الحل هو إقامة دولة مستقلة موحدة على كامل أراضى الضفة الغربية
تتصاعد التساؤلات مجددا حول مستقبل الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمشاريع المرتبطة بهافهل ستشهد المنطقة استقرارًا، أم أن التوترات ستستمر وتتفاقم؟ وخاصة وسط حالة الرفض الشعبى لتهجير الفلسطينيين وتفريغ القضية من مضمونها والرفض القاطع، لأى نوع من النقل أو التهجير وإعادة التوطين، لمدة مؤقتة او طويلة، وأن الحل هو إقامة دولة مستقلة موحدة على كامل أراضى الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
والحقيقة الواضحة للجميع أن «صفقة القرن» لم تكن مجرد خطة تسوية سياسية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بل كانت مشروعاً أوسع يستهدف إعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة، ومن بين البنود غير المعلنة أو التى تم تداولها فى الأوساط السياسية، الحديث عن تهجير الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، وخاصة بعد فشل المشروع فى تحقيق أهدافه الكاملة خلال الولاية الأولى لترامب، ومحاولات تنفيذه فى الوقت الراهن.
فمنذ بداية الفترة الرئاسية الأولى لترامب، مارست الولايات المتحدة ضغوطاً اقتصادية وسياسية، سواء عبر ملف المعونات أو من خلال قضايا إقليمية حيث تجددت تلك الضغوط بشكل علني، خاصة أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى مصر كشريك رئيسى يمكنه لعب دور فى أى تسوية إقليمية، كما أن استمرار الأزمة الاقتصادية فى مصر قد يستخدم كوسيلة للضغط على القيادة المصرية أملا فى الرضوخ وتقديم تنازلات سياسية، سواء فى ملف المياه أو القضية الفلسطينية.
ولكن يظل العامل الشعبى عنصراً حاسماً فى إفشال أى مخططات لفرض حلول غير مقبولة فى المنطقة، وخاصة بعدما أظهر الشارع المصرى والفلسطينى رفضاً واضحاً لأى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير أو التنازل عن الأراضي.
نعلم جيداً أن هناك دعم غير مسبوق للكيان وستبدأ مرحلة جديدة من الضغوط السياسية والاقتصادية فى الشرق الأوسط، لكن نجاح أى مخططات، سواء المتعلقة بالقضية الفلسطينية أو بمصر، سيعتمد على موقف الحكومات العربية وقدرتها على مقاومة تلك الضغوط، بالإضافة إلى الدور الشعبى الذى يظل العامل الأهم فى تحديد مسار الأحداث، فهل تكون المرحلة القادمة عنوانًا لمزيد من التصعيد، أم أن الشعوب العربية ستفرض كلمتها؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة، وأتمنى أن تتوحد كلمة الدول العربية والاسلامية لرفض صفقة القرن وتهجير الفلسطينيين وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها، والوقوف يداً واحدة مع مصر التى باتت الحصن الأخير للدفاع عن الأمة العربية والقضية الفلسطينية وعدم تركها وحيدة فريسة للضغوط الأمريكية والغربية فى الملف الاقتصادى والمياة، ودائما وأبدا تحيا مصر.