العالم الآن يسير على حد السيف بسبب المعارك الصفرية التى بدأت مع رجل التعريفات الجمركية وفرض السيطرة على مناطق توزيع الثروات ومن هنا يأتى السؤال العالق دوما.. هل تؤثر اندلاع الحروب العالمية على ملف الطاقة العالمى خصوصاً مع حالة عدم اليقين التى تفرض نفسها على الأسواق العالمية والقفز على الحقائق خصوصا أن العالم يحتاج إلى 800 مليون طن من الغاز بحلول 2030 .. وهل هذه الرسوم الجمركية ستكون لها عواقب وخيمة وتكاليف باهظة يتحملها العالم ومعه المواطن الأمريكى نفسه؟
وهل أمريكا تستطيع الاستغناء عن طاقة جيرانها بهذه السهولة
الواقع يقول إن ترامب رجل التعريفات الجمركية لم يترك عدوا ولا صديقاً إلا ونال منه حتى ملف الانبعاثات الكربونية وأصبح معه ملف الطاقة المتجددة أيضاً فى عين العاصفة
يرسم رجل التعريفات الجمركية صورة لملف الطاقة العالمى بأنه سيغرق العالم بالنفط والغاز الأمريكى وتحويل بوصلة العالم عن الغاز الروسى ومحاولة السيطرة على سياسة الأوبك بلس مثلاً أو السيطرة على شواطئ المتوسط وهذا هو الرهان الحقيقى فى مسألة التهجير القسرى لأهل غزة والاستيلاء على الضفة الغربية، فالعين على غاز المتوسط والبدء فى ممر داود الشريان التجارى الذى يحلم به نتنياهو ورجل التعريفات الجمركية وهذه هى عين الحقيقة التى سنعرضها من القراءة الإجمالية للأحداث المتسارعة.
لا شك أنه هناك مخاطر غير مباشرة للتوترات الجيوسياسية تتمثل فى نوع من التشوهات الاقتصادية، فقد سعى ترامب إلى إحداث تشوش بين ضفتى الأطلسى بالحديث عن عدم استمرار الدعم لأوكرانيا إلا بشرط الاستيلاء على المعادن النادرة الموجودة بها، فقد خرج ترامب عن قواعد الدبلوماسية وأحدث هذا الإرباك واستفز الدول فمنذ دخل البيت الأبيض نشر الرعب فى كل مكان، ومن هنا بدأت حركة اليقظة فى العالم كله وأصبحت هناك ملفات أخرى لمعادن غير النفط والغاز مع اعتبار هذه المعادن سلاحاً تجارياً مهماً أيقظ هواجس الغرب مع احتدام التنافس الايدولوجى وصنفت هذه المعادن بأنها ضمن ركائز الأمن القومى فى أمريكا ودول أخري، ومن هنا جاءت إستراتيجية بكين فى الحفاظ على مخزونها الإستراتيجى من المعادن الحرجة ومنها الاتربة النادرة من الفاليوم والجرمانيوم حيث تنتج الصين 80٪ من امدادات العالم من هاتين المادتين ويستورد منها الاتحاد الإستراتيجى 27٪ من الفاليوم و17٪ من الجرمانيوم.
هذه الثروة التعدينية هى رواسب المستقبل وتستخدم فى صناعة السبائك القوية شديدة الصلابة المستخدمة فى الدبابات والمدرعات والقذائف والعوازل والألواح الشمسية وأجهزة الرؤية الليلية.
