لم يكن نجاح تجربة الإصلاح والبناء والتنمية فى مصر أمرًا سهلاً، أو مفروشًا بالورد، أو جاء فى دولة تواجه ظروفًا طبيعية، ولكنها خرجـــت من قلب التحديات والأزمات والمشاكل المتراكمة على مدار عقود طويلة، وعقب أحداث فوضى عارمة، ثم ثورة عظيمة فى 30 يونيو 2013 بطبيعة الحال كانت هناك تكلفة لعملية انقاذ مصر من السقوط والضياع واستعادة الأمن والاستقرار، بعد معركة ضارية وشرسة مع الإرهاب والفوضى وكذلك واجهت التجربة المصرية فى الاصلاح والبناء والتنمية، تحديًا قاسيًا وهو محدودية الموارد لدى الدولة المصرية، خاصة أن عملية الاصلاح والبناء والتنمية شملت كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد لذلك فإن النجاح لم يأت من فراغ بل جاء لأسباب ومقومات أبرزها الأفكار الخلاقة، والرؤى الواقعية، والإرادة الصلبة والاصرار على بناء الدولة الحديثة، وتخليص مصر من أزماتها ومشاكلها المزمنة التى لم تجد حلولاً على مدار عشرات السنوات، والبحث عن حل «شفرة» محدودية الموارد، من خلال خلق شرايين جديدة للدخل، والموارد وأيضا اتسمت التجربة المصرية فى البناء والتنمية بأنها عصرية ومواكبة للتطورات والتكنولوجيا الحديثة أن الدبلوماسية الرئاسية التى قادها الرئيس عبدالفتاح السيسى وفق رؤية ثاقبة ارتكزت فى البداية على تبديد وتفكيك المفاهيم الخاطئة لدى بعض الدول عما حدث فى مصر، فإن الرئيس السيسى بنى قواعد راسخة من العلاقات الدولية لمصر تقوم على الصداقة والشراكة الشاملة أو الاستراتيجية من هنا لعبت الدبلوماسية الرئاسية دورًا كبيرًا فى نجاح تجربة مصر فى الاصلاح والبناء والتنمية ومازلت تستفيد من زخم العلاقات الدولية المتميزة وحاضرة فى القمم والمحافل والتجمعات الدولية كقمة العشرين، ثم الانضمام الرسمى لتجمع دول «البريكس» وامتلاك خطاب فى البناء والتنمية، يقوم على العدالة، ومكافحة الفقر والجوع والعمل على حل مشاكل الديون فى ظل الأزمات الاقتصادية القاسية على الصعيد الدولى.
الحقيقة أن اجتماع الرئيس السيسى الثلاثاء الماضى ولقاءه رؤساء عدد من كبريات الشركات الدولية العاملة فى قطاع الصناعة من المشاركين فى النسخة الثالثة من الملتقى والمعرض الدولى السنوى للصناعات الذى عقد فى مصر الأسبوع الماضى أثار فى عقلي، نقطة ومحورًا مهمًا حرص عليه الرئيس السيسى خلال زياراته الخارجية على الصعيد الدولي، خاصة الدول الكبرى والمتقدمة وأيضا حرصه أيضا على لقاءات مع رؤساء الشركات العالمية، وكبار رجال المال والأعمال والمستثمرين وهو ما حقق عوائد كبيرة لمصر، وقفزات عميقة، خلال تنفيذ تجرية مصر فى البناء والتنمية على أسس حديثة وعصرية، فقد كنت شاهد عيان من خلال شرف السفر إلى الدول التى يزورها الرئيس السيسى سواء فى الولايات المتحدة أو الصين أو ألمانيا خلال السنوات الماضية وحضرت كصحفى أكثر من لقاء واجتماع للرئيس السيسى فى هذا الاطار، وهذه اللقاءات تحقق العديد من الايجابيات والفوائد والعوائد، كالتالي:ـ
أولاً: عرض مضمون ومحتوى وجوهر التجربة المصرية فى الاصلاح والبناء والتنمية وكيف اثرت فى نقطة التحول والطفرة الكبيرة فى مصر فى العديد من المجالات، وكذلك حجم التطوير فى الموانيء وابرز وأهم المجالات والقطاعات التى تحتاجها مصر، وتقدم من أجلها تيسيرات ودعمًا غير مسبوق خاصة دعم توطين التكنولوجيا والصناعة، وصناعات مهمة مثل صناعة السيارات والصناعات المغذية والكيماويات وغيرها، وتستهدف مصر من ذلك جذب الكثير من الاستثمارات وتوطين الصناعة، وتعميق المكون المحلى وتوفير فرص عمل حقيقية وهو ما يتيح زيادة الموارد المصرية، وكذلك تخفيض فاتورة الاستيراد، وتعظيم الصادرات.
