التطورات على الأرض فى غاية الخطورة.. ولا مكان آمنًا على الإطلاق
إسرائيل تريد إنهاء خدمات «الأونروا».. وتصفية القضية الفلسطينية
مناطق كثيرة فى غزة أصبحت غير صالحة للحياة.. بعد تدمير كافة المنشآت والطرقات
أكد عدنان أبوحسنة المتحدث باسم «»الأونروا» ان دور مصر مركزى ورئيسى وحاسم واساسى فى عملية مساعدة قطاع غزة، مبيناً ان معظم المساعدات التى تأتى للقطاع تأتى من مصر مباشرة، الى جانب استقبال الجرحى والذين يقدرون بالالاف والذين خرجوا من قطاع غزة إلى مصر من أجل علاجهم فى المستشفيات.
رصد أبوحسنة فى حوار لــ «الجمهورية الأسبوعي» الوضع الإنسانى فى غزة ووصفه انه على وشك الانهيار الشامل، وان غزة تم تحويل مناطق كثيرة منها الى مناطق غير قابلة للحياة، وتم تدمير محطات المياه والصرف الصحى والمدارس والمشافى والجامعات والطرقات فكل شئ تم تدميره.
أضاف: ان ما لدينا وبقية منظمات الامم المتحدة من مواد غذائية وبقية ادوية وامدادات انسانية يكفى لثلاثة ايام فقط وبعد ذلك تتعرض كل المنظومة الإنسانية فى قطاع غزة للانهيار الشامل، فالوضع فى غزة خطير للغاية فلا مكان امنًا على الاطلاق لا فى الطرقات ولا فى المساجد او فى الشوارع او بجانب البحر فى المواصى فكل شئ معرض للخطر، حتى مراكز الاونروا معرضة للاستهداف.. وإلى تفاصيل الحوار:
> ماذا عن الوضع الإنسانى فى غزة وما الت عليه الامور فى رفح الفلسطينية؟
>> الوضع الإنسانى فى قطاع غزة برمته على وشك الانهيار الشامل وخاصة عقب العمليات العسكرية الإسرائيلية فى رفح حيث بها معبر كرم أبوسالم ومعبر رفح الفلسطينية والمخازن الاستراتيجية للاونروا ومقر عمليات معظم المنظمات الاممية الاخري، ومن رفح الفلسطينية كانت تنقل ايضا المساعدات الى بقية مناطق قطاع غزة ويوزع الوقود ايضا والامدادات الطبية، ولكن بعد دخول الجيش الإسرائيلى فى السادس من الشهر الجارى واغلاق المعبرين ما دخل هو بضع عشرات فقط من الشاحنات، فما دخل لا يشكل الا نقطة فى بحر الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة.
نتحدث ايضا عن عملية نزوح كبرى فى رفح ، اكثر من مليون فلسطينى تركوا مدينة رفح الان هائمين على وجوههم فلا مكان يذهبون اليه ويقيمون خيما بجانب شاطئ البحر مباشرة فى الطرقات وفوق المنازل المهدمة وهؤلاء مواطنون تم تدميرهم حيث نزحوا عدة مرات بعضهم 10 مرات واخرون 6 مرات، وراينا ايضا التصعيد العسكرى فى رفح والذى ادى الى مقتل واصابة العشرات خلال اليومين الماضيين.
> كيف ترى الجهود المصرية الكبيرة للدعم الإنسانى لغزة؟
>> مصر لها دور مركزى فى عملية مساعدة قطاع غزة، فمعظم المساعدات تأتى من مصر مباشرة الى داخل قطاع غزة، بالاضافة الى تزويد ادخال الوقود ايضا عبر معبر رفح ولكن كانت هناك اشكالية وهى عملية التفتيش الإسرائيلية البطيئة حيث تاخذ وقتا طويلا، رغم ان إسرائيل باستطاعتها ان تدخل الف شاحنة لو ارادت فى اليوم ولكن هناك عمليات تفتيش مركبة وبطيئة، وهذا يعيق ادخال الشاحنات، ولكن الدور المركزى المصرى وهو دور حاسم واساسى فى مساعدة قطاع غزة، وايضا فى استقبال الجرحى فآلاف الجرحى الذين خرجوا من قطاع غزة مصر تستقبلهم وتقدم لهم العلاج، فالدور المصرى متنوع ورئيسى وكبير فى كافة المجالات.
