فى أمن وأمان، استقبل المصريون شهر رمضان الكريم، بعدما أنعم الله عليهم بهذه النعمة الكبرى بعد فترات صعبة مروا بها، عقب ما سمى بثورة الربيع العربى إبان 2011 التى بشروا فيها بالفوضى الخلاقة.
بإرادة المصريين وشجاعة قادة قواتنا المسلحة الصلبة، استطاعت مصر تجاوز المؤامرة دوناً عن العديد من دول المنطقة، وزاد على ذلك خوض المصريين معركة أخرى تمثل جهاداً أكبر بعملية البناء والتحديث والتنمية، رغم تحديات أخرى لم تنته حتى الآن، بدءاً من مكافحة الإرهاب وتطهير أرض سيناء منه، وأيضا أزمة فيروس «كورونا» والحرب الروسية- الأوكرانية، بما خلفه الأزمتان معاً من تداعيات اقتصادية صعبة زادت من التضخم وارتفاع الأسعار، ونجحت مصر بقيادتها الوطنية المخلصة وصبر وحرص المصريين على وطنهم وأمنهم وأمانهم العبور إلى بر الأمان فى تحد نبيل نال ثقة كل الشرفاء فى العالم الذين يقدرون دور مصر فى محيطها الإقليمى فى الحفاظ على السلام ومساندة الشعب الفلسطينى المكافح فى قضيته العادلة، وإيقاف آلة الشر الصهيونية عن ممارسة القتل والإبادة لأهل غزة وإحباط مؤامرة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ومازالت مصر بدبلوماسيتها الرئاسية ورجال مؤسساتها السيادية الوطنية المحترفة تتعامل مع الأوضاع الراهنة بصبر وجهد دءوب لإحلال السلام وغوث الأشقاء الفلسطينيين من خلال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، بتضافر تحالف الجمعيات الأهلية المصرية التى لم تفرق بين المصريين والأشقاء الفلسطينيين الذين يصارعون برودة الشتاء القارس وسط الركام والحطام الذى تزيحه عن كاهلهم أيادى ومعدات الإعمار المصرية دون تهجيرهم من أرضهم.
>>>
وفى هذه الأجواء الروحانية الرمضانية، تأتى تهنئة الرئيس السيسى للمصريين بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، فى إطار حرصه الدائم على مشاركة المصريين فى المناسبات الدينية والوطنية، والتأكيد على يتم التآخى والتضامن التى يتميز بها المجتمع المصرى خلال الشهر الفضيل، ولعل أبرز ما حملته هذه التهنئة هى الدعاء إلى الله العلى العظيم أن يحقق للشعب المصرى الكريم السلام والرخاء.
كلمات مختصرة قصيرة تحمل معانى عظيمة تعمل عليها القيادة السياسية والحكومة المصرية بكل دأب وجهد وإخلاص.. السلام هدف سام ثمين، تسعى له مصر منذ مبادرة الرئيس السادات قبل نصف قرن من الزمان، ولم تتوقف جهود كل الزعماء المصريين منذ هذه الفترة لنزع فتيل الحرب من المنطقة، وهكذا يفعل كل الرؤساء العقلاء فى العالم.
>>>
يأتى الرخاء للمصريين، باعتباره الشغل الشاغل للحكومة تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية ورغم الأعباء الاقتصادية الكثيرة التى تحملها المصريون خلال السنوات الأخيرة.. إلا أن الظروف فى طريقها إلى التحسن فى ظل عملية الإصلاح الاقتصادى وزيادة الإنتاج الزراعى وإعادة تشغيل المصانع وتقليص الاستيراد وضبط الأسواق وتقليل حلقات الوسطاء والسيطرة على جشع التجار وخفض الأسعار وزيادة المنافذ.
أتصور أن الحزمة الاقتصادية التى تم الإعلان عنها يوم الأربعاء الماضى، جاءت مدروسة تستهدف البسطاء ومحدودى الدخل فى المقام الأول، خاصة خلال هذا الشهر الكريم.. ونأمل ألا يواكب تنفيذها واستحقاق المواطنين لها فى يوليو المقبل زيادة فى التضخم، الذى يجرى محاصرته قدر الإمكان فى الفترة الأخيرة.. كل عام والمصريون بخير.. يحكم سلوكياتهم وعاداتهم الرشد والرحمة والتكامل، خاصة فى هذا الشهر الكريم.