احتفل العمال المصريون خلال أيام بعيدهم السنوى وتقدمت القيادات السياسية والعمالية بالتهنئة مؤكدين ان مكانة العامل محفورة فى الذاكرة ومكتوبة بحروف من نور فى تاريخ مصر، ومعترفين أن المصرى صاحب هذه الحضارة العريقة منذ مصر القديمة وعصور ما قبل التاريخ واعترافاً بأن العامل المصرى استطاع أن يجسد سيمفونية على مر العصور المنصرمة ومازال يقدم لوطنه الحبيب الكثير من الانجازات الملموسة على أرض الواقع والتى لاينكرها إلا حاقد أو جاحد أو حاسد.
– مازال التاريخ يذكر إنجازات العامل المصرى وسيظل يذكر روائعه وكل ما بذله من جهود وتنمية من أجل ازدهار ورقى هذا الوطن.. فالعامل المصرى هو الذى شيد الاهرامات والمعابد وأقام المسلات وهو الذى حفر قناة السويس الممر المائى العملاق وشريان الحياة الذى ربط البحرين الأحمر والمتوسط حيث استغرق تنفيذ هذا الشريان عشر سنوات بفضل وجهد وعرق العامل المصرى الذى قدم حياته من أجل هذه القناة.. لم ننسى دور العامل المصرى الأصيل الذى حفر مترو الانفاق فى طول البلاد وعرضها والذى يعد بمثابة شرايين جديدة لسهولة الحركة المرورية والحفاظ على الوقت وراحة المصريين وسرعة تنقلهم.
إذا كان الجندى المصرى من مهامه حماية حدود الوطن من أى عدو غادر غاشم يريد النيل منه وهو العين الساهرة للحفاظ على سلامة ومقدرات الوطن فإن العامل المصرى هو صاحب الفضل فى بناء هذا الوطن ورفع رايته عالية خفاقة فهو من بنى المدن الجديدة فى مختلف محافظات مصر وعلى رأسها العاصمة الإدارية وهو من بنى المصانع والجامعات واستصلح الارض وشق الترع ومد الجسور وهو من بنى المساجد والكنائس.
العامل المصرى هو الأمل فى بناء هذا الوطن وفيما تحقق وما يتحقق من تنمية حقيقية على أرض الواقع هو انجاز كتبه التاريخ وسيظل يسطره بحروف من نور فى كافة القطاعات الصناعية والزراعية والتنموية وما زالت القيادة السياسية تراهن على عظمة العامل المصرى الذى بنى كل البنايات الموجودة على أرض مصر بسواعده بل أمتدت أياديه الفتية إلى الاقطار العربية لتشارك فى البناء الحقيقى والذى رفع اسمه بين عمال الدنيا بأسرها ومازال؟
لم تقتصر رفعة العامل المصرى فى مشاركته فى البناء والتعلية فحسب بل هو عامل ماهر وبارع ومتخصص قادر على الابداع صاحب ذوق راق ومتميز فاق كل عمال العالم شرقا وغربا ومن أراد أن يعرف قيمة المصرى فعلية أن ينظر إلى تاريخ مصر وعراقته الاصيلة.
لاشك ان العامل المصرى له دور كبير ورائد فى جذب الاستثمارات العربية والأجنبية إلى مصر لأن كل من يأتى إلى مصر يعلم كفاءة وبراعة العامل المصرى ناهيك عن أجره مقارنة بالاجور خارج مصر مما يجعل المستثمر يحقق ارباحاً عالية.
على الحكومة فى مصر أن تجعل العامل المصرى نصب عينيها ليل نهار ولا تبخل عليه يوماً واحداً حتى يستطيع اكمال مسيرة العطاء والتنمية الحقيقية من أجل تقدم ورقى هذا الوطن وسط ما يحيط به من فتن ومعارك وحروب وخراب ودمار.
العامل بحاجة إلى تأمين صحى شامل ومعاش يأمنه واسرته.. أما آن الأوان أن تقدم الحكومة للعامل حزمة من الخدمات التى تجعله قادراً على الاستمرار فى العطاء.. إذا كانت الحكومة قادرة على تقديم ما بوسعها له فهذا ليس منة بل حق أصيل.. العامل بحاجة لتعليم جيد لأولاده وعلاج مجانى له ولاسرته وحزمة مالية تجعله قادرا على الانفاق وإطعام اسرته.. العامل المصرى فخر لمصر فى الداخل والخارج ولم ينس وطنه يوماً ما وكثيراً ما ضحى بدمائه وعليها ان نرد له الجميل عطاءً وحباً وعرفاناً.. فتحية له فى عيده.