> ماذا عن حجم المساعدات الدولية؟
>> كل المساعدات التى كانت تدخل الى قطاع غزة كانت تدخل عبر معبر رفح ومعبر كرم ابو سالم، وحتى الطائرات التى كانت تنقل المساعدات لمطار العريش وبعد ذلك للهلال الاحمر المصرى يقوم بتسيير القوافل الى داخل المعبر، حدث انه فى دخول لبضائع ومساعدات عبر الاسقاطات الجوية التى نفذتها بعض الدول ولكنها بطيئة او ليست كافية على الاطلاق، ثم المعبر المائى هذا المعبر قدرته التشغيلية قليلة حيث ان طاقته حوالى 500 طن يوميا اى 25 شاحنة بمعنى يمكن ان يشكل اضافة ولكن ليس بديلا عن المعابر البرية، لذلك اليوم الاوضاع فى غزة خطيرة ولا يحتمل القطاع اغلاق المعابر واذا ارادت إسرائيل فعلا ان نواجه شبح المجاعة الذى يخيم فى شمال وجنوب قطاع غزة ففي امكانها ان تفعل ذلك خلال ساعة وان تسمح بادخال مئات الشاحنات ليست فقط عن طريق معبر رفح وكرم ابو سالم، فهناك 5 معابر برية اخرى بين إسرائيل وقطاع غزة.
> ما الذى تحتاجه غزة؟
>> غزة تم تحويل مناطق كثيرة منها الى مناطق غير قابلة للحياة، تم تدمير المياه والصرف الصحى والمدارس والمشافى والجامعات والطرقات كل شئ تم تدميره، لذلك المطلوب هو الحفاظ على سكان قطاع غزة احياء، لا نتكلم عن جودة حياة لذلك نتكلم عن اغاثة انسانية ورعاية طبية، هذا هو المطلوب لغزة الان، ولكن الحياة فى غزة سحقت تماما للاسف الشديد.
> ماذا عن الدول التى توقفت عن تمويل الاونروا، وكم وصل حجم التمويل الان، والتاثير عليها بشان هذا القرار؟
>> معظم الدول التى علقت تمويلها للاونروا عادت واصبحت تمول ماعدا دولتين وهما الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ولكن الدعم الامريكى كبير حيث كانت تعطى للاونروا 350 مليون دولار سنويا وهو يشكل ما يقارب 30٪ من ميزانية الاونروا المنتظمة، فهذا الدعم من الصعب تعويضه، لدينا ازمة مالية كبيرة، وما لدينا من تمويل يكفى لعمليات الاونروا ليست فقط فى غزة ولكن غزة والضفة والاردن ولبنان وسوريا والقدس حتى شهر يونيو المقبل وهو اسبوعين تقريبا او بضعة اسابيع من شهر يوليو، ويجب ان تاتى دفعات والتبرعات فى وقتها وان يزيد هذا الدعم من الدول التى لم توقف دعمها او زادت دعمها.
> هناك استهداف للاونروا سواء بالنسبة للموظفين المتوجدين فى غزة والاحاديث المنتشرة بشان ذلك.. كيف ترى ذلك؟
>> إسرائيل تريد تصفية الاونروا، تعتقد بانه بانهاء الاونروا وتصفيتها سيتم تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وبالتالى انهاء حتى حل الدولتين والحل السياسي، هذا هو الهدف الإسرائيلى من الهجمة السياسية الاعلامية المنظمة والمكثفة على الاونروا، وهم صرحوا وقالوا ذلك بوضوح حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلى والناطق باسم الحكومة حتى رئيس الوزراء الإسرائيلى ان هذه المنظمة عقبة فى طريق السلام وهى التى خلدت قضية اللاجئين ولذلك يجب تصفيتها، هذا الهدف بعيدا عن الاتهامات او الادعاءات بمشاركة بعض الموظفين فى احداث السابع من اكتوبر، فالهدف الحقيقى هو هدف سياسى وهو انهاء الاونروا.
