>> داخل كل فرد «بوصلة» زرعها الله فى البشر تحدد ردود الأفعال الطبيعية لكل إنسان سوى تجاه ما يصدر من الآخرين ضده.. وهى تتراوح ما بين الحلم والصفو إلى الغضب والعقاب بالمثل.. ولكن للأسف فى عالم اليوم ارتدى البعض ثوب التشفى وتحطيم الخصوم معنوياً ونفسياً ولا مانع من قتلهم جسدياً.. وربما لأتفه الأسباب.. فأين ذهبت الرحمة والشفقة؟!.. ما يقلق على المستقبل ما نراه من ضياع الموضوعية والاتجاه إلى التعصب فى مختلف المجالات ومعظم جوانب الحياة والأمر لا يقتصر على المصريين فقط.. فصحيح أن الشخصية المصرية التى تنبذ العنف والتطرف أصابها بعض التجريف.. إلا أن ما نراه من تعصب واضطهاد وتشفٍ وغل ولدد فى الخصومة فى كل أنحاء العالم يجعلنا نقول الحمد لله على ما نحن فيه!!
للأسف.. لو طالعنا وسائل التواصل لرأينا العجب فهناك تربص وقسوة فى الانتقال وذبح للمخطئين وعدم قبول للاعتذار ولا التوبة.. وبالطبع أنت لا تعرف من الذى يحدثك أو يتطاول عليك بمجرد أنك قلت رأيا يخالفه.. فعندما تكون هناك مواجهة تعرف من الذى أمامك وخلفيته وتكون هناك حدود للحوار ويقل التجاوز والتطاول على الأقل يكون هناك نوع من الحياء والخجل.. ولكن حينما لا تراه ولا تعرفه فإنه يضربك فى ظهرك ولا يخشى حتى العتاب.
الغريب أنهم يطلقون على التطاول والسباب والسخرية والاستهزاء بالمشاعر وبالآخرين لفظ «التنمر».. فغريمك ينقض عليك كالنمر الهائج يريد افتراس من أمامه.. واحياناً يستغل عيوبك أو يقوم بالاستظراف ويقتلك معنوياً بلا رحمة ولا إنسانية ويقول بخفة دم إنه كان يمزح!!. ماذا يكون إحساسك عندما تنام مقهوراً محبطاً يائساً مجروح الكرامة مهزوماً من داخلك.. لأن أحدهم أهانك وسخر منك ولم تستطع الرد عليه.. وماذا تفعل إذا أطلقوا عليك شائعة وأنت بريء.
طالبة فى الإعدادية بأمريكا.. تنمرت عليها صديقاتها فى المدرسة وظللن يعايرنها وضربنها.. وصورن إهانتها وأذعن الفيديو.. لم تتحمل البنت التى لم تتجاوز 14 عاماً ما حدث وماذا تقول لأهلها وكيف ستذهب للمدرسة مرة أخري.. انتحرت!!
كلنا يتذكر منذ سنوات عندما تم تعيين الناقد أحمد شوقى رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائى ولكنه تعرض لحملة شرسة على النت وهجمة الكترونية لأنه قال رأياً قبلها بست سنوات.. ومع أنه اعتذر عن الرأى الذى كان فى كرة القدم ولم يكن فى السينما.. إلا أن التنمر كان شديداً فأجبروه على الاستقالة أو الإقالة دون أن يدرى من الذى فتح ملفه وجاء بتصريح له منذ سنوات وعاقبه عليه أشد العقاب؟!
قال تعالى فى سورة الحجرات «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب».. فهل نعود إلى إنسانيتنا.. وننشر الرحمة والشفقة والعفو والحلم خاصة بعد أن خرجنا من شهر التقوى والصبر؟!
زبائن رمضان!!
>> يقول العلماء والعارفون: إذا أردت أن تعرف هل تقبل الله منك صيامك وقيامك فى رمضان.. فعليك أن تنظر لحالك فى الأشهر التالية بعده.. فإذا داومت على الطاعة وابتعدت عن المعاصى وتحسنت علاقتك بالله وبالناس وتمسكت بحسن الخلق.. فذلك من علامات القبول؟!
انتهى الشهر الكريم.. وكل المسلمين يرجون أن يكون الله قد غفر لهم وتقبل صيامهم وكتبهم من الذين يعتقهم من النار فهذه هى الجائزة الكبري.. وجميعهم تقربوا إلى الله فى رمضان الذى قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» وكذلك من قامه إيمانا واحتساباً.. وتمسكوا بالأخلاق الحميدة وأدوا الصلوات فى المساجد وأعطوا الناس حقوقهم.. ولكن ماذا بعد رمضان؟!
