> هذا تاريخ لم يكن بداية الفرص الضائعة.. فى قضية العرب الأولي.. ولن يكون الأخير أيضاً.. فى 20 نوفمبر سنة 1977.. أى فى مثل هذا اليوم منذ سبعة وأربعين عاماً.. تحدث الرئيس الراحل أنور السادات أمام الكنيست الإسرائيلي.. لتبدأ بعده مراحل تفاوض متعددة انتهت بتوقيع اتفاقية السلام وخروج المحتل الإســرائيلى من أرض ســـيناء بأكملهــا فى 25 أبــريل 1981.. عدا طابا التى عادت فيما بعد فى 15 مارس 1989.. بعد حكم التحكيم فى سبتمبر من عام 1988.
> كان 20 نوفمبر بداية خطوات سابقة لعصرها.. لزعيم اراد ان يختصر الزمن ويواجه العدو مباشرة فى معركة السلام.. كما واجهه مباشرة فى معركة السلاح.. ولو ان الأمور سارت كما كان الزعيم الراحل يأمل.. وانضم الجميع إليه فى معركة السلام.. لكانت الدنيا قد تغيرت.. وما كنا نعيش ما نحن فيه الآن.. وما أكثر الفرص الضائعة التى مرت بها قضية العرب الأولي.. ولا أريد ان انكأ جراحاً ما زلنا وسنظل نعانيها.. بعد ان افلتت الفرص من ايدينا واحدة بعد الأخرى.. لنصل إلى ما نحن فيه الآن.. ونقترب من الحقبة الترامبية التى لا يدرى احد ما سوف تأتى به.. ولكننا جميعا يجب ان ندرك ان ما بأيادينا من مقومات القوة العربية كفيل بأن يستخلص العرب حقوقهم.. لو ارادوا.. ولو استطاعوا..
>>>
.. والفرص القادمة
> نترك الفرص الضائعة فى قضية العرب الأولي.. وليس هنا مجال للمقارنة.. ونتجه إلى الداخل المصري.. والى الفرص القادمة.. أو بمعنى اصح الفرص الواعدة.. وهى فى مجالات عديدة لعلها الآن تبدو واضحة فى مجال الصناعة.. ونحن نرى أكثر من فرصة فى التوسع فى صناعات قائمة.. أو فى توطين صناعات جديدة.. وبدء مشروعات صناعية.. أو استعادة أصولنا الصناعية التاريخية.. ونسعد جميعا بعودة النصر للسيارات.. قلعة صناعية ذات تاريخ.. والآن عادت لتكون ذات مستقبل واعد فى صناعة كان من حقنا ان نتطور فيها.. فتوقفنا.. وتحرك الاخرون.. الان تعود هذه القلعة لتؤدى دوراً نتطلع إلى تعظيمه.. وامتداده إلى مجالات اخرى..
> الفرص القادمة.. والواعدة أيضاً فى السياحة.. ونستبشر خيرا بما اعلنه وزير السياحة والآثار شريف فتحى مؤخراً عن إستراتيجية الوزارة التى تهدف إلى ان يكون لدينا اكبر تنوع من المنتجات السياحية فى العالم.. وانه سيتم التركيز على الانماط والمنتجات السياحية التى وهبها الله لمصر.. كما سيتم العمل على تطوير كل نمط على حدة.. بما يساهم فى تقديم المنتج السياحى بشكل أكثر تنوعا وثراء واستخدام افضل لمقومات مصر السياحية والطبيعية.. ونتطلع مع الوزير شريف فتحى إلى ان نشهد معه تحقيق ما نتطلع إليه من آمال عريضة تتناسب مع ما تملكه مصر من مقومات سياحية وطبيعية.
