رمانة ميزان هذا الوطن والأمة.. وعمود الخيمة
يبقى جيش مصر العظيم.. هو رمانة ميزان هذا الوطن والأمة.. وعمود الخيمة.. والضامن لوجود الدولة المصرية العريقة.. وسر أسرار أمنها واستقرارها.. وتماسكها.. جيش وطنى من الطراز الأول.. يحمل عقيدة شريفة فى الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة.. وهو صمام أمان الأمن القومي.. ومن يجعل هذا الوطن يقف على أرض شديدة الصلابة فى شموخه واستقلال قراره وإرادته هو الصخرة التى تتحطم عليها المؤامرات والمخططات التى تستهدف مصر.. هو من يجعلها عصية.. على أعدائها.
قوة الجيش المصرى العظيم.. وقدرته.. ليست فى تسليحه وتدريبه.. ولكن أيضاً فى خصوصية المقاتل المصري.. والفكر والعقيدة الوطنية الشريفة وتستطيع أن تقرأ تاريخ هذا الجيش.. وبطولاته وانتصاراته وأمجاده لتدرك أنه جيش استثنائى من هنا جـــاءت الرؤيــة الإستــراتيجية
للـرئيس عبدالفتاح السيسى فى عبقرية الاستثمار فى بناء القوة والقدرة ومنظومة الردع المصرية.. حيث أدرك الرئيس السيسى مبكراً عقب سنوات الفوضى التى بدأت من يناير 2011 وحتى يونيو 2013 والتى انتهت برحيل وعزل نظام الإخوان المجرم الذى حاول من خلاله حملة إرهاب غير مسبوقة تركيع الدولة المصرية وإسقاطها أن هذا الوطن مستهدف.. وأن هناك مؤامرات ومخططات تسعى لرسم خريطة جديدة للمنطقة على حساب الأمن القومى المصري.. وأن مصر ستواجه تحديات وتهديدات.. ومخاطر أكثر شراسة مما سبق وأنها مستهدفة من كافة الاتجاهات الإستراتيجية ومواردها الوجودية خاصة المياه.. وأن هناك ثروات لابد من حمايتها فى البحر.. وأيضاً هناك مشروع وطنى لتحقيق التقدم طال انتظاره على مدار عقود لابد من تأمينه.. وأنه لا يمكن السماح لمحاولات إسقاط مصر أن تعود مرة أخري.. ولابد أن تقف هذه الدولة على أرض صلبة.. ولا تهزها عواصف المؤامرات والمخططات.. لذلك جاءت رؤية الرئيس السيسى التى استندت على تشخيص الواقع الصعب الذى كان يواجه الدولة المصرية.. واستشراف التحديات والتهديدات القادمة أو المحتملة.. وأدرك الرئيس السيسى أن عملية البناء والتنمية والإصلاح لابد أن تكون شاملة ومتزامنة فلا وقت.. فالاطماع والأوهام والمخططات قادمة لا محالة.. ولابد من الوصول إلى أعلى درجات الاستعداد والجاهزية الشاملة للدولة.. اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً.. كافة قدرات الدولة الشاملة لابد أن تكون فى أعلى وأقوى مستوياتها لمواجهة ما هو قادم من تحديات.. وتهديدات وضغوط ودفاعاً عن وجود وكرامة هذا الوطن.
الحقيقة.. أن ميزان القوى فى المنطقة كان مصاباً بخلل خطير.. ولم يكن فى صالح مصر الدولة العظيمة الكبيرة والمحورية.. والتى دائماً تقود المنطقة.. وتعد ركيزة أمنها واستقرارها.. وأن هناك قوى إقليمية أخرى تقود مشروعات وأوهاماً من شأنها أن تؤثر على الأمن القومى المصري.. وتصيب المنطقة بالتوتر والفوضى والصراعات.. خاصة ان أوهام هذه القوى الإقليمية الطامعة تخوض حرباً بالوكالة مدعومة من قوى دولية.. وبالتالى فإن توازن القوى الإستراتيجى فى الشرق الأوسط لم يكن فى مصلحة مصر بل العرب جميعاً ولم تكن الكفة متساوية أو متوازنة بل كانت تميل إلى صالح الكيان الصهيونى وأعنى هنا منظومات التسليح والقدرة على الوصول إلى المدى البعيد.. لتحقيق أهدافها على حساب الأمن القومى المصرى والعربي.. وهما لا ينفصلان.