هناك من يُطلق عليهم «زبائن رمضان» وهم الذين تتغير أحوالهم تماما طوال الشهر ويحرصون على الأعمال الصالحة وصلة الأرحام والعطف على الفقراء والمساكين.. ويقومون بعمارة المساجد والابتعاد عن كل ما يغضب الله من قول وفعل.. ويتركون الغيبة والنميمة وتراهم لا يتركون المصاحف من أيديهم ويقرأون القرآن بالليل والنهار.. وفجأة يتبدل حالهم ربما إلى النقيض مع أول أيام العيد.. ويعودون إلى عاداتهم القديمة فيهجرون القرآن وترى المساجد خاوية.. والأهم منهم من يفسدون فى الأرض ويقطعون أرحامهم!!.. ولماذا لا يتحول من زبون رمضان إلى من يشرى الآخرة بدنياه؟!
قريباً مع الذكاء الاصطناعى.. وداعاً للمحمول.. وأهلاً بالعاطلين!!
>> اثنان من أهم رموز عالم التكنولوجيا والبرمجيات تحدثا مؤخراً عن تأثير الذكاء الاصطناعى والثورة التى سيحدثها فى حياة البشر خلال فترة لا تتعدى 10 سنوات!!
الأول هو «بيل جيتس» مؤسس شركة «مايكروسوفت» التى تعتبر منذ تأسيسها عام 1975 رمزاً للابتكار والإبداع المستمر والتى جعلت «الكومبيوتر» لا غنى عنه للأفراد والشركات.
الثانى هو مارك زوكربيرج الذى أنشأ أهم موقع للتواصل فى العالم «فيس بوك» الذى تحول إلى «ميتا».. وكانت بدايته كموقع للتواصل مع زملائه طلاب جامعة هافارد التى يدرس بها.. وبعدها استطاع أن يحوله إلى موقع لا غنى عنه .. تنبأ بيل جيتس بأن الذكاء الاصطناعى سيقلب سوق العمل رأساً على عقب وسيزيد من جيش العاطلين وترتفع نسب البطالة حيث سيتم الاستغناء عن العديد من الوظائف التى سيكون «الذكاء» قادراً على أدائها بكفاءة أكثر من الانسان واكثر المتضررين العاملون فى مجالى الرعاية الصحية والتعليم وسينتهى عصر الدروس الخصوصية لأنها ستصبح متاحة بالمجان عن طريق الذكاء الاصطناعي!!.
رغم ذلك بشر بيل جيتس المبدعين والأذكياء فى مختلف المجالات بأنه لا يمكن الاستغناء عنهم لأنه مهما حاول الذكاء الاصطناعى فلن يحل مكان العقل البشرى الذى يبتكر ويخترع ويطور ويجدد خاصة فى مجالات علم الاحياء والاكتشافات الطبية والتقدم العلمى وادارة الأزمات وكفاءة الطاقة فهذه المجالات هى التى يتفوق فيها الانسان.. وعلى ذلك فنصحية «من عندي» من يرد أن يجد عملاً من الأجيال الجديدة عليه أن يتفوق فى تلك المجالات وإلا سيضطره الذكاء الاصطناعى للجلوس فى البيت مع جيوش العاطلين فى العالم!!. توقع زوكربيرج أن تحل «النظارات الذكية» مكان التلفون المحمول خلال عقد من الآن.. وستصبح هذه النظارات وسيلة تواصل الانسان مع العالم الرقمى وعندها ستتم إحالة «الموبايل» إلى المعاش أو على الأقل سيكون وقتها من التليفون الأرضى.
يقول مارك زوكربيرج إن هناك سباقاً محموماً بين أكبر شركتين للتكنولوجيا «ميتا» و»آبل» لتطوير النظارات الذكية ورصدتا مليارات الدولارات لجعل كل شيء يتحرك أمام عين المستخدم عبر شاشات تعرض له صوراً افتراضية وتسمح له باجراء المكالمات وإرسال الرسائل والتنقل عبر الانترنت دون الحاجة لمد يده فى جيبه لإخراج المحمول!!.. الطريف إنه يقول إنك لو كنت فى الشارع ومررت بجوار أحد المطاعم فإنه ستظهر على شاشة النظارة قائمة الطعام والأسعار وآراء الزبائن حتى تقرر هل تدخل وتأكل أم تبحث عن غيره؟!.
قريباً.. وداعاً للمحمول وأهلاً بالعاطلين.. والكلام على ذمة جيتس وزوكربيرج!!.