويمكن زيارة متحف الطفل، بمسطح 5 آلاف متر مربع ويحتوى على وسائط متعددة ونماذج لشرح المحتوى الأثري، وفصول الحرف والفنون بمسطح 088 متراً مربعاً وتحتوى على 5 فصول للحرف اليدوية، وقاعات العرض لذوى القدرات الخاصة بمسطح 056 متراً مربعاً.
ويحتوى المتحف المصرى الكبير على مركز للمؤتمرات القاعة الكبرى متعددة الاستخدامات «مؤتمرات – مسرح» بمسطح 3 آلاف متر مربع وتسع 009 فرد، وقاعة العرض ثلاثى الأبعاد «سينما – مسرح» بمسطح 700 متر مربع بسعة 005 فرد، واستراحة وحديقة لاستقبال كبار الزوار بالدور العلوى بمسطح 225 متراً مربعاً، إلى جانب مركز ثقافى بمسطح 4.1 ألف متر مربع ويحتوى على 01 فصول و2 قاعة محاضرات وقاعة كمبيوتر، إلى جانب مطاعم الوجبات السريعة بمسطح 6.1 ألف متر مربع بعدد 8 مطاعم مجهزة، وساحة الطعام الرئيسية بمسطح 3.6 ألف متر مربع، بخلاف الممشى التجارى الرئيسى بمسطح 5.2 ألف متر مربع.
البناء الأخضر
كما اشارت هيئة المتحف،إلى أن المتحف المصرى الكبير أول متحف أخضر، حيث تبنى استراتيجية واضحة للتنمية المستدامة عن طريق دمج أبعاد البناء الأخضر فى كل مراحل المشروع بتطوير الخدمات المقدمة للزائرين من توفير مناطق الانتظار، وتحقيق الإتاحة الكاملة لذوى الهمم، وعمل مسارات مخصصة للدراجات ومواقف السيارات، واستخدام سيارات تعمل بالكهرباء، ورفع كفاءة استهلاك المياه والطاقة داخل المتحف من خلال إعادة استخدام المياه وتقليل استهلاكها وخاصة تلك المستخدمة بالزراعات.
وفن عمارة المتحف المصرى الكبير روعى الحرص على استخدام التهوية الطبيعية والإضاءة الطبيعية، وهو ما يتوفر فى بهو المتحف حيث يستقبل الملك رمسيس زائريه، بنظام القياس والكشف عن التسريب وخفض الحرارة المختلفة واستخدام مصادر للطاقة المتجددة بتركيب خلايا الطاقة الشمسية أعلى مناطق الانتظار، بالتعاون مع مشروع نظم الخلايا الشمسية الصغيرة، الذى ينفذه مركز تحديث الصناعة مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وقد أهل ذلك المتحف للحصول على عدة شهادات وجوائز فى هذا الصدد منها، جائزة «أفضل مشروع فى مجال البناء الأخضر» وذلك خلال منتدى البيئة والتنمية: الطريق إلى مؤتمر شرم الشيخ لتغير المناخ «27 والذى نظمه المجلس العربى للمياه بالقاهرة، 2022 ليكون أول متحف فى مصر يتم اعتماده كمبنى أخضر صديق للبيئة.. أى أول متحف أخضر، كما حصل المتحف على جائزة أفضل نموذج لبناء المنشآت عن طريق «bim model award» الذكى التطبيق.. أما الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقًا لنظام الهرم الأخضر المصري، فقد حصل المتحف عليها فى أكتوبر 2022 من المركز القومى لبحوث الإسكان، لمساهمته فى إعداد دليل لتقييم المتحف كمشروع أخضر مستدام، والعمل على نشر الوعى بكل ما يتعلق بالمبانى الخضراء المستدامة، والترويج لها وإلقاء الضوء على المنفعة العائدة منها على الموارد الاقتصادية والبيئية والمجتمعية لتحقيق رؤية مصر 2030.