الوضع الذى نعيشه الآن يبدو وكأننا فى فيلم سينمائى عظيم الابهار عنوانه الرئيسى حروب الطاقة ولكن مع متابعة هذا الفيلم لن يكون ممتعاً بسبب التغيرات الجذرية التى تطال العالم والتحالفات وإعادة صياغة السياسات الإستراتيجية وفق ما يعرف عالمياً بلعنة جغرافيا الطاقة، فملف الغاز الطبيعى فى قلب العاصفة فى سيناريو تحاول فيه أمريكا إخراج ملف الغاز الروسى من المشهد العالمى وبقاء أمريكا كأكبر مورد عالمى للغاز وخصوصاً للقارة الأوروبية وإعادة صياغة تحالفاتها الإستراتيجية مع القارة الأوروبية بشروط جديدة ولا يقع فى قلب عاصفة خريطة الطاقة روسيا وإيران فقط وإنما تقع دول أخرى مثل مصر والسعودية وقطر وتركيا وإسرائيل وفلسطين وقبرص لدفع هذا الدول لبناء سياسات جديدة وفق محاور أخرى قد تقلب الإقليم رأساً على عقب وتشعل حرباً عالمية جديدة.
هنا تأتى الصورة لبانوراما منطقة المتوسط وشرقها وكيف يتم استغلال الثروات الطبيعية، وقد قدرت هيئة المسح الجيولوجية الامريكية 2020 احتمال وجود ما يقرب من 122 تريليون قدم مكعب من مصادر الغاز غير المكتشفة فى حوض شرق المتوسط قبالة سواحل سوريا ولبنان وإسرائيل وغزة وقبرص وحوالى 107 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج وبالرغم من أنها أرقام تقديرية ولكن الأيام الماضية أثبتت فى 2009 وجود الغاز فى حقل قبالة سواحل إسرائيل والسؤال هو ما أهمية غاز المتوسط تحديداً والإجابة تقول إن الأهمية ترجع لعدة اسباب..
1 – الأهمية الجيوبوليتيك للمنطقة الأوسع التى تقع بها الاكتشافات حيث تضم حوالى 47٪ من احتياطى النفط و41٪ من احتياطى الغاز عالمياً وزادت أهمية المنطقة مع انفتاح منطقة المتوسط على تقاطع قارتى آسيا وأفريقيا والاتصال بطريق التجارة العالمية ومناطق المضايق كالسويس والبسفور. وجبل طارق.
2 – الآمال الجيو سياسية والجيو اقتصادية والجيو أمنية التى يحملها ملف الغاز بالنسبة لدول الجوار والتى راهن البعض أنها ستغير المعطيات السياسية والاقتصادية لدول المنطقة.
3 – الصراع على استغلال الثروات الهيدروكربون والتنافس على طرق تصديرها والاستيلاء على حصص الأسواق العالمية وتحويل دول المنطقة إلى لاعب دولى صاعد فى لعبة الغاز.
4 – المنافع السياسية والاقتصادية والأمنية التى افترض كثيرون أن الغاز سيأتى بها لدول المنطقة.
ولهذا فقد أصبحت المنطقة مطمعاً كبيراً خصوصاً أن معظم دول شرق المتوسط عدا مصر لم تكن بالجاهزية البيئية والقانونية الكافية لاستثمار تلك الثروات قبالة سواحلها مع بدء الاكتشافات وبسبب ذلك دخلت فى سباق مع الزمن ثم كان ترسيم الحدود وتحديد الأولويات والحقوق والحقول مع دول الجوار وأصبح ملف غاية فى الصعوبة وباتت موازين القوى أكثر أهمية فى المعادلة.
هنا غزة التى تقبع ساكنة
الصراع على الغاز فى المتوسط يتداخل بمختلف الابعاد الاقتصادية والأمنية والسياسية فهناك صراع بين تركيا وقبرص وأيضاًً قبرص اليونانية وكذلك هناك صراع بين إسرائيل ولبنان لانهما لم يرسما حدودهما المائية خصوصاً إسرائيل التى لم توقع على معاهدة الأمم المتحدة لقانون البحار وتعتبر هناك رقعة اقتصادية تابعة لها وتبلغ حجم الرقعة المتنازع عليها 850كم٢ تشمل المناطق الاقتصادية 8 ، 9 ، 10 والمرجح أن المنطقة 9 بها مخزون هائل من النفط والغاز وترفض لبنان هذه المزاعم وتعتبر ان إسرائيل ترسم حسب الخط الأزرق وهذا غير قانونى وترفض لبنان أيضاًً ترسيم قبرص وإسرائيل.
