> لماذا نحاول الكتابة بحثاً عن معنى فى هذا العالم الذى ليس له معنى.. أو لم يعد له معنى؟!
> من يصدق أن تتحول الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة غير مستقرة.. مهددة بالفوضى والعنف أزمة احتجاجات المهاجرين فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية تتفاقم بشدة حرب الشوارع فى مدينة لوس أنجلوس تتصاعد الرئيس ترامب سارع بنشر وتعبئة قوات الحرس الوطنى لإعادة الهدوء إلى المدينة الغاضبة.. وقد اتخذ ترامب هذا الإجراء بدون أن يطلب أحد منه ذلك.. ترامب يعلن أنه يرسل قوات المارينز الأمريكية من أجل تطبيق القانون فى لوس أنجلوس.. حرب الترحيل ضد المهاجرين اشتدت فى أمريكا بدعوى وضع حد لغزو المهاجرين الأجانب لأمريكا.
> التقديرات الأولية لحجم الخسائر فى لوس أنجلوس تزيد على 200 مليار دولار.. لكن حاكم ولاية كاليفورينا يهدد بأن كاليفورنيا لن تدفع الضرائب للحكومة الفيدرالية فى واشنطن.. وهذا تهديد مباشر بانفصال ولاية كاليفورنيا عن أمريكا.. بعد أن تحولت أمريكا إلى دولة غير مستقرة.. مثل أى دولة فى العالم الثالث.. كما تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
من الداخل
> يقول الأمريكى دانيل وارنر إن أمريكا تنفجر على نفسها وبنفسها من الداخل.. عودة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض تهدد الأسس التى قامت عليها الولايات المتحدة الأمريكية.. حتى الأسس الدستورية. هيمنة أمريكا على العالم أصبحت موضع شك وتساؤل. الإمبراطورية الكبرى مثل أمريكا تصعد وتسقط حسب دورات الزمن والتاريخ.
> قد تتعرض الإمبراطورية للهزيمة على أيدى قوة عالمية صاعدة.. أو قد تنهار بمرور الزمن.. لكن من النادر أن تدمر الإمبراطورية نفسها بنفسها كما يحدث الآن فى أمريكا.
> انفجار أمريكا على نفسها من الداخل يبدو درامياً رهيباً وسريعاً. على مدى شهور قليلة أعاد ترامب تعريف أمريكا وموقعها فى العالم. القوة العالمية الأولى.. اقتصادياً وعسكرياً.. أصبحت دولة معزولة ومنبوذة. من النادر جداً الحديث عن الانفجار من الداخل فى العلاقات الدولية.. ودائماً يحدث صعود وسقوط الإمبراطوريات لأسباب وعوامل خارجية.. لكن أمريكا تفقد موقعها العالمى.. بالانفجار من الداخل.. بعد أن دخلت دولة المهاجرين فى حرب مفتوحة مع أبنائها المهاجرين.. والبداية فى كاليفورنيا.. فهل هذه هى بداية النهاية؟!
الجنون.. الجنون
> ويحذر الأمريكى فرانسيس سيمبا من أن الجنون الحاد يجتاح العالم. جنون الحرب والصراعات المسلحة بين القوى الكبرى فى القرن الحادى والعشرين.. كما حدث فى 1914 حين اشتعلت نيران الحرب العالمية الأولى ، وبعد ذلك اشتعلت الحرب العالمية الثانية عام 1939 واستمرت حتي عام 1945 وبذخ بعدها نجمي الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.
> وقد تورطت أمريكا فى حرب باردة طويلة ضد الاتحاد السوفيتى.. وامتدت الحرب الباردة الشاملة لتغطى كوكب الأرض بالكامل.. من الحرب فى كوريا إلى فيتنام. وبلغت خسائر أمريكا أكثر من نصف مليون جندى.. منهم 90 ألف قتيل.
> اليوم.. كلما تورطت أمريكا مع أوروبا فى حرب أوكرانيا.. تجد أنها تسير وهى نائمة مرة أخرى نحو الحرب مع أكبر قوة نووية فى العالم وهى روسيا الاتحادية.
> أمريكا وأوروبا يزودان أوكرانيا حالياً بأسلحة وطائررات مسيرة تضرب عمق روسيا فى موسكو وحتى سيبيريا.
وهناك من يطالبون بمصادرة 300 مليار دولار من ودائع روسيا فى بنوك أمريكا وأوروبا مع فرض عقوبات شاملة على صناعة البترول والغاز فى روسيا.. وترتفع أصوات تطالب بفرض رسوم جمركية500 ٪ على أى دولة تستورد سلعاً من روسيا.
> الأمريكى هال براندز يؤكد أن حرب أوكرانيا هى حرب ترامب.
> يقول حرب أوكرانيا هى الاستثمار الكبير.