تشغيل بوابات هضبة الأهرامات على طريق الفيوم.. والانتهاء من الممشى السياحى الحديث
«الخبراء» : الافتتاح ينشط السياحة ونريد مضاعفة الإيرادات
المتاحف.. تدعم التنمية المستدامة
م. سامى سليمان: يعمل على استهداف أنواع جديدة من السياحة
إيهاب عبدالعال: يزيد من الدخل القومى .. ومصر نقطة جذب واعدة
أسامة السيسى: محرك اقتصادى مهم للنمو.. ووسيلة لجلب الاستثمارات
قال خبراء الاقتصاد والسياحة، إن قطاع السياحة يعد من أهم القطاعات الاقتصادية التى تدعم النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة للدولة لما تلعبه من دور هام ورئيسى فى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادى والحفاظ على التراث الثقافى وكذلك احد اهم أعمدة الاقتصاد وقاطرة بناء الاقتصاد ويسهم بحوالى 11.4 ٪ من الناتج المحلى الإجمالى لمصر مما يجعلها من أهم القطاعات وأضافوا، فى تصريحات لـ «الجمهورية»: أن المتحف المصرى الكبير يعد من أقوى مقومات السياحة بمختلف أنواعها لما سيضيفه من زيادة فى النقد الأجنبى وعدد السائحين الوافدين والمتوقع ان يحقق إيرادات تصل الى 150 مليون دولا سنويا والذى تبلغ تكلفته بنحو 1.8 مليار دولار ويضم 100 الف قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية ويضم أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط.
من جانبه اوضح المهندس سامى سليمان رئيس لجنة السياحة باتحاد جمعيات المستثمرين: إن افتتاح المصرى الكبير كأكبر حدث سياحى مصرى عالمى سيسهم فى تدعيم الجانب الاقتصادى للدولة، حيث من المتوقع بعد افتتاحه رسمياً أن يحقق ايرادات سنوية مبدئيا قد تصل الى 150 مليون دولار، ومنذ الافتتاح التجريبى 2023 زاره تقريبا 800 ألف زائر من يناير حتى ديسمبر مما يدعم الدولة فى تطبيق معايير التنمية المستدامة والمتحف يسهم بتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للملايين من الشباب بالإضافة الى تطوير البنية التحتية للمنطقة المحيطة به والتى شهدت افتتاح مطار جديد وهو مطار سفنكس.
سياحة عائلية
واشار إلي ان افتتاح المتحف سيعمل على استهداف أنواع جديدة من السياحة على مصر مثل السياحة العائلية بالإضافة الى سياحة المؤتمرات وزيادة مدة الاقامة مما سيزيد من تدفق العملة الصعبة للاقتصاد مما سيؤثر ايجابيا على معدلات النمو وزيادة فى معدلات التشغيل وتقليل البطالة والفقر والتضخم.
وأضاف «سليمان»، أنه لابد من وجود آلية جيدة للترويج للافتتاح داخليا وخارجيا ونشرها عالمياً بأحدث التقنيات، وبما يتناسب مع الحدث مع تقديم حزم من التيسيرات للسياح والمستثمرين السياحيين مثل الإعفاءات الضريبية مؤقتا من اقامة الحفلات والتصوير بداخله حتى تعود مصر الى خريطة السياحة العالمية وبقوة كما كانت من قبل.
سياحة المتاحف
فيما ذكر، إيهاب عبد العال أمين صندوق جمعية مستثمرى السياحة الثقافية، ان افتتاح المتحف المصرى الكبير سيلقى بظلاله سياحيا واقتصاديا على الاقتصاد المصرى حيث سيضاعف الأعداد الوافدة ليس الى القاهرة فقط ولكن لباقى المحافظات لتنشيط باقى السياحات ومنها السياحة الشاطئية والأثرية والثقافية والدينية والتاريخية، مضيفا ان المتحف الكبير يعد من أكبر المتاحف مما يساعد مصر فى الدخول فى نوع سياحة جديد و هو سياحة المتاحف والتى حققت عالميا خلال 2023 ما يزيد على 25.2 مليار دولار ويتوقع أن تصل الى 74.8 مليار دولا حتى عام 2033 نتيجة تزايد الاتجاه نحو سياحة المتاحف ومصر أصبحت مؤهلة لذلك وستكون مصر الوجهة المفضلة للسائحين خلال السنوات القادمة مؤكداً حصول المتحف المصرى قبل افتتاحه كليا على 3 شهادات أيزو ومؤخرا الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة وفقا لنظام الهرم الاخضر المصرى فى 2022 من المركز القومى لبحوث الاسكان، والمتحف يعود بمنفعة كبيرة على الموارد الاقتصادية والبيئية والمجتمعية لتحقيق رؤية مصر 2030.