> أما غزة، وهذا هو مربط الفرس، فقد كان الفلسطينيون اكتشفوا مواردهم عام 1999 أى قبل الاكتشافات الإسرائيلية ألا ان الاحتلال منعهم من استغلال ثرواتهم بشكل كامل وبسبب التشرذم والخلل فى ميزان القوى لم تستطع فلسطين فعل الكثير لتغيير هذا الواقع.
اللاعبون الأساسيون هم تركيا التى تحاول التحليق بآمالها فى دافع لإنجاز مصالحها بتوحيد شطرى الجزيرة والاستفادة من ثروات الغاز وجعل ملف الغاز ملف تصالحى والوصول إلى تصفير المشاكل أو الوصول إلى المعادلة الصفرية.
أما مصر فالغاز لديها له قيمة اقتصادية ونجحت مصر بترسيم الحدود وأيضاًً بناء شراكات على مبدأ المصالح المتبادلة ووجود مصر فى المعادلة لدول الجوار يضمن نجاح هذا الملف.
أما إسرائيل فإن اكتشافات الغاز أصبحت رافعة سياسته وأمنيته وسلاحاً سياسياً فعالاً لتحقيق التطبيع مع دول الجوار.
أما الاتحاد الأوربى فإنه يتطلع إلى عدم الاعتمادية على الغاز الروسى من خلال تعويضه بغاز دول شرق المتوسط ويسعى إلى ذلك لكنه لا يستطيع وأصبح رهين المحبسين لأمريكا.
أما روسيا فهى تضمن ولاء أوروبا كلما ظلت حاجة أوروبا إلى الغاز وهو ما تحاول روسيا فعله بشراكاتها فى البحث والتنقيب. فى اليونان وقبرص اليونانية ومن خلال وجودها بسوريا.
أمريكا تقرأ الصورة الفنية الأوسع فى الشرق الأوسط طبقاً لمطامعها وتدفق الطاقة وحماية إسرائيل وهنا لابد ان تكون أمريكا حاضرة فى الشرق المتوسط من خلال شركاتها ومبادرات الوساطة والسيطرة على قطاع غزة من أجل السيطرة على خطوط أنابيب الغاز ومن هنا ترى أمريكا أن تتمركز فى منتصف الملعب فى وسط خطوط الغاز وإقامة معامل للإسالة التى تحتاج إلى الاستثمارات الهائلة.
لقد استطاعت القاهرة قلب المعادلة الخاصة بها بحقل ظهر ووجود معامل الاسالة والبنية التحتية الجاهزة لاعمال التصدير والاسالة وانها لا تحتاج إلى استثمارات كبيرة للبنية التحتية وإنما للبحث والاستكشاف اما ظهيرها اللوجيستى فهو جاهز ومن هنا انضمت إليها قبرص واليونان عندما شعروا بجاهزية هذا اللاعب الأساسى وهو مصر.
جغرافية غـــــــــزة
لقد سعت أمريكا لتطبيق خطة طموحة «لإنجاز ممر داود بين آسيا وأوروبا عبر الشرق الأوسط» لكن الحرب الإسرائيلية على غزة عرقلت تنفيذ هذا «الممر الاقتصادي» الأكثر أهمية وطموحاً فى العالم والرهان فى مجابهة مبادرة الحزام والطريق الصينية لمشروعات البنية التحتية وتعزيز نفوذ أمريكا فيما يطلق عليها دول الجنوب العالمي.
أهمية غزة لأمريكا
> يحاول رجل التعريفات الجمركية فرض معادلة اقتصادية جديدة تكون فيها خطوط الغاز والنفط وغزة كممر تجارى فى قلب المعادلة.