الحرب الثالثة
> لكن كل ذلك كما يقول فرانسيس سيمبا لا يجعل أوكرانيا مؤثرة على المصالح الحيوية لأمريكا.. والسائرون إلى الحرب العالمية الثالثة وهم نيام.. سيقومون بتمويل الحربب فى أوكرانيا.. حتى تتحول من كارثة أوكرانية إلى كارثة ومأساة عالمية كبرى وشاملة.. لأنها سوف تكون الحرب النووية الأولى فى التاريخ وربما الحرب النووية النهائية فوق كوكب الأرض.
انكسار عظيم
> ويتساءل مالكولم تيرنيول رئيس وزراء استراليا ويقول.. كيف يمكننا استعادة هذا العالم كما كان.. بعد أن تعرض للانقسام أو الانكسار العظيم على أيدى ترامب وسياساته وقراراته؟!
> فقد تعرض حلفاء وشركاء وحتى أعداء أمريكا لصدمة زلزالية كبرى بسبب قرارات وسياسات ترامب.. الرئيس الأمريكى أيقظ الجميع من الأوهام الكاذبة الكبرى.. حين أكد أن أمريكا ليست إمبراطورية الخير الكريمة.
هناك صدمة كبرى.. بعد اكتشاف الحقيقة السوداء.. وهى أن أمريكا إمبراطورية فوضى وعنف.. كما هو واضح من تجاهل واحتقار ترامب للقانون حتى داخل أمريكا.. ماذا بقى من النظام العالمى الذى يحاول ترامب دفنه فى مقابر الزمن والتاريخ؟!
> يقول تيرنبول رئيس وزراء استراليا إنه لم يبق على حلفاء أمريكا سوى الاحتفاظ بالاستقرار الإستراتيجى والسيادة الإستراتيجية لبلدانهم. شراء الأسلحة الأمريكية لن يجدى ولن يفيد.. لابد من توطين صناعة السلاح وتكنولوجيا صناعة السلاح فى أوروبا واستراليا.. وحتى اليابان وكوريا الجنوبية.
> السيادة الإستراتيجية لحلفاء أمريكا لها ثمن.. وحان الوقت كى تعتمد هذه الدول على مواردها وقدراتها التكنولوجية.. بدون الحاجة لأمريكا.. التى تحولت إلى حليف وشريك لا يمكن الاعتماد عليه.. لا حل أمام حلفاء أمريكا سوى امتلاك القدرة السيادية على ردع الأعداء وكل المخاطر والتهديدات.
> لم تكن مفاجأة أن تخصص دول أوروبا 150 مليار يورو لشراء أسلحة جديدة من الشركات الأوروبية مع استبعاد الشركات والأسلحة الأمريكية.
وهذا هو المعنى الحقيقى للاستقلال والسيادة الإستراتيجية.
يقول مالكولم تيرنبول رئيس وزراء إستراليا إن العالم حالياً يعيش فى حقبة الظلام والصين هى الفائز الوحيد بعد أن اهتزت الهيمنة الأمريكية بعنف.. فقد بدأ عصر الظلام.. لأمريكا.. وكل العالم.
> لقد تنبأ عالم الاجتماع جوهان جولا تونج بسقوط أمريكا فى عام 2000 وقال إن عملية السقوط سوف تبدأ فى 2025 وقد فاز جولا تونج بجائزة نوبل فى علم الاجتماع السياسى.
الأزمات صناعة
> لقد بدأت إستراتيجية «صناعة الأزمات» فى واشنطن بعد عام 1947 بالتحديد بعد إصدار القرار بتشكيل «مجلس الأمن القومى الأمريكى».. وبعد إقامة جهاز المخابرات المركزية الأمريكية.. ولم تكن منطقة الشرق الأوسط وجنوب البحر المتوسط بعيدة عن مخطط صناعة الأزمات.
> فقد كان إعلان قيام دولة إسرائيل فى فلسطين فى 1948.. أولى مخططات صناعة الأزمات.. والحقيقة أن قيام إسرائيل إعلان بالحرب.. وبقاء إسرائيل استمرار للحرب.. وقد اعترفت أمريكا بإسرائيل بعد قيامها بـ 51 دقيقة فقط.. واعترفت بها روسيا بعد نصف ساعة.
وفى ذلك الوقت لم تتفق موسكو وواشنطن إلا على شىء واحد.. هو أن قيام إسرائيل يعنى اشتعال الحرب بين صهاينة اليهود والعرب حتى نهاية العالم.. ونهاية الزمن والتاريخ.
> وكان الهدف الثابت هو استنزاف موارد الدول والشعوب العربية فى حروب لا تنتهى أو تتوقف مع إسرائيل. استنزاف كل الموارد المادية والمالية والبشرية فى هذه الحروب المدمرة. وكان مطلوباً بشدة ألا يتمكن العرب.. شعوباً ودولاً.. من استثمار مواردهم فى صنع التنمية والتقدم. وتعتمدت أمريكا دائماً أن يتم حرمان الدول العربية من الأموال والاستثمارات الأمريكية وفرص نقل وتوطين التكنولوجيا المتطورة.
