تحقيق الأمن القومى المصرى والعربى من أهم أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عام 2014 ولذا ينادى بأهمية تعميق وتوطين الصناعات فى مصر كوسيلة مهمة لتأمين الاحتياجات.
تؤدى همجية الدولة الإسرائيلية وإصرارها على تحقيق الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية والتهديد المستمر للدول فى الإقليم وتنفيذ الهجمات الجوية والأرضية فى العديد من المناطق.. يؤدى ذلك إلى ضرورة اهتمام مصر بتعميق الصناعات المختلفة داخل الوطن وبصورة متعددة لمواجهة الهجمات الإسرائيلية المتكررة والتى لن تقف ضد المناطق الصناعية والبحثية.
ولمواجهة التمدد الإسرائيلى نحو الأراضى العربية حالياً ومستقبلياً نرى أهمية التخطيط الجيد داخل مصر لتعميق الصناعات الحربية للذخائر والمدافع والصواريخ والطائرات المسيرة والإلكترونيات ووسائل الدفاع الجوى والمعدات البحرية والمدرعات والمركبات والاهتمام بتعميق الصناعات المدنية للمكونات الكيميائية و الكهربائية والميكانيكية المطلوبة لتجميع وتصنيع المعدات العسكرية النهائية نظراً لإعداد الصناعات الحربية على العديد من الصناعات المدنية وتنفيذ مخططات الحد من استيرادها لتجنب الخطر الدولى فى حالة فرضه على أى دولة عربية مثل تفعله الآن الدول الغربية على العديد من الدول مثل إيران وسوريا والعراق واليمن وغيرهم.
ولتطوير الصناعات المدنية بصورة عامة والمطلوبة للصناعات الحربية بصورة خاصة نرى أهمية إحداث تنسيق مباشر ومستمر بين جمعيات المستثمرين فى كل مدينة صناعية فى مصر وكليات الهندسة والعلوم بالجامعات المتواجدة داخل كل مدينة وتشكيل مجموعة عمل دائمة تضم أطراف الصناعة والتعليم والبحث العلمى لتمديد مطالب الصناعة بين الخامات والمكونات والمواد الوسيطة ومطالبهم بالتطوير واستغلال مشاريع الطلبة والأعمال البحثية للمسئولين العلميين بالجامعات فى تنفيذ مشروعات بحثية تصنيعية تعود بالفائدة على العمليات الصناعية وكوسيلة مهمة لامتلاك وتوطين التكنولوجيات الصناعية بواسطة المصريين.
نرى أيضاً أهمية تعاون المؤسسات الصناعية داخل المدن الصناعية لإنشاء هياكل بحثية وتصميمية داخل المدن وتأهيل كوادر بشرية قادرة على تنفيذ أعمال البحث والتصميم والتطوير على التوازى مع العمليات الإنتاجية التى تتم بالمصانع.
ونرى أهمية تغيير النمط الاستهلاكى وتحويله إلى نمط استشارى خاصة فى المجال الصناعى على التوازى مع الاستثمار العقارى والاهتمام بتنفيذ عشرات المشروعات الصناعية العملاقة فى مجال تصنيع خلايا الطاقة الشمسية وإطارات الكاوتشوك لسيارات الركوب ومكونات المركبات الميكانيكية والمطاطية والبلاستيكية وقطع غيار جميع أنواع سيارات الركوب.. وتعميق تصنيع الخامات الكيميائية الأولية والوسيطة المطلوبة للصناعات المصرية الحالية والمستقبلية مثل حمض الفوسفوريك وحمض النتريك وحمض الكبريتيك والصودا الكاوية وكربونات الصوديوم والصودا إش والبيكربونات والاثيانول وحمض الحلك وأسيان الامثل وبوليمرات البويات والـ pvc والبولى كربونات والفيبر جلاس وغيرهم من عشرات المواد الكيماوية المطلوبة للصناعات المدنية والصناعات الحربية المطلوبة لتأمين الأمن القومى المصري.
وبالفعل نجحت الدولة المصرية ومازالت مستمرة فى إنشاء عشرات الجامعات والكليات التكنولوجية والجامعات الأهلية فى كل محافظات مصر والمدارس التكنولوجية المتخصصة لتأهيل جيل من الشباب القادر على استيعاب التكنولوجيات المتعددة والعمل بالمصانع والمراكز البحثية والتجميعية وسيؤدى ذلك إلى إحداث ثورة فى التعليم وتأهيل العنصر البشرى المصرى وزيادة القدرات البشرية على التعامل مع معدات الإنتاج الحديثة.. وبالفعل تسير مصر على الطريق الصحيح لتعميق الصناعة المحلية وتحقيق الأمن القومى المصرى والعربى حالياً ومستقبلياً.. وخير دليل على ذلك تغيير قوانين المزايدات لأعمال استشكافات المعادن والبترول والغاز لزيادة أعداد الشركات العالمية المتخصصة للعمل داخل مصر وتغيير أسلوب التعامل مع المستثمرين المصريين والأجانب وتسهيل إجراءات تأسيس الشركات الجديدة.