واشار عبدالعال إلى إن قرار الرئيس بتشكيل مجلس أمناء المتحف برئاسته سيعمل على إزالة أى عقبات مستقبلية للنهوض بالاقتصاد والسياحة المصرية وسيدعم الإستراتيجية الوطنية للسياحة الهادفة لتحقيق معدل نمو من 25 ٪ الى 35 ٪ سنويا وجذب 8 ملايين سائح سنويا لكونه أكبر متحف فى العالم يضم قطعاً أثرية لحضارة واحدة مما يسهم فى زيادة الدخل القومى من الإيرادات السياحية.
وأضاف، ان اختيار توقيت موعد الاحتفال بالافتتاح ممتازاً ويجب ان يصاحب ذلك تقديم حوافز تشجيعية لزيارة باقى الآثار المصرية وأنواع السياحات الأخرى بباقى المحافظات وتوفير برامج تمزج بين السياحة الشاطئية والثقافية وخاصة ان مصر لديها مقومات سياحية تؤهلها ان تكون نقطة جذب واعدة للسياح ذات الإنفاق العالى وان تستعيد عرشها مجددا والوصول إلى 30 مليون سائح سنويا حتى عام 2028.
وقال أسامة السيسى عضو اتحاد الغرف السياحية، إن إنشاء المتحف المصرى الكبير سيكون له دور ومكانة بارزة فى الاقتصاد كمحرك مهم للنمو، بالاضافة إلى انه سيكون من وسائل جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، والتى تخلق فرص عمل تخفف من حدة البطالة وينشط القطاعات الاقتصادية الأخرى لأن قطاع السياحة يخلق وظيفة من بين كل 4 وظائف جديدة وانه وفقا لبيانات 2023 وصل عدد السياح الوافدين الى مصر الى 14.9 مليون سائح بإجمالى إيرادات 15 مليار دولار وهى الأعلى نسبة منذ 2010 وذلك فور الإعلان عن الافتتاح التجريبى للمتحف وان السياحة تساهم بحوالى 11.4 ٪ من الناتج المحلى الإجمالى لمصر مما يجعلها أهم قطاعات الاقتصاد موضحا ان المتحف سيعمل أيضا على تنشيط السياحة والتى تعد من الصناعات الضرورية تساهم فى رفع الدخل القومى والخاص وايجاد فرص عمل فى مختلف المجالات مثل الفنادق والمطاعم و حتى مكاتب تأجير السيارات ومحلات بيع الهدايا وتساهم فى دعم الاحتياطى النقدى الاجنبى وكمحرك للتنمية والبنية التحتية.
فيما اوضح الخبير السياحى إن تشغيل المتحف بكامل قوته سيعمل على توفير النقد الاجنبى والعملة الصعبة لأن قطاع السياحة كان له دور كبير فى رفع احتياطى البنك المركزى خلال السنوات الأخيرة حيث احتل الترتيب الثالث بعد متحصلات تحويلات العاملين فى الخارج من بين المصادر الخمسة الأساسية للنقد الأجنبى فى مصر خلال العام المالى 2021/2022 كما احتلت السياحة ترتيباً متقدماً بين الأنشطة الاقتصادية من حيث المساهمة فى الناتج المحلى الإجمالى 176.4 مليار دولار خلال العام 2021/2022 بزيادة قدرها 54٪ على العام السابق له بقيمة 114.0 مليار دولار وأضاف أن التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة فى قطاع السياحة نحو 346.9 مليون دولار كما بلغت مساهمة قطاع السياحة فى الصادرات بقيمة 10.7 مليار دولار للعام المالى 2021/2022 ويعمل بهذا القطاع ما يقرب من 44 ألف شخص بشكل مباشر بالإضافة الى توفير ملايين فرص العمل غير المباشرة مما يخفف من مشكلة البطالة وتحسين مستوى الرفاهية الاقتصادية وتنشيط قطاعات مثل التعليم والتديب فى مجال المهن السياحية.
