رسالتها وحتى اليوم.. الاهتمام بالمواطن
أكدت 71 عاماً فى عمر «الجمهورية» أنها دائما «سباقة» تتقدم الجميع بخطوات مدروسة وواثقة.. تفتح الطريق أمام الصحف الأخرى بالكثير من الأبواب والاهتمامات والصفحات وسرعان ما تقتدى بها كبريات الصحف فى الشرق الأوسط .
وليس غريباً على «الجمهورية».. وحتى اليوم أن كثيرا من أبنائها هم من قادوا تطوير الصحف العربية بل أنشأوا مدارس صحفية جديدة فى كثير من الدول .. وكان رائعا أن تلمس فى كل رئيس تحرير يتولى أمر «الجمهورية» بصمة جديدة تضيف إلى «الجمهورية» ولا تغير طعمها أو رسالتها.. وظلت حتى اليوم وسوف تبقى صحيفة الشعب.. صحيفة المواطن.. خاصة هؤلاء الذين هم فى أدنى درجات السلم الاجتماعى.. فكانت تعيش بينهم.. تنقل بكل الموضوعية همومهم وأوجاعهم آمالهم وآلامهم فاستحقت عن جدارة أن تكون «جريدة الشعب».
وكما كانت الجمهورية نبتا طيبا لبناء الوعى بالثورة المصرية وجسرا للثقة بين المواطن وبين القيادة.. فإن صفحات الجمهورية لم تكن فقط تحمل رسائل القيادة إلى الشعب بل أفردت الكثير من صفحاتها لكل الفئات.. من كل الطبقات والأعمار واستطاعت الوصول برسالتها إلى كل شبر فوق أرض مصر.
سبقت الجمهورية إلى بناء قسم للمحافظات.. وفى ظل قيادة الراحل الأستاذ عبداللطيف فايد – رحمه الله – كان للجمهورية فى كل محافظة مندوب أو أكثر ينقل إلى صفحات الجمهورية وأبوابها خفقات قلوب الملايين ممن كانوا يعانون التهميش فى كفور ونجوع وقرى مصر وأحيائها خاصة فى المناطق البعيدة.. ومن بعده قاد الاستاذ الدكتور لطفى ناصف رئاسة المحافظات.. وفى ظل قيادته تم الارتقاء بمستوى مكاتب المحافظات وتم تعيين عدد من خريجى الإعلام والمتميزين فى مكاتب المحافظات.. فارتقى الأداء وكانت «الجمهورية» الصحيفة الأولى لقراء الأقاليم على الإطلاق.
.. وسبقت «الجمهورية» إلى الغوص فى أعماق المجتمع المصرى من خلال المتابعات الميدانية الموضوعية لمرشحى مجلسى الشعب والشورى فى المحافظات والمراكز والقرى.. وأفسحت الصحيفة المساحات اللازمة حتى بلغت أحد الأيام «13» صفحة كلها عن الدوائر الانتخابية ونبض المواطن وآماله وآلامه.
.. كانت الجمهورية الأسبق إلى اقتحام المناطق «الحرجة» وحطمت كل «التابوهات».. ووضعت فى صفحاتها الأولى تحقيقات صحفية «بطول الصفحة الأولى على عمودين» تنشر صوراً لعمال النظافة وجهودهم وما يقدمونه للمواطن من خدمات جليلة.. وعندما توفى أحد المواطنين فى مبنى وزارة العدل بأول شارع الجلاء هرعت الجمهورية بتكليف من رئيس التحرير أنذاك الأستاذ محسن محمد فأجرت تحقيقا نشرته فى الصفحة الأولى بالصور وكانت المكافأة «50» جنيهاً لكل من المحرر والمصور والأستاذ هشام كمال.
.. وسبقت «الجمهورية» بتكليف من الأستاذ محسن محمد بإنشاء باب يومى عن «الجو اليوم» ونشر صور وقصص إنسانية مؤثرة عن الأطفال «الضالين» أو مجهولى النسب والالتقاء بهم.. وظهر نبوغ وتميز الأستاذ الدكتور أحمد المنزلاوى فى قصص المهمشين.. وإلى جانب تميزه الصحفى فقد أصبح قصاصاً وروائياً وفاز بالدكتوراه من كلية إعلام القاهرة.
.. سبقت «الجمهورية» إلى تحرير صفحة «للموظفين» قام على تحريرها الأستاذ الراحل يوسف عبدالرحمن وكانت نموذجا ملهما لحل مشاكل الطبقة العاملة فى مصر..
.. ونشرت «الجمهورية» أول صفحة مصرية للإسكان بعنوان «شقة للإيجار» يرأسها الأستاذ الراحل عبدالكريم سليم وكتب فيها الأستاذ أحمد غريب رحمه الله وغيره من الأساتذة.
.. وقادت «الجمهورية» الاهتمام بمن لا يملكون نفقة أتعاب المحاماة.. قام على تحريرها الأستاذ الراحل «قدرى عزب» وكتب فيها الأساتذة يوسف عبدالرحمن وأحمد المنزلاوى ونادية السيد وحمدى حنضل وكانت تتلقى المشكلات القانونية وتتولى عرضها على كبار المحامين الشرفاء وتعرض الإجابات فى غير تشهير بأصحابها.. ولا تفوتنا الإشارة إلى أن «إخراج» هذه الصفحة كان «سباقا» إلى الرد العلمى العملى على ما ينشر متعلقا بالشأن المصرى فى الصحافة العالمية.
