الأحداث المتسارعة التى تشهدها منطقتنا العربية فى الآونة الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً لشك أن مصر- وبحق- هى الشقيقة الكبرى والحارس الأمين على مقدرات هذه الأمة والقائد الذى يعرف تماماً كيف يقود الأمة إلى الأمام ويفرض كلمتها على الجميع طالما كان ذلك فى إطار من الحق والعدل والشرعية الدولية بحيث لا عدوان ولا إضرار بأحدٍ تلك هى مباديء الكبار» الذين يقفون دوماً فى خندق العدالة والشرعية التى لا تشوبها شائبة.
ومن هنا كان الموقف المصرى «الصلب» ضد البغى والعدوان والعنصرية البغيضة التى أراد البعض ان يفرضها علينا كعرب من خلال فرض الهجرة القسرية على اهالى فلسطين فى غزة وغيرها.. ولكن أنى لهؤلاء ان يفرضوا على العرب كلمة وفى القلب منها مصر قلب العروبة النابض والتى وقف زعيمها موقفاً شجاعاً كان مثار اعجاب العالمين ليس فى العالم العربى فحسب ولكن تجاوز ذلك إلى الرأى العام العالمي، الذى أشاد إشادة كبيرة بالموقف المصرى الذى تحطم على صلابته عنجهية وغطرسة الصهاينة ومّنْ ساندهم فى بغيهم وصلفهم وعدوانهم وها نحن نشاهد على مرأى ومسمع من العالم أجمع كيف نحصد ثمار هذا الموقف المصرى من ادخال المساعدات وبكميات كبيرة إلى قطاع غزة كذلك أيضاً الرؤية المصرية العظيمة فى مسألة إعادة الإعمار لكامل قطاع غزة دونما تهجير لأى فرد من أبناء غزة- وجدنا كيف بدأت آلات الإعمار تشرع فى الدخول إلى غزة عبر معبر رفح لتبدأ أولى الخطوات العملية من أجل اعادة تأهيل البنية التحتية فى القطاع ثم بعد ذلك يتم تنفيذ خطط إعادة البناء سواء للخدمات الضرورية أو المساكن التى سوف تؤوى أهالى القطاع. وبالتالى صارت فكرة التهجير القسرى التى نادى بها البعض من محدودى الفكر والرؤية فى ذمة التاريخ وغير قابلة بحال من الاحوال من التطبيق العملى على أرض الواقع لأنه قد وجد البديل الأمثل الذى يضمن حل الإشكالية حلاً جذرياً دونما اللجوء إلى تلك الحلول الهلامية التى كانت بمثابة نكبة اخرى لأهل فلسطين.
عاشت مصر قائداً ملهماً لأمته يرشدها لما فيه خيرها دائماً وأبداً.