مصر هى صاحبة أول حضارة فى التاريخ وتنوعت تلك الحضارة بين مختلف المجالات الثقافية والعلمية والطبية والزراعية والصناعية وغيرها.. وبالنسبة للموسيقى والغناء فقد عرفها المصريون مع الأسرة الفرعونية الأولى عام 3400 قبل الميلاد.. تخيلوا يعنى من حوالى 5500 سنة.. والبداية مع المزارعين وقت رمى البذور فى الأرض ثم مع وقت الحصاد ثم انتقلت الأغنيات لتصاحب عمال البناء والحرفيين والبائعين وكل هذه الحقائق مسجلة على جدران المعابد.. ثم تطورت وتم عمل أغنية لكل عيد على مدار السنة ولكل محصول ولكل فصل من الفصول.. أما السينما فقد عرفتها مصر منذ حوالي140 سنة وتفوقت وأبدعت فيها على مدار تلك المدة الطويلة وأخرجت آلاف النجوم الذين ملأوا العالم العربى بفنهم سواء التمثيل أو التأليف أو الإخراج والتصوير بل خرج منهم للعالمية مثل عمر الشريف.. ونجح المصريون بإرادتهم وموهبتهم فى إنشاء تلك الحضارة الفنية بأقل وأبسط الإمكانيات المالية التى لو كانت متاحة زى دلوقتى كانت موسيقانا وأفلامنا قد غزت العالم..
كان لابد من هذه المقدمة بعد متابعة لما تقوم به السعودية الشقيقة من خطوات سريعة ومدروسة للحصول على مكانة فنية على المستوى العربى وعالمياً أيضاً.. ولذلك لابد من تحية صاحب قرار إنشاء هيئة الترفيه التى تتولى تنفيذ الحفلات والمهرجانات والعروض المسرحية والسينمائية واقتحام مجال الدراما..وبلا مجاملة سخرت الهيئة كل الإمكانيات المالية وتعاملت بذكاء شديد بالاستعانة بما هو مصرى ليضمن النجاح فى تحقيق أهداف الهيئة.. ونجحت فى استقطاب العشرات من نجوم السينما الذين رفعوا أجورهم لآرقام فلكية خلال السنوات الماضية وكذلك المطربون والمطربات من مختلف الأجيال وكفاية سيلين ديون.. واستقطبت نجوماً فى السينما ليقفوا على المسرح.. ناهيكم عن حفلات تكريم خاصة برموز الفن المصرى والسعودى والتى لاقت استحسان الجميع..
والحقيقة ليست الإمكانيات المالية وحدها التى تحقق النجاح فلابد من عقول تفكر خارج الصندوق بحنكة واكتمل ذلك بالتعاون بين الهيئة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهى كيان مصرى كبير له من الخبرات والنجاحات ماجعل لها بصمة حقيقية هيئة الترفيه تتعاون معها وهناك أعمال فنية مشتركة ذات قيمة سوف تظهر للنور قريباً.. وهى خطوة فى منتهى الذكاء من الطرفين.