درست الإعلام فى الجامعة الأمريكية، وعملت بالإذاعة المصرية بالبرامج الإنجليزية الموجهة، خريطة العالم وحكايات النساء يملئن رواياتها، فى كتابتها تنظر للبشر بخفة من فوق سحابة أو من شباك الطائرة حيث تبتعد البيوت، تمتزج بالمساحات الصفراء والخضراء، النيل وتفرعاته وتتحول إلى فكرة أسمها الوطن.
قدمت عددا من المجموعات القصصية والروايات منها «سحر التركواز» و»جدار أخير» و»تانجو وموال»
وروايتاها «جمينازيوم» و»تمارا» حصلتا على جائزة أفضل رواية فى معرض الكتاب عام 2016، وعام 2020. وصدر لها تزامنا مع معرض هذا العام روايتها الجديدة «شقة البر الغربي».
روايتك الجديدة «شقة البر الغربي» تحكى عن ثلاث نساء عشن معا فى شقة فى الأقصر وترصد مأزق كل واحدة ومشكلتها، دائما فى جعبتك الكثير من الحكايات عن النساء والسؤال لماذا أنت مشغولة بالنساء؟ وهل يضايقك تصنيف الكاتبة بالنسوية؟
لو تقصدين بسؤالك بنسوية أنى منحازة للمرأة ضد الرجال فذلك غير حقيقى لأنى كاتبة إنسانية أتناول القضايا الإنسانية من منظور إمرأة، دائما ما يوجه هذا السؤال للكاتبات -لماذا بطلتك امرأة- بينما لا يوجه سؤال للكتاب الرجال عن بطلهم الرجل، الفكرة أنى سأعبر بشكل افضل من وجهة نظر امرأة.
نظرا لطبيعتى كأنثي، ولأنى أختلط بمحيط من النساء، والمرأة كائن يبوح، البوح عالى عند النساء.
وذلك لا يمنع وجود شخصيات وحكايات لرجال فى كل روايتي. وهناك تعاطف إنسانى مع مشاكلهم وأزماتهم.
تكتبين القصة والرواية ولكن أيهما تفضلين، وأيهما اسهل فى كتابته؟
كل فكرة تختار النوع الأدبى الذى تحضر فيه، الأفكار تظهر فى عقلى بالطريقة التى أنوى العمل بها سواء كانت قصة قصيرة أو رواية، وحول فكرة أيهما أسهل، تختلف حالة الكتابة فى كل نوع، فى كتابة الرواية يكون هناك مداد أدبى يستغرق وقتاً زمنياً كبيراً، لا يكون العمل وقت الكتابة فقط وإنما يسبقه دراسات وبحث وإنتقال فى الأماكن وبناء الشخصيات، وكل ذلك يشكل متعة شخصية أثناء العمل.. فترة الإعداد بالنسبة لى هى من أمتع الأوقات لأنى أتعلم فيها اشياء جديدة، تكون فترة دهشة وسعادة. الرواية حالة ممتدة من الصراع مع النفس أثناء الكتابة، بينما فى القصة القصيرة لا أخوض هذه الحروب، أكتبها كدفقة شعورية واحدة هى إنجاز سريع فورى مفرح.
سفر الروح
لك تجربة حياتية مميزة مع السفر سواء داخل او خارج مصر، حدثينا عن السفر فى تجربتك؟
السفر بالنسبة لى هو سفر الروح، أتخفف من ثقل الجسد من ذاتى الأرضية، أتمثل فى كائن طيفى «روح» من خفتها تمتص أى شيء تراه، تضخمه، تشعر به بقوة، والكتابة فى السفر عندى بها إحساس عال جدا،حالة تفرغ للكتابة، السفر هو البراح والسعة التى تسمح للإلهام أن يدخل للروح ويستقبله بعقل وقلب مفتوح.
وتحديداً أكون فى حالة نسيان الأنا وذوبان فى الآخر.
سافرت بلاداً كثيرة ولك كتاب رحلات واحد «مصر التى فى صربيا» حدثينا عنه وهل هو عن رحلة واحدة أم مجموعة رحلات؟
كانت تجربة منحة كتابة فى بيت أدباء فى الريف الصربي، كانت لدى فكرة رواية عندنا بدأت رحلتى لكنى عندما سافرت لهناك، وجدت أن «صربيا» تشبه مصر، فتحولت الكتابة من العمل الروائى الخيالي، لكتابة واقعية وتسجيل للأمر الذى أدهشني. كانت الرحلة تتضمن أيضا زيارات مع وفد من وزارة الثقافة هناك لزيارة الأماكن فى صربيا، بالإضافة إلى معرفة أهل البلد التى أحببتها لأنها ذكرتنى بنفسى فى طفولتى المبكرة فى مصر، لديّ أيضا كتاب أدب رحلات آخر «سبع ليال وليلة» كتبته أثناء إقامتى فى أحد البيوت التراثية فى «المحرق» وهى العاصمة القديمة للبحرين.
الاختبار والتخيل
«مى خالد» خريجة الجامعة الأمريكية، لديك نماذج من النساء بعيدة عن محيط حركتك كيف تكتبين العالم البعيد عنك، هل بالإختبار أم التخيل؟
خريجو المدارس الأجنبية، والجامعة الأمريكية يختلطون بجميع فئات الشعب، لدى نماذج كثيرة من الناس بين أهلى واسرتى وزملاء العمل، وكذلك العاملات الآتى يساعدن فى بيتنا منذ أيام الجدات كلهن من الريف، ويعتبرن جزءا من الأسرة وأنا مدينة لهن بالكثير مما عرفته من عادات الريف وتقاليده وأغانى الأفراح، كلها عوالم أنا منفتحة عليها، لدى اصدقاء من كل الطبقات، كل من أحترم عقله يكون لدى صلة بعالمه حتى لو لم ينالوا اى قدر من التعليم، خاصة النساء، لأن المرأة تلتقط الحكمة من الحياة بسرعة ومن الممكن أن تنقل حكمتها وخبرتها لمن حولها.
حصلتى على جائزة افضل كتاب لمعرض الكتاب مرتين عام 2016، وعام 2020، ما الذى تعنيه لك الجائزة أى جائزة؟
فى رأيى الجائزة هى القارئ، الذى يحب عمل كتبته يمسه ويعجبه ويخبره شيئا عن العالم، هذه هى جائزتي، لكنى مع ذلك سعدت كطفلة بجائزتى الأولى من معرض الكتاب عن روايتى «جمينازيوم» وفى الجائزة الثانية كنت فى الهند مريضة جدا وتسلم الناشر الجائزة، وبعد إنقضاء ظروف مرضى وسفرى سعدت بالجائزة والتقدير لروايتى «تمارا» لأنى عملت بها بجد شديد وقمت بدرسات وأبحاث وسافرت بسببها ثلاث مرات،، والحقيقة أنا اعمل بجد فى كل أعمالي.
الجائزة تلقى الضوء على العمل، وعلى مشروع الكاتب، وتسهل للقارئ اقتناء الأعمال الحاصلة على جوائز لأن الكتب المعروضة كثيرة جداً.