السيناريو الأسود
> ومنذ بداية القرن الحالى.. كانت الحرب الأمريكية على الإرهاب.. جزءاً من هذا السيناريو الأسود.. من أجل تأمين وجود وبقاء إسرائيل.. فقد تم احتلال وتدمير العراق فى 2003 من أجل هذا الهدف.. وتم تدمير سوريا بالكامل على أيدى ميليشيات إرهابية إخوانية. فى لعبة مدمرة خطط لها برنارد لويس وهنرى كيسنجر والمخابرات المركزية الأمريكية طويلاً.
> وتم اختراع حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس.. ولا حق للشعب الفلسطينى فى الدفاع عن نفسه أو حقه فى الأرض والوجود وجرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقى تشهد على كل ذلك أمام العالم واليوم أصبحت إسرائيل بوضوح تام هى أقذر جناح للاستعمار الأمريكى بالشرق الأوسط.
> ويقول الإسرائيلى آلوف بين رئيس تحرير هاآرتز الإسرائيلية إن أمريكا يمكن أن تقف ضد طموحات إسرائيلية الإقليمية فى الشرق الأوسط.. لكنها تطلق يد إسرائيل بحرية تامة ضد الشعب الفلسطينى.. سواء فى القدس العربية والضفة الغربية أو غزة ويؤكد أن نتنياهو يخطط مع فريق الصهاينة المتطرف لاحتلال واستيطان 30 ٪ من الضفة الغربية فى المرحلة الحالية بما يجعل من حل الدولة الفلسطينية أمراً مستحيلاً.. ويتم دفن حل الدولتين إلى الأبد.
الحرب ضد إيران
> إسرائيل فى حالة حرب دائمة مع كل جيرانها.. بصورة معلنة كما هو الحال مع الشعب الفلسطينى فى الضفة وغزة أو مع لبنان أو سوريا أو بصورة غير معلنة.. مع الجميع وضد الجميع.
> إسرائيل تخطط للحرب ضد إيران وبرنامجها النووى.. وأجرى الرئيس الأمريكى ترامب مكالمة استمرت 40 دقيقة تركزت حول إيران والمفاوضات النووية مع إيران.
إيران تتمسك بحقها فى التخصيب لليورانيوم بنسبة7.3 ٪ فقط للأغراض السلمية. أمريكا ترفض نهائياً.. وإسرائيل تطالب باستسلام إيران النووى بصورة كاملة وتفكيك مشروعها النووى تماماً وتسليم كل معداته لأمريكا كما فعل معمر القذافى فى ليبيا من قبل.
> المخابرات المركزية توصى بعقوبات كاسحة ضد إيران يتم من خلالها إجبارها على الاستسلام.. رغم أن ترامب يؤكد أنه لا يريد الحرب.. لكنه يطلق يد إسرائيل للتهديد الدائم بالحرب ضد إيران.
إيران تهدد الحضارة
> وترتفع أصوات فى واشنطن تؤكد للرئيس ترامب أن إيران لا تمثل تهديداً لإسرائيل وحدها.. بل إن إيران تشكل تهديداً خطيراً للحضارة الإنسانية كلها.. وكأن إسرائيل هى الحضارة الإنسانية.. وترسانة إسرائيل النووية لا تهدد أمن وسلام الشرق الأوسط والعالم!!
> مازالت مؤسسة الأمن القومى الأمريكى تؤمن بالحل العسكرى لكل أزمة أو مشكلة خصوصاً فى الشرق الأوسط.. والسياسة والدبلوماسية.. مضيعة للوقت.
> لا أحد يدرى إلى أين سوف تتجه المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا.. لكن الحرب فى أوكرانيا.. ليست الحرب الوحيدة التى تهدد أمن واستقرار العالم.. والمذابح وجرائم الحرب التى تقوم بها إسرائيل يومياً فى غزة.
ضربة صاروخية
> حاولت الدعاية الأمريكية التقليل من شأن هذه الضربة الصاروخية الإيرانية.. رغم أنها كانت قوية جداً.. وتعرض الحى التجارى على ساحل تل أبيب لدمار واسع خلال هذه الضربة.
> ويؤكد جنرالات البنتاجون فى واشنطن إن تدمير منشآت إيران النووية لن يكون ضربة واحدة.. فى أيام أو أيام متعددة فقط.. فمن المؤكد أن إيران سوف تعيد بناء قدراتها النووية بعد أية ضربة أمريكية ـ إسرائيلية من أجل الإسراع بإنتاج القنبلة وردع أمريكا وإسرائيل مثل كوريا الشمالية ولذلك قد تضطر أمريكا وإسرائيل لتكرار الضربات الجوية ضد إيران كل عام وربما كل ستة أشهر.
شياطين الحرب ترقص دائماً فى تل أبيب وواشنطن.. ويبقى السؤال.. أين وكيف ومتى تبدأ الحرب العالمية الثالثة؟!
> وفى النهاية وذات يوم قريب سوف يشهد العالم انفجار إسرائيل على نفسها من الداخل.. وهذه هى النهاية الطبيعية للعنصرية العسكرية الصهيونية فى تل أبيب.. والذين أقاموا إسرائيل يعرفون جيداً أن هذه هى النهاية.. وهى قادمة لا محالة.