«رب ضارة نافعة.. فقد كانت أحداث الفوضى ومؤامرات الإسقاط فى يناير 2011.. كاشفة ثرية بالدروس المستفادة.. التى التقطها الرئيس السيسى سريعاً وهو ما يجسد عظمة قيادته.. وقرر ألا يسمح بتكرار مثل هذه التحديات والتهديدات وإذا حدثت فإن الدولة المصرية لا يجب أن تعانى من الهشاشة ولكن بأعلى درجات القوة والقدرة والصلابة.. وهو ما حققته الرؤية الشاملة للقيادة السياسية فى بناء الدولة الحديثة القوية القادرة.. صاحبة السيادة والقرار والمستقبل الواعد.
يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى إنجاز تاريخي.. هو سر صلابة مصر وقوتها فى مواجهة مخططات التهجير بثقة.. أو محاولات العبث بأمنها القومي.. وإصرارها وتمسكها رغم التهديد والوعيد والضغوط والإغراءات.. فقد نجح فى إعادة التوازن الإستراتيجى فى موازين القوة بالمنطقة.. أو الشرق الأوسط.. وإعادة إحياء المارد المصري.. ليتصدر قائمة القوة والقدرة فى المنطقة.. ويعيد التوازن الإستراتيجى فى موازين القوة.. ويمنع ويتصدى لمحاولات المساس بأمن مصر وأرضها وسيادتها.. ويعطل المخططات ويحولها إلى أضغاث أحلام.. ولعل مصر فى مواقفها الصلبة الشريفة تستند إلى ثقة عالية فى قوتها وقدرتها.
الرئيس السيسى هو صاحب الإنجاز الأعظم والوجودى فى رؤيته العبقرية فى الاستثمار فى بناء القوة والقدرة وإعادة تطوير وتحديث منظومة الردع المصرية بشكل عصرى لتكون قادرة على مجابهة التحديات والتهديدات المستجدة فى قراءة استباقية قبل سنوات لما يحدث الآن من مساومات وابتزاز ذهبت أدراج الرياح وتحطمت على صخرة القوة والقدرة المصرية.
جاء قرار الرئيس السيسى التاريخى بتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات القتال والتسليح ليصنع الفارق فى معادلة القوة بالمنطقة ويعيد لمصر ريادتها وتأثيرها وتنطلق من مقولات وإشارات رئاسية بالغة الأهمية عندما قال الرئيس السيسي: «من يمتلك جيشاً وطنياً قوياً وقادراً يمتلك أمناً واستقراراً».. وأضيف «إن من يمتلك جيشاً وطنياً شريفاً قوياً ومحترفاً فى قيمة الجيش المصرى العظيم لا يمكن أن يقترب أحد من قرار وموقف مصر الثابت والراسخ» وكذلك قول الرئيس: «العفى محدش يقدر يأكل لقمته» وأضيف: «ولا يقترب من قراره وموقفه».. لذلك قلت ان مخطط التهجير فشل بمجرد ان قالت مصر لا لن يحدث.. وكل من تسول له نفسه المساس بثوابت مصر وخطوطها الحمراء يدرك انه أمام الجيش المصرى العظيم بتاريخه وانتصاراته واحترافيته وصفعاته المؤلمة قبل أكثر من 50 عاماً.. من هنا فإن الاستثمار الرئاسى فى بناء القوة والقدرة والردع المصرى قرار تاريخي.. منح الوطن الثقة فى القرار.. فإذا كانت مصر لا تريد الحرب لأنها تعرف آثارها وتداعياتها إلا أنها لا تقبل أبداً المساس بكرامتها وأمنها القومي.. ولكرامة مصر جيش عظيم يحميها.
من هنا أقول ان الرئيس السيسى نجح باقتدار فى إعادة التوازن الإستراتيجى فى موازين القوة بالمنطقة بعد ان عانى من خلل جسيم خلال العقود الماضية.. وهو أهم أسباب أمن واستقرار وثقة وقدرة مصر على اتخاذ مواقفها الحاسمة.. وان تعمل لها قوى الشر ألف حساب.