> فى حديث خارج سياق التاريخ لهذا الرئيس الذى اطلق العنان وفتح النار على الجميع واستغل سيطرة إسرائيل على الجولان لموقع سوريا الجغرافى الذى به مكامن للغاز الطبيعى تضم حوالى 700 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى وهو يشكل مسار الغاز فى شرق المتوسط وعودا على ما سبق فإن وجود غزة على ساحل البحر المتوسط يجعل منها نقطة وصل بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق الأوسط وأوروبا وهذا يتيح لها إمكانيات كبيرة للتجارة والنقل البحرى ومن الناحية السياسية والأمنية ويمتد التأثير إلى الاقتصاد المصرى بشكل واضح ولعل انخفاض إيرادات قناة السويس المصرية جزءاً من هذه اللعبة.
>> الممر الاقتصادى الذى تدعمه أمريكا عبر المنطقة أحد أكثر المشروعات طموحاً أمريكيا أو تحويله إلى حقيقة بعد عرضه فى قمة مجموعة العشرين التى انعقدت فى سبتمبر من عام 2023، حين تم الإعلان عن سكك حديدية جديدة ستربط شبكات النقل البحرى والبرى ببعضها ولكن الحرب فى غزة أوقفت وصول المشروع إلى مراحل متقدمة وهذا هو الممر الأكثر طموحاً فى العالم يربط مومباى إلى دبى والرياض إلى حيفا وصولاً للاتحاد الأوربى لمسافة تقارب 4830 كيلو متر.
غزة والغاز
لدى غزة أيضاًً أهمية على مستوى الغاز الطبيعى حيث يتم التخطيط لتطوير «حقل غزة مارين البحري» مع الشركة القابضة للغازات يحتوى غاز «غزة مارين» الواقع على بعد نحو 30 كم من ساحل غزة بين حقلى الغاز العملاقيين لوثيان وظهر ما يزيد على تريليون قدم مكعب من الغاز وهى كمية أكبر بكثير من احتياجات الأراضى الفلسطينية ووجود الحرب يمنع تطوير حقل غزة مارين واستغلال أمثل للثروات فى المنطقة.
> ينظر لحقل غزة مارين أنه فرصة لإحداث طفرة فى غاز المتوسط مما يوفر الطاقة فى المنطقة لإسرائيل هذا الحقل الغزاوى ويقول علماء الجيولوجيا إن الأراضى الفلسطينية تقع على خزانات ضخمة من ثروات النفط والغاز قبالة سواحل غزة.
لا شك أن تداعيات حرب الرسوم الجمركية على أسواق الطاقة ستؤدى بشكل قطعى إلى إعادة توزيع الامدادات جغرافياً وستظل اسعاء النفط تلعب فى المنطقة الخضراء قرب الــــ80 دولار ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية سيقل طبيعياً الطلب على الطاقة ويؤثر بالتالى على النمو الاقتصادى وهناك حالة من التشابك والارتباط بين الرسوم الجمركية وزيادة التكاليف ومع ذلك تمنح سياسات الحروب التجارية لأسواق النفط ومنظمة الأوبك بلس مزيد من القوة ومن هنا نقول إن اشعال فتيل الرسوم الجمركية للرئيس ترامب والتى كانت تهدد فى الأساس كندا والصين والمكسيك والتى توقعنا من قبل امتدادها وانه لن يستثنى أحداً منها بما فى ذلك الحليف الأوروبى ومن هنا جاءت موجة كبيرة من التساؤلات فى أسواق الطاقة العالمية فى ظل أهمية كندا لأمريكا فى سوق النفط وبالرغم من تعليق الرسوم لمدة شهر إلا أن رجل التعريفات الجمركية وتأثيره على خريطة الطاقة فى العالم بسبب هذه الرسوم قد يكون تغيير عميق طويل الأمد ويعيد إعادة تشكيل هياكل صنع القرار للامدادات والطلب على النفط فى الأسواق العالمية ويجمع المحللين أن تأثير الرسوم الجمركية على سوق النفط بعد فترة التعليق قد تنبأ بارتفاع الأسعار والتأثير على الاقتصاد العالمى على المدى البعيد