فى الوقت الذى انشغل فيه الناس بما قيل من تصريحات حمقاء عن تهجير أهل غزة إلى سيناء.. فإن العالم- وليس مصر والفلسطنيون فقط – رفضوا فيه هذه التصريحات بل وسخروا منها ! ورأى فيها أغلب المحللين الإستراتيجيين محاولة خائبة للبحث عن قضية يتحدث فيها الناس عما يجرى من تفكيك لأمريكا من الداخل على أيدى «الحكام الجدد بزعامة إيلون ماسك» وهنا جوهر المسألة!
> ولأنه رب ضارة نافعة فان إثارة مسألة «تهجير الفلسطينيين» و»الأطماع فى سيناء» ليست ابنة اليوم.. بل هى تاريخ ووثائق وأطماع قديمة.. ومن المفيد أن نكشف الغطاء عنها ونفضحها.. وأنه لولا يقظة الجيش المصرى تاريخيا ومعرفته جيداً معنى وحدود الأمن القومى المصرى وموقعية «سيناء» فى هذا الأمن.. لما صرنا ما نحن عليه اليوم! ولنعد إلى التاريخ لنكشف الأطماع والتى اجهضها الجيش المصرى العظيم والتفاف الشعب حوله!
> فماذا يقول التاريخ؟ قبل العام 1948 «عام النكبة الفلسطينية الأولي!» وفى بدايات القرن أرسل مؤسس «الفكرة الصهيونية» تيودور هرتزل إلى رجل الدولة البريطانى المتعصب أنذاك «تشمبرلين» يطلب فيها سيناء وأن تساعده بريطانيا التى كانت تحتل مصر يومها فى ذلك وكانت رسالته الوثائقية طويلة ومهمة وننتقى منها مايلي:
الرجاء أن تجد طيه ملخصًا عامًا لمخطط تسكين اليهود المشردين فى شبه جزيرة سيناء وفى فلسطين المصرية.
لمنع أى سوء تفاهم قد يحصل الآن أو فى المستقبل دعنى أذكر أننى أعددت هذا المخطط لك لأنك أبديت معارضة بخصوص فلسطين إنك أعظم قوة مؤثرة على شعبنا منذ تشرده وإنى لأشعر أنه من واجبى أن أقدم لك نصائحى المتواضعة شرط أن تكون عندك النية لعمل أمر مهم لتعسائنا. ويجب ألا أكون فقط شديد التمسك بالمثل وأرفض المساعدة السريعة لأفقر فقرائنا مهما كان شكل هذه المساعدة بل يجب أن أكون أكثر من ذلك يجب أن أعطى نصحى حسب ما أراه أفضل عندى إلى جانب الناحية الإنسانية غاية سياسية أيضًا. إن توطين اليهود شرق البحر الأبيض المتوسط سيقوى إمكان الحصول على فلسطين. سيكون يهود الشركة الشرقية فى المستعمرة الإنجليزية صهيونيين مخلصين تمامًا كيهود هيرش المستعمرين فى الأرجنتين.
لا أدرى إذا كنت سأستطيع أن أساعد فى تحقيق المشروع أى إذا كنت سأجعل منظمتنا الصهيونية تعمل له لأن هذا يعتمد على قرار حزبي. سأدعو أعضاء اللجنة من جميع البلدان إلى اجتماع سرى وأبحث معهم الموضوع.
وإلى جانب هذا فإن عندى مخططًا ثانيًا لك يمكن تحقيقه فى الوقت نفسه ولكن على حدة. وهذا المخطط سرى تمامًا يتعلق بالعراق.
لقد أخبرتك أن السلطان عرض عليَّ الاستيطان فى العراق «وذلك فى شباط/فبراير «1902» من هذه السنة لما ذهبت إلى القسطنطينية بناءً على دعوته» وقد رفضت العرض لأنه لم يشمل فلسطين. استطيع أن أعود إليه غدًا ما دامت علاقاتنا ممتازة. وبدل هذا علينا أن نقدم له بعض المساعدات المالية «انظروا خطورة هذا الاعتراف السرى لهرتزل ومدى أهميته التاريخية!!».
يقوم بالمطالبة بهذا رجل استطيع إن أسميه لك شفهيًا. ولكن السلطان يفضل أن يعهد بهذا المشروع لى لأنه يعرف أنى شخصيًا لست أجرى وراء المنفعة المالية وهو بالطبع يريد شروطًا أفضل ولكن حتى ولو أُعْطى شروطًا أفضل يمكن وضع ما يقرب من مائتى مليون جنيه على الحساب. هذا الربح يذهب للشركة اليهودية لأنها تستطيع بذلك أن تبدأ حياتها بربح من مليونى جنيه وفى رأيى أن هذا يسهل تحقيق المخطط.
لا أدرى إذا كانت عندك معلومات كافية عنى ولكنى أود أن أؤكد هنا أنه ليست لى فى هذا المخطط أية غاية مادية لست أعمل لعمالة مالية إنما كل ما أريده هو أن يكون للصندوق القومى اليهودى حساب محترم فيما إذا سار هذا المشروع المالى أنا لا أضع هذا شرطًا لا بد منه.
إنى أفضل المخطط الأول «يقصد التوطين فى سيناء أو فلسطين المصرية على حد قوله !!» لأن ضمانات مشروع العراق السياسية للمستقبل قليلة. أما إذا لم نتمكن من إقامة المستعمرة اليهودية فى المملكات البريطانية بسبب رفض الحكومة الإنجليزية أو إذا لم يرغب فى هذا المخطط رجال المال فعندها فقط أقدم لك المشروع الثانى «يقصد العراق».
>>>
هذه هى الوثيقة، وهى بما احتوته من معلومات وأسرار ومخططات قديمة للحركة الصهيونية بقيادة هرتزل، لا تحتاج إلى أى تعليقات، إننا نوردها نصاً علها توقظ لدى الحالمين الجدد من رؤساء دول كبرى يعملون فى خدمة المتعصبين اليهود فى دولتهم والعالم.. أن الأطماع قديمة فى سيناء، وليست اليوم فقط.. ولولا يقظة الجيش والشعب تاريخياً من قبل ثورة يوليو 1952 وحتى اليوم «2025» لتحققت المطامع ..وعلينا أن ننتبه جيداً وسط هذا «الطوفان» الأمريكى الجديد بكوابيسه وحماقاته ناحية الشرق الأوسط وفى قلبه سيناء!
حفظ الله مصر