قال شعب مصر كلمته وأعلن رفضه لمخططات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تهجيرالفلسطينيين إلى مصر والأردن، احتشد الآلاف من كافة محافظات مصريمثلون كافة القوى السياسية والحزبية أمام معبر رفح رفضاً لمحاولات إنهاء حلم الشعب الفلسطينى المكافح، مؤكدين أن القضية الفلسطينية خط أحمر، وأن المساس بحدود مصر يمثل انتهاكاً لسيادتها ويعتبر إعلاناً بالحرب، وهو ما لا يقبله المصريون، إنه الاجماع الوطنى والشعبى الذى يبعث برسالة للإدارة الأمريكية والعالم بأن مصر لن تقبل بتنفيذ المخططات الإسرائيلية لتصفية العرب الأولي، وانتهاكاً لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وهو ما لن يتحقق فى حال مغادرته أراضيه وعدم العودة إليها مجدداً، ولذا لابد أن يصمت الجميع عندما يقول الشعب المصرى كلمته: »لا لمخططات التهجير« ويتوقفون عن المزايدات لأن التهجير يزيد من فرص تعقيد الموقف فى الشرق الأوسط وينشر الإرهاب فى العالم وقد يؤدى إلى توسعة الصراع فى المنطقة.
ماذا تنتظرون من شعب مصرالذى تعتبر فلسطين قضيته المركزية نتيجة روابط التاريخ والجغرافيا والدين والقومية العربية؟، وهذا ليس وليد اليوم، بل إنه حصاد تاريخ خاضت خلاله مصر خمس حروب وكانت أول من تصدى لهجرة اليهود للأراضى الفلسطينية فى عام 1946 عندما اجتمعت 7 دول عربية فى قمة أنشاص، ورغم ما حدث فى حرب 1948 ظلت القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدولة المصرية، وبسبب موقفها الداعم للحق الفلسطينى تعرضت مصر للعدوان الثلاثى من جانب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل فى 1956، وبعد انتصارمصرجددت إسرائيل عدوانها على الشعب المصرى فى 1967.
ظلت مصر تدعم القضية الفلسطينية وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة لم تتوقف عن تقديم المساعدات كما استقبلت الجرحى والمرضى الفلسطينيين لعلاجهم، وحرصت على إرسال قوافل الإغاثة والوقود والدواء والخيام فورالتوصل إلى هدنة غزة أخيراً من خلال التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، وتخصيص مطارالعريش لتلقى المساعدات الدولية وتأمين نفاذها لقطاع غزة، إذ بلغ حجم المساعدات الطبية التى دخلت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، خلال الأيام الأولى من العدوان، فيما يتواصل سريان اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحركة حماس فى غزة وسط تبادل للأسرى بين الطرفين، لوحت تل أبيب بإمكانية العودة للحرب ودفع سكان القطاع للنزوح مجدداً فى حال خرقت الحركة الفلسطينية الهدنة.