من جانبه قال د. أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربى للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربى بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، ان المتحف المصرى الكبير يعد مشروعا استراتيجيا لتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، ومن المتوقع أن يسهم افتتاحه فى جذب ملايين الزوار من مختلف دول العالم لزيارة مصر لاحتضانها أعظم حضارات التاريخ، خاصة وأن المتحف المصرى الكبير يحتوى على كنوز أثرية غير مسبوقة ولا تقدر بثمن وتنوع مقتنياته حيث يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية على مساحة تصل لـ 500 ألف متر مربع، وسيتم عرضها بأحدث التقنيات فى العرض والإضاءة، إضافة لوجوده فى موقع فريد بالقرب من الأهرامات. مؤكدا أن افتتاح المتحف المصرى يعد حدثا تاريخيا فارقا.
واضاف أن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيحقق عوائد اقتصادية كبيرة للقطاع السياحى ما يسهم فى دعم الاقتصاد الوطني، كما أنه يسهم فى توفير عشرات الآلاف من فرص العمل فى العديد من المجالات فى السياحة والفنادق والحرف اليدوية والتراث الثقافى وغيرها، موضحا أن المتحف المصرى الكبير مشروع ضخم يمثل بداية جديدة للمتاحف المصرية بما يتضمنه من عروض متحفية وبنية تحتية، وما يتضمنه من القطع النادرة والهامة مثل المجموعة الذهبية لتوت عنخ أمون والتى سيتم عرضها عند افتتاحه للمرة الأولى وبشكل كامل، متوقعا أن يكون لافتتاح هذا الصرح العظيم أثر كبير على السياحة المصرية وأن يصبح وجهة سياحية رئيسية على غرار متحف اللوفر فى باريس أو المتحف البريطانى ما يسهم فى زيادة تدفقات الوفود السياحية إلى مصر.
وأشار «غراب» إلى أنه من المتوقع أن يعيد افتتاح هذا الصرح التاريخى العملاق تشكيل خريطة السياحة فى مصر ما يحول منطقة أهرامات الجيزة لمركز جذب سياحى عالمي، والوجهة الأولى للوفود السياحية القادمة لمصر، متوقعا أن تشهد موقع المتحف المصرى الكبير استثمارات جديدة فى القطاع السياحى ما يعزز من التنمية الاقتصادية، موضحا أن المتحف. سيضع القاهرة على خريطة السياحة العالمية وسيعيدها قبلة للسائحين فى أوروبا وأمريكا وأستراليا ودول أسيا. مضيفا أن المتحف المصرى الكبير يعد الأهم بين كل المتاحف المصرية والعالمية لما يتميز به عن غيره من مقتنيات ومساحة وكنوز تاريخية وحضارية وثقافية، فهو يعد مؤسسة ثقافية اقتصادية ترفيهية تعليمية، وتشير التوقعات أن يزوره يوميا 5 آلاف زائر، إضافة لاشتماله على قاعات عرض لمراكز ثقافية وفنية ضخمة وحدائق بمساحة تصل لـ 5 آلاف متر مربع منها حديقة للنباتات النادرة وحديقة المعبد وحديقة للرؤية البصرية وحديقة مصر.
وذكر ان موكب المومياوات الملكية كان حدثا عالميا حضره أغلب الصحفيين والمراسلين الأجانب والفضائيات العالمية لتغطية الحدث، ومن المتوقع أن يشهد افتتاح المتحف المصرى الكبير اهتماماً عالمياً وإعلامياً غير مسبوق ما يعد ترويجا للسياحة المصرية بشكل كبير، مضيفا أن مصر استقبلت نحو 16 مليون سائح، خلال العام الماضى 2024، رغم التحديات الجيوسياسية التى تمر بها المنطقة والعالم، ومن المتوقع أن يزيد التدفق السياحى لمصر بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير بنسبة 27٪.