>>>
> وقد جاءت كلمات الوزير هذه فى احتفال اخير حضرته فى المتحف المصرى فى التحرير.. وهذا ثالث احتفال للسياحة والآثار احضره لثلاثة وزراء للسياحة والآثار.. فى ساحة المتحف المصرى العريق بميدان التحــرير.. كــانت الأولى للــوزير الأسبق د.خالد العنانى الذى رشحته مصر لشغل منصب مدير عام اليونيسكو ونرجو الله سبحانه وتعالى ان يوفقه فى الفوز بهذا المنصب.. وكانت المناسبة هى الاحتفال بمرور مائتى سنة على فك رموز الكتابة الهيروغليفية التى أعلن عن فكها شمبليون فى 27 سبتمبر 1822.. والذى أصبح يوافق الآن يوم السياحة العالمي.. ليس لهذا السبب.. وإنما لسبب آخر.. هو توقيع النظام الأساسى للمنظمة فى عام 1970 والتى اصبحت بعد سنوات إحدى المنظمات المتخصصة للامم المتحدة..
> فى ذلك الحفل قدم الدكتور خالد العنانى عرضاً رائعاً عن الكتابة الهيروغليفية ونشأة علم المصريات.. وبالمناسبة هو العلم الوحيد عن حضارة بلد بعينه..
> الحفل الثانى كان ضيفه الوزير السابق أحمد عيسي.. وكانت حفلاً سنوياً للاتحاد المصرى للغرف السياحية بمناسبة شهر رمضان.. واما الحفل الثالث فكان منذ أيام.. وفى مناسبة أمرين.. أولهما مرور 122 عاماً على افتتاح المتحف الذى يعتبر أول متحف قومى بالشرق الأوسط وافريقيا.. وقد افتتحه الخديو عباس حلمى الثانى فى 15 نوفمبر 1902 وقد بدأت فكرة المتحف فى البداية فى بيت صغير عند بركة الازبكية فى وسط القــاهرة.. حين امر محمد على باشا عام 1835 بتسجيل الآثار المصرية الثابتة، ونقل الآثار القيمه إليه.. وسمى فى ذلك الوقت بمتحف الازبكية.. ثم شغل عدة مواقع وفى عام 1887 وضع الخديوى عباس حلمى الثانى حجر الاساس للمتحف المصرى الحالى واكتمل البناء فى عام 1901 ونقلت اليه الآثار المصرية القديمة من سراى الجيزة تمهيدا للافتتاح..
>>>
> كانت المناسبة الثانية التى دعا إليها شريف فتحى وزير السياحة والآثار فكانت للإعلان عن بداية مشروع لاحياء التراث المصرى القديم رقمياً باستخدام تكنولوجيا الواقع المعزز بالتعاون مع «ميتا « العالمية صاحبه الفيس بوك والواتس آب وانستجرام وغيرها.. فى تجربة تفاعلية من خلال تطبيق انستجرام.. ويجرى تطبيق المشروع فى متحف التحرير والمتحف القومى للحضارة المصرية..
> يتيح التطبيق مشاهدة القطع التى تم اختيارها بعد اعادتها إلى شكلها وألوانها الأصلية عندما انجزها الفنان المصرى القديم.. وهو بطبيعة الحال شكل متخيل لاستكمال هذه القطع التى تعرض الآن غير مكتملة.. وهو مشروع يهدف إلى تحسين التجربة السياحية.. ويضاف إلى ما قامت به وزارة السياحة وهيئة التنشيط السياحى من استغلال للذكاء الاصطناعى فى الترويج السياحي.. والذى حقق حتى الآن نتائج جيدة.. وقد جرى هذا فى تجربتين.. وتستعد هيئة التنشيط السياحى إلى تجربة ثالثة باستخدام الذكاء الاصطناعى فى الترويج السياحى كما اعلن رئيسها التنفيذى عمرو القاضى خلال الاحتفال .. ومع ما يحققه المشروع الذى تم الإعلان عنه باستخدام تطبيق الواقع المعزز الذى يقدم صورة متخيلة للأثر.. نتطلع إلى المزيد من التطبيقات التى تبرز عظمة الآثار والحضارة المصرية.