ولو امتدت الحروب التجارية بصورة أكثر شراسة فقد تلحق المدى القريب ومن هنا تتجه كندا والمكسيك إلى تغيير بوصلة التصدير للنفط إلى أسواق أخرى مثل أوروبا وآسيا وهنا تعتمد مصالح أمريكا على النفط المحلى فقط وهنا تتشابك الأسعار داخلياً ويزيد تكاليف الطاقة على المواطن الأمريكى أولاً وقبل أى أحد ومن هنا يأتى دور الأوبك بلس فى ظل تراجع امتدادات المكسيك وكندا مما يعطى المنظمة القدرة على إعادة التوازن النفطى للأسواق العالمية، فالولايات المتحدة تستورد 4.2 مليون برميل يومياً من كندا بما يمثل نسبة 61٪ من إجمالى وإرداتها و465 ألف برميل يومياً من المكسيك كما استوردت أمريكا 1.7 مليون برميل يومياً من المشتقات البترولية المكررة منها 570 ألف برميل يومياً يمثل 32٪ من كندا و166 ألف برميل يومياً، 10 من المكسيك وإذا فرضت الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك بعد مدة التعليق فإن أسعار خام. برنت القادم من كندا سيزيد بتعريفة قدرها ٧ دولارات للبرميل الكندى و17 دولاراً للخام المكسيكى مما يجعل مصافى الساحل للخليج الأمريكى غير قادرة على تحمل تكاليف معالجة الخام القادم من المكسيك وهنا سوف تغير أمريكا بوصلتها إلى الشرق الأوسط وتغير كندا والمكسيك بوصلتها أيضاًً والرسوم الانتقامية من هذه الدول والتى سوف تضغط على المواطن الأمريكى سينتج عنها ركود اقتصادى عالمى مما قد يؤثر على أسعار النفط أو التقلب فى الأسواق.
مجمل القول إن على المدى المتوسط والطويل فالرسوم الجمركية ستؤثر سلباً على الطلب على النفط وهذا يتعارض مع رغبة أوبك بلس فى زيادة حجم الإنتاج وعلى رجل التعريفات الجمركية أن تكون لديه حلول عاجلة قبل فصل الصيف والطلب الصيفى على الطاقة مع الاحترار.
العمق المتشابـــــك
إن الأسواق النفطية فى طبيعتها متشابكة بعمق وهناك نوع من الكيمياء الحادثة فامام ترامب ورقة الغاز الطبيعى هى المثلى لاستعدال الميزان التجارى مع أمريكا فالغاز دائماً له مشترون بالفعل وعلى المدى القصير تخشى الدول فرض الرسوم ولكن بسبب وجود طلب على الغاز فإذا اشترت الصين أكثر اشترت أوروبا أقل ومن هنا تأتى الوعود المدعومة بالتوقيعات للاتفاقيات فهل أوروبا تتحمل عدم وجود الغاز وعليها أن تغير إستراتيجيتها وقد تخزن أوروبا خوفاً من ترامب وتبيعه بعد ذلك فى الأجل الطويل.
تسطحت الأسواق بسبب الرسوم الجمركية وتجاهلت الأوبك بلس ما نادى به ترامب وتدرك الأوبك بلس جيداً طلب ترامب المقترح والأمر الحتمى والفرق بين حق الرد وحتمية الرد وقيادة الأوبك بلس إلى العوامل الكلية والضغوط على أسواق الطاقة تغير الخريطة الطاقوية فنحن أمام حرب من جديد على منابع الثروات وهنا نقول إن السيادة غير قابلة للتفاوض وملف الطاقة فى قلب العاصفة ولا ننسى أن الطاقة هى محور السياسة ومحرك الاقتصاد لذلك تسعى الصين إلى تغيير خريطة الامدادات فى العالم أيضاً فهى تستورد من أمريكا 5 ٪ فقط من نفطها و15٪ من السعودية والباقى من إيران لذلك سعى رجل التعريفات الجمركية إلى عقوبات جديدة على النفط الإيرانى لتحويل بوصلته وهنا لابد من النظر إلى المتوسط والغاز القابع فيه وفرض الطوق على سواحل غزة وسوريا ولبنان واحداث إرباك فى خريطة الطاقة العالمية وعلى رأسها التنمر بالشرق الأوسط.