.. وعاشت «الجمهورية» وطوال حياتها تنشر آهات المواطنين تحت عناوين مختلفة منها صحافة المواطن، بريد القراء، هموم الناس، وجاء الباب شديد التميز «139» وكان يقوده الأستاذ على هاشم ومعه ومن بعده الأستاذة الكبيرة متعها الله بالصحة والعافية «جمالات يونس» وأصبحت رائدة للمتابعة الصحفية والتحقيق الميدانى واليوم تقود الزميلة أسماء أحمد بحسها المرهف تقصى أوضاع الناس وأوجاعهم فقدمت الجمهورية من خلال هذه المسيرة «وجبة صحفية» سرعان ما سارت خلفها الصحف الأخرى.
.. ولا يتوقف القلم أو تهدأ الذاكرة فإن ما قدمته الجمهورية.. وما تقدمه اليوم فى ظل قيادة الكاتب الصحفى الأستاذ أحمد أيوب رئيس التحرير صحافة عصرية مصرية صميمة تأخذ بأحدث أساليب العصر وتكنولوجياته.. وتغوص بالقلم والصورة فى أعماق المجتمع المصرى.. وتضيف أيضا صرحاً كبيراً لبناء الوعى لدى المواطن المصرى مهما اختلفت ثقافته.
وأصبحت الجمهورية اليوم منارة علمية وتعليمية وتثقيفية وحضارية.. فضلا عن اهتمامها الذى لا يقارن بالتعليم والرياضة والفن والحوادث.. ورصدها الموضوعى الأمين الشامل لما يدور فى محيطنا الدولى والإقليمى والمحلى وكانت الجمهورية فى طليعة الصحف المصرية التى تحدثت بكل الشمول والموضوعية عن أحداث غزة بعد 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم بلا خطوط حمراء وعينها على القارئ.. وإشباع نهمه فى غير تهويل أو تهوين بل فقط بنشر الحقائق وبناء الوعى الرشيد.. وهذه هى الجمهورية.
“الجمهورية” رائدة الصحافة التعليمية
57 عاماً فى مساندة الطلاب للتفوق فى دراستهم
صلاح عطية
جريدة «الجمهورية» هى بلاشك رائدة الصحافة التعليمية.. فهى أول من قدَّم صفحات التعليم فى مصر.. وقد بدأت الجمهورية هذه الصفحات منذ نحو 57 عاماً.. وعلى وجه التحديد منذ يوم السبت 20 يناير 1968.. وسيبقى هذا اليوم يوماً مميزاً ليس فى تاريخ «الجمهورية» فحسب.. وإنما فى تاريخ الصحافة المصرية بشكل عام.. بل وفى تاريخ الصحافة العربية والأفريقية التى أخذت عن «الجمهورية» تجربتها فى إصدار الصحافة التعليمية.
كانت أول صفحة تعليمية فى عام 1968 بداية تجربة جديدة فى الصحافة.. فى كيفية تنويع المادة التعليمية.. للشكل الصحفى.. والأخذ بيد الطلاب إلى التفوق فى دراستهم.. وكانت المادة التعليمية فى البداية تقدم بالتعاون مع البرامج التعليمية فى الإذاعة والتليفزيون.. فيتابع الطلبة دروسهم المنشورة فى الجمهورية ثم على شاشة التليفزيون وفى الإذاعة.. ثم تطورت المادة التعليمية لتشمل دروساً تقدمها الصفحة التعليمية ويعدها أمهر الأساتذة فى كل مادة.. وبدأت تتوسع فى النشر فأصبحت تصدر فى صفحتين وزادت إلى ثلاث صفحات وأربع صفحات للتوسع فى تلبية رغبات القرَّاء فى امتداد الدروس إلى مختلف المراحل الدراسية.. وفى مختلف المواد حتى اللغات.. فكانت تصدر بها دروس اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية أى بأربع لغات فى اليوم.. ثم رأت أن تلبى رغبات باقى القرَّاء من غير الطلاب فقدمت دروس تعليم اللغة الإنجليزية للمبتدئين.. بل واتجهت إلى مواد أخرى طلبها القراء فقدمت دروس تعليم الموسيقى.. وفى أيام الامتحانات كانت تقدم نماذج الامتحانات وإجاباتها النموذجية.
وقد لفت النجاح الذى حققته الصحافة التعليمية فى الجمهورية وإقبال القراء عليها، اهتمام باقى الصحف والمجلات المصرية.. فقدمت كثير منها هذه الخدمة لقرائها.. ومازال الكثير معها يقدم لقرائه مادة تعليمية ولكن ليس بانتظام وحجم ما تقدمه الجمهورية.
وقد استمر هذا الإصدار الأول للصفحة التعليمية التى تطورت إلى صفحات، نحو خمس سنوات.. ثم توقفت لظروف اقتضتها طبيعة التطوير فى صفحات «الجمهورية».. ثم عادت مرة أخرى لتصدر فى شكل ملحق يومى بما يمكن أن نسميه الإصدار الثانى لصفحات التعليم.. وقