يُعد الدواء من أعظم ما قدمه العلم للبشرية، ومازال تطوير الدواء مستمراً من أجل الوصول إلى معدلات أعلى للفاعلية وأقل لآثاره الجانبية.. فالدواء يحمى من المرض ويعالجه، لكنه فى الوقت ذاته يتكون غالبًا من مواد كيميائية غريبة عن جسم الإنسان. ومن الضرورى أن ندرك أن كل إنسان يختلف عن الآخر، وبالتالى فإن تأثيرات الدواء، حتى الفيتامينات والمكملات الغذائية، قد تختلف من شخص لآخر. فقد تكون الأعراض الجانبية بسيطة، أو قد تصل إلى حدٍّ خطير قد يهدد الحياة. كما قد تتعارض بعض الأدوية مع أمراض معينة، فمثلًا، الأدوية المستخدمة لعلاج أعراض الأنفلونزا والبرد قد تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يجعلها غير مناسبة لمرضى ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، قد تتداخل بعض الأدوية مع غيرها، مما يستوجب عدم تناولها معًا. أيضًا، تختلف جرعات الدواء حسب العمر، إذ يحتاج كبار السن إلى جرعات مخفضة يحددها الطبيب.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدًا من بين كل 30 مريضًا يعانى من مضاعفات دوائية حتى عندما يتم استخدام الدواء بشكل صحيح وبالجرعة المناسبة وفى التوقيت الملائم.. كما تفيد الإحصائيات بأن المضاعفات الناتجة عن الأدوية تُعد من الأسباب الرئيسية للوفيات فى أوروبا وأمريكا بمعنى ان الإنسان قد يموت من الدواء وليس الداء. ومن أبرز الأمثلة على ذلك كارثة دواء «الثاليدوميد»، الذى طُرح فى الأسواق عام 1956 فى ألمانيا، ثم انتشر إلى 37 دولة أخري. كان يستخدم لعلاج الغثيان والقيء لدى الحوامل، لكن تبين لاحقًا أنه يسبب تشوهات خلقية جسيمة للجنين، حتى بعد تناول قرص واحد فقط، مما أدى إلى ولادة أكثر من مئة ألف طفل مشوه، توفى 40٪ منهم أثناء الولادة. تم سحب الدواء من الأسواق عام 1961، لكنه يُستخدم الآن فى علاج الجذام والسرطان.
يجب توخى الحذر من الحساسية تجاه بعض الأدوية، حيث قد تؤدى إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة، خصوصًا عند تناول الدواء عن طريق الحقن. وهناك اعتقاد خاطئ بأن الحقن تعطى مفعولًا أقوى من الأقراص، فى حين أن الفرق يكمن فقط فى سرعة التأثير، والتى لا تستدعى المخاطرة فى كثير من الحالات.
ومن المشكلات شائعة الاستخدام العشوائى للأدوية دون استشارة طبية، حيث يلجأ البعض إلى الصيدلى لوصف دواء بناءً على الأعراض التى يصفونها له، أو يحتفظون بوصفات طبية قديمة ويعيدون استخدامها عند الشعور بأعراض مماثلة. كما يلجأ البعض إلى استشارة الأصدقاء الذين «يفتون» ويوصون بأدوية استخدموها سابقًا. والشائع أيضا استخدام الأدوية من أجل التخلص من أعراض المرض وليس من أجل علاج المرض نفسه.. مثل تناول أقراص لعلاج الصداع أو الآلام بتناول المسكنات.. والتى غالبا ما تكون لها آثار جانبية ولا تعالج المرض.. بل قد تؤدى إلى إهمال علاج المرض نفسه.. وأدوية علاج آلام المفاصل والعضلات كثيراً ماتؤدى الى تقرحات شديدة فى المعدة تؤدى الى النزف لفترة طويلة دون الإحساس به إلى أن يحدث الإغماء أو الإعياء الشديد.. وبالطبع يجب عدم تناول أى دواء أثناء الأشهر الأولى من الحمل الا أقراص حامض الفوليك والحرص الشديد من تناول الأدوية أثناء الرضاعة لأن كثيرا منها يفرز فى حليب الأم وقد يؤذى الطفل الرضيع.
يجب الحرص عند استخدام الدواء.. أى دواء.. ولابد من الاستخدام الصحيح للأدوية والتقيد بالإرشادات الطبية من أجل تفادى المخاطر المحتملة، وضمان الشفاء ان شاء الله.