> وكيف ترى التهجير القسرى للفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية ونزوح الفلسطينيين الى رفح الفلسطينية وهل سوف يؤدى الى مخاطر وكوارث عديدة؟
>> فى منطقة المواصى التى حدثت بها هذا القصف والان هناك قصف على شاطئ منطقة المواصى فى رفح ومقتل اعداد من النازحين، هذه المناطق بها مئات الالاف من النازحين من شمال قطاع غزة ومن مدينة غزة هم يعيشون فى خيام بلاستيكية بمعنى قطع من البلاستيك وبعض اعواد الاخشاب، فهى ليست خيما بمعنى الخيم فهم معدمون وفقراء ومعظم الذين قتلوا من النساء والاطفال، فالوضع فى غزة خطير للغاية فلا مكان أمن على الاطلاق لا فى الطرقات ولا فى المساجد او فى الشوارع او بجانب البحر فى المواصى فكل شئ معرض للخطر، حتى مراكز الاونروا معرضة للاستهداف وقتل لنا حوالى 191 من زملائنا، بالاضافة الى انه تم تدمير كلى وجزئى لحوالى 169 منشاة تابعة للاونروا وقتل 430 نازحاً فى مدارس الاونروا التى ترفع اعلام الامم المتحدة، وهذه ضربة من مئات الضربات قد تكون المشاهد اكثر قسوة، ولكن الكثير حدث فى قطاع غزة وكل شئ معرض للخطر الان.
> الاونروا لها حصانة وعندما يتم استهداف مقار الامم المتحدة والمواطنين الذين يحتمون بها فهو امر غريب للغاية؟
>> بالفعل، الاونروا تتمتع بحصانة اممية ودولية ولكن للاسف الشديد رغم اننا نبلغ الجانب الإسرائيلى مرتين يوميا بإحداثيات مراكز الاونروا مرة صباحا ومرة مساء حتى لا يقولوا انهم لم يكونوا يعلمون، ولكن للاسف الشديد القصف والقتل والتدمير هو غير مسبوق فى قطاع غزة، وطال حتى مراكز الاونروا لذلك من الواضح انه لا مكان امناً على الاطلاق ولا حصانة بصراحة مطلقة لاى كان فى غزة سواء موظف دولى او محلى او مواطنين عادين، فالجميع معرض لاخطار كبيرة.
> هل لديكم ارقام بشان المساعدات وكم يوما تكفي، وكيفية سير الامور خلال الفترة القادمة؟
>> ما لدينا نحن وبقية منظمات الامم المتحدة من مواد غذائية وادوية وامدادات انسانية يكفى لثلاثة ايام فقط وبعد ذلك تتعرض كل المنظومة الإنسانية فى قطاع غزة للانهيار الشامل.
> وماذا بعد؟
>> هذا السؤال يجب ان تجيب عنه إسرائيل والمجتمع الدولي، عندما تفقد الاونروا قدرتها على تقديم المساعدات الإنسانية لكل الاسباب، هذا يعنى انهياراً وحكماً باعدام المكان، هذا يجب ان يعرفه الجميع.
> هل من المتوقع حل هذه الازمة الإنسانية والمساعدات ام ستظل كما هي؟
>> نامل ان تكون هناك حلول فلا بديل الا فتح المعابر وادخال مئات الشاحنات يوميا وتامين الطرق لعربات وموظفى الاونروا وغيرها من المنظمات للوصول الى المعابر ونقلها بطريقة سليمة، فالقضية ليست قضية ادخال مساعدات ولكن توزيع هذه المساعدات، فيجب ان تكون الطرق امنة حتى نستطيع نقل هذه المساعدات الى اماكن اخري، فغير ذلك ستكون هناك حتما فى غزة مجاعة وانهيار كبير للوضع الإنسانى والصحي.
> هل انت متفائل ان تشهد الايام القادمة تطوراً ايجابياً لدخول المساعدات الى غزة؟
>> نحن نامل ذلك وان يصحو العالم وان تتوقف العمليات العسكرية وتفتح المعابر ويتم الحفاظ على هؤلاء المواطنين، فحوالى 2,3 مليون فلسطينى فى غزة احياء لا نتحدث عن جودة حياة الان ولكن نتحدث عن حياة اى حياة ونتمنى أن يتركوا الناس أحياء .
> هل هناك اتصالات يومية مع سكرتير عام الامم المتحدة والمسئولين.. كيف تسير الامور يوميا؟
>> هناك اتصالات يومية مع الامين العام للامم المتحدة والاتحاد الاوروبى والجامعة العربية وكل الدول المانحة والدول الاقليمية مثل مصر والاردن وايضا هناك اتصالات مستمرة حول خطورة الاوضاع وما يحدث فى غزة.
> كيف ترى العدوان الإسرائيلى على غزة؟
>> ما يحدث هو فشل دولى وسياسى كبير، ونامل ان تتحسن الامور.