لقد حبا الله مصر بمقومات عديدة.. لم تحظ بها دولة فى العالم ليس هذا فقط وإنما ذكرها فى قرآنه الكريم أكثر من مرة واختصها بأمور كثيرة أفضلها على الاطلاق تجليه سبحانه وتعالى على جبل الطور عندما طلب سيدنا موسى رؤيته فقال له إن رأيت هذا الجبل مستقراً فسوف تراني.. وعندما تجلى انهار الجبل واندك دكا ومعه خر موسى صعقا.. كما ظهر سبحانه على هيئة نار عندما أراد موسى أن يهتدى بها قال له سبحانه إنه أنا الله.. وألقى عصاك والبقية معروفة لدى العديد.
ولأن مصر.. تزخر بكثير من المقومات والثروات خاصة الآثار حيث تمتلك وحدها ثلث آثار العالم وأكثر.. فقد كانت سياحة الآثار والسياحة الدينية والروحية لكثرة وجود مقابر ومساجد آل البيت وأولياء الله الصالحين ولأنها تتميز أيضاً بجمال السواحل الطبيعية.. فقد كانت سياحة الغوص واليخوت والسفارى والمناطيد ولزيادة حركة تنشيط السياحة.. فقد كانت سياحة جديدة من نوعها ألا وهى السياحة الدينية وهذا هو مربط الفرس والهدف من المقال الذى أردنا فيه تسليط الضوء على هذا النوع الجديد حيث تهتم وزارة السياحة بتنفيذ استراتيجية تهدف إلى تنويع الانماط السياحية لوجود مواقع جغرافية متميزة ومناظر خلابة بكثير من القرى بالريف المصري.. فماذا فعلت الوزارة؟
قامت الوزارة باطلاق مبادرة أفضل القرى الريفية السياحية ضمن المبادرة الأممية للسياحة التى أطلقتها عام 2021 وتشارك فيها مئات القرى على مستوى العالم وفق معايير حددتها منظمة الامم المتحدة للسياحة أهمها توافر الموارد الثقافية والطبيعية والانتاجية وعلى هذا الاساس قامت الدولة بوضع أربع قرى على قائمة أفضل القرى الريفية السياحية وهى غرب سهيل بأسوان وأبو عضون بالبحر الاحمر ودهشور بالجيزة وسيوة بمطروح، تلاها بعد ذلك قرية فوة بكفر الشيخ وسانت كاترين بجنوب سيناء والبقية تأتى لانه ما أكثر القرى بمصرنا الحبيبة التى نزخر بمقومات تجعلها من مقاصد السياحة،
وأذكر أننى حرصت على اصطحاب زملاء لى عندما كنت أدرس التمهيدى للماجستير إلى قريتى التابعة فى قلب الريف وكم كانت دهشه هؤلاء بما رأوه من جمال الريف وبساطته ووداعته لدرجة ان زميل العراقى قال لى كم يساعد هذا الهدوء والبساط الاخضر على مدى البصر على كتابة الشعر والرسم فقريتكم لوحة فنية وما حولها من قرى قيثارة للانغام.
وأذكر أيضا شقيقى عندما حرص على اصحطاب صديقه روبرت البريطانى الذى طلب منه التجول وسط الحقول والبساتين وكم كانت سعادته بما رآه من سحر الطبيعة والصفاء والنقاء على وجوه المزارعين والذى يفتقده فى بلاد الإنجليز.
كما أتذكر عندما كنت طالبا فى الليسانس بكلية الآداب وقمت بعمل رحلة للطلاب زملائى إلى الفيوم.. وكانت بجنيه واحد وقتها عام 1977 ذهابا وإيابا بالاتوبيس السياحي.. مع عمل برنامج يشمل زيارة السبع سواقى وعين السيلين وبحيرة قارون وقبلها رحلة إلى القناطر الخيرية وما تزخر به من جمال النيل وغابة الاشجار الكثيفة وغيرها من مصادر الجمال الخلاب الجاذبة للسياحة المحلية أى للمواطنين.. فما بال الأجانب الذين بالتأكيد سيتوافدون من كل صوب وحدب لرؤية الريف المصرى عندما يتم تسليط الأضواء عليه إعلاميا.
صراحة تنويع مصادر السياحة.. فرصة لجذب المزيد من السائحين وزيادة فرص العمل وتوفير المليارات من العملات الصعبة التى نحن بحاجة إليها.. وفرصة أيضا لتعريف السائح بأن مصر ليست مجرد آثار مصرية قديمة ورومانية ويونانية وقبطية وإسلامية.. وإنما متنوعة المصادر بحيث إذا دخل السائح المحروسة.. يصعب عليه الخروج منها قبل أن يستمتع بكل شيء فيها.. وبدلاً من المكوث أسبوعاً يمكنه البقاء لأسابيع.
الحقيقة السياحة الدينية فكرة عبقرية يجب اغتنامها وتغذيتها ليس إعلامياً وإنما على منصات التواصل لأنها الأكثر مشاهدة وتفاعلاً من كافة الأعمار والأوساط.. والتذكير بعائلات كثيرة أجنبية فضلت البقاء فى مصر بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 خاصة اليونانية.. ناهيك عن أجانب فضلوا الوجهة المصرية عن أى وجهات أخرى سنوياً خاصة للأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ وقريباً إلى الريف المصرى كسياحة اليوم الواحد وربما أكثر إذا ما تم الاستعداد لذلك بإقامة فنادق أو حتى استراحات مع تخصيص مرشدين سياحيين للقيام بمهمة الترويج خلال اصطحاب السائحين.
.. وأخيراً
> نريد المزيد من الأفكار التى تروج للسياحة فى مصر.
> احتفالاً بقرب أعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية- إطلاق مهرجان الإضاءة السنوى بشرم الشيخ.
> تحويل منطقة معبد إسنا إلى متحف عالمى مفتوح.. برافو
> عروض الجمعة البيضاء مستمرة رغم رحيل شهر نوفمبر لرغبة الشركات المتنوعة فى تنشيط المبيعات- نريد المزيد.
> اتباع سياسة سعر الصرف المرن للاقتصاد- الأفضل؟! مجرد سؤال!
> بعد التوصل لاتفاق بين إسرائيل ولبنان.. نتمنى سرعة تنفيذ ذلك للأشقاء فى غزة.. فحالهم يرثى له ولابد من تحرك دولى جاد لوقف سياسة الأرض المحروقة التى يتخذها الاحتلال ضد شعب أعزل.. فهل يفعلها بايدن- قبل الوداع؟!
> رفض المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية- التماس إسرائيل ضد اعتقال نتنياهو وجالانت- لطمة قوية على وجه الاحتلال.