ثانيًا: عرض مناخ الاستثمارات وحجم التيسيرات ومزايا الاستثمار فى مصر، وتغيير البنية التشريعية والقضاء على الروتين والبيروقراطية بما يجسد جهود الدولة فى فتح المجال أمام دخول استثمارات غير مسبوقة لمصر ،ربوع البلاد وكذلك التسهيلات والاعفاءات الضريبية تشجيعًا للاستثمار وتوفر كافة أسباب النجاح.. وضمانات هذا النجاح.
ثالثًا: توفير كل أسباب ومقومات نجاح الاستثمارات الاجنبية فى مصر وكذلك القطاع الخاص، من خلال وجود البنية المناسبة لذلك وأبرزها مناخ الأمن والأمان والاستقرار الذى تعيشه مصر، وأهمية مصر بموقعها الجغرافى الاستراتيجى
الحقيقة أن لقاءات الرئيس السيسى برؤساء كبريات الشركات العالمية ذات الطبيعة الدولية من الاسماء والكيانات المعروفة نجحت بشكل كبير، كما أن الدبلوماسية الرئاسية دعمت التجربة المصرية فى البناء والتنمية فلا شك أن علاقات مصر القوية ذات الشراكات الشاملة والاستراتيجية مع الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا، حققت عوائد عظيمة فى مجالات كثيرة مثل جذب الاستثمارات ودعم الصناعة، واقامة البنية الاساسية وقناة السويس الجديدة، وفتحت علاقات الرئيس السيسى القوية مع قادة هذه الدول الكبرى واضيف لها الهند والبرازيل والمجر، والدول الخليجية الشقيقة أبواب التعاون المثمر والبناء، فى دعم مسيرة البناء والتنمية المصرية، ولولا رؤية الرئيس السيسى ونجاحاته وعلاقاته القوية والسياسات الخارجية التى تبناها ما كان لمصر أن تحقق هذه الطفرة التنموية الهائلة.
ما أريد أن أقوله إن قيمة وفلسفة الدبلوماسية الرئاسية حققت ثمارًا كثيرة ونتائج عظيمة على كافة الاصعدة، سواء فى ترسيخ الأمن والاستقرار واستمرار مسيرة البناء والتنمية وتحقيقها لنجاحات كبيرة، وجعلها تواكب شروط ومتطلبات ومواصفات العصر، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، ودعم مسيرة التطوير والتحديث لذلك فإن حرص الرئيس السيسى على بناء شبكة علاقات دولية لمصر مع دول العالم وابرام شراكات استراتيجية مع الدول المتقدمة هو انجاز كبير وعظيم، ورؤية ثاقبة تجسدها الدبلوماسية الرئاسية فى مجال البناء والتنمية.
أكثر من 170 زيارة خارجية والمشاركة فى أكثر من 176 قمة دولية واكثر من 1300 لقاء رئاسى بالداخل منها ما يقترب من 350 مع قادة ورؤساء وزعماء الدول، هذا ما حققته الدبلوماسية الرئاسية على مدار أكثر من عشر سنوات صنعت خلالها الفارق وحققت الطفرات وحولت دفة العلاقات المصرية الخارجية من المحدودية إلى آفاق رحبة من التعاون والشراكات الاستراتيجية الشاملة مع دول كبري، وعلاقات تقوم على المصالح المشتركة والتعاون والاحترام المتبادل مع دول العالم فى مختلف الدوائر، وجلبت عوائد اقتصادية وتنموية لمصر غير مسبوقة ووضعت مصر فى المكانة اللائقة ومنحتها الدور والثقل الإقليمي، والتأثير والفعالية الدولية، فقد تعرف الجميع على قدرات مصر ووثق فى محوريتها، وقدراتها وكونها ركيزة الاستقرار والسلام وينتظرها مستقبل واعد على طريق التقدم والجلوس فى مقاعد الصدارة الاقتصادية العالمية.. هذا ما صنعته وانجزته الدبلوماسية الرئاسية خلال أكثر من عشر سنوات من الرؤى والاصلاح والبناء والتنمية.
تحيا مصر