عشاق الساحرة المستديرة.. يتنفسون كرة.. وربما لا يأكلون ولا يشربون.. وانما يحرصون على مشاهدة المباريات من قلب الملعب.. ويتابعون كل صغير وكبيرة عن أنديتهم التى ينتمون إليها.. ونجومهم الذين يستمتعون بلمساتهم فى الملاعب.. وكانت جريدة «الجمهورية» سباقة فى إدراك هذه التفاصيل المهمة.. وكانت ومازالت تحرص على تقديم وجبة كروية دسمة.. وشرح واف.. وعرض دقيق.. لا يترك صغيرة ولا كبيرة فى الملعب ومن وراء الكواليس إلا وصاغتها فى قالب رياضى وقدمتها لقرائها ومتابعيها على صفحات الرياضة.. عقب كل مباراة والتى نالت اهتماماً كبيراً على يد محسن محمد.
وقبل أن يتولى الكاتب الكبير محسن محمد رئاسة تحرير جريدة الجمهورية.. كانت الرياضة عبارة عن عرض خبرى صغير لا يتجاوز ثلاثة أعمدة داخلية واحياناً فى قلب صفحة الحوادث أو المحافظات.. لكن عندما تولى الأستاذ الكبير محسن محمد رئاسة تحريرها.. نقل الرياضة إلى الصفحة الأخيرة.. ووضع إشارة بارزة للرياضة بجوار ترويسة الجمهورية فى الصفحة الأولي، .. وأعلى الرياضة مساحات كبيرة.. وكانت الجمهورية الجريدة الصباحية القومية الأولى التى تقدم الرياضة فى الصفحة الأخيرة.. وتسهب فى وصف المباريات ورصد مجريات المباراة من التسخين فى أرض الملعب وهتافات وتحية الجماهير حتى نهاية اللقاء ومغادرة الاستاد.. فكان القارئ يجد فى الجمهورية مشاهدة اخرى للمباراة.. وكان كثيرون تفوتهم مشاهدة المباراة.. فكانوا يستمتعون بما تقدمه الجمهورية من تحليل ووصف تفصيلى للمباراة وكأنهم يشاهدونها من مدرجات الدرجة الثالثة التى تضم العاشق الحقيقى للكرة والذى يقتطع من مصروفه اليومى.. ليذهب إلى الاستاد كل جمعة حيث تقام لقاءات الكرة المهمة التى يكون أحد أطرافها الزمالك أو الأهلى.. فلم تكن معظم مباريات الدورى تقام على الاستاد أو ينقلها التليفزيون.. وكان ذلك قاصراً على المباريات التى يكون الزمالك أو الأهلى طرفاً فيها
الإخراج الصحفى
..وفى لقاءات القمة.. كانت الجمهورية تنفرد برصد دقيق لما يجرى فى تدريب الفريقين قبل القمة.. وتقسم الصفحــة على نصفين كل فريق 4 أعمدة.. مع المقارنات التى تمتع القارئ.. ونقاط القوة والضعف وأسلحة كل فريق ودرجة جاهزية النجوم والأوراق الرابحة لدى كل مدرب.. وفى وصف المباريات كان الناقد المتميز محمود معروف منفرداً.. فى دقة الوصف التفصيلى للمباراة.. وتفرد فى التقديم السابق للمباراة.. والحوارات المتخيلة بين كبير مشجى الزمالك.. وكبير مشجعى الأهلى.. أو بين هتافات الدرجة الثالثة البيضاء.. والجانب الأحمر.. واستعراض كل طرف لما يملك من اسلحة قوة وأن الغلبة ستكون من نصيبه.. وما كانت تطالعه الجماهير على صفحات جريدة الجمهورية الرياضية.. تجده فى المدرجات بالتفصيل.. وبنفس الهتافات واستعراض القوة فى المدرجات.. وكان محمود معروف رغم حيادية نقده وموضوعية عرضه.. معروفاً بزملكاويته وكانت جماهير الأهلى كثيراً ما تأتى إلى مقر جريدة الجمهورية بشارع نجيب الريحانى «المبنى القديم للجريدة» وتهتف ضد محمود معروف بالساعات.. وفى اليوم التالى يتضاعف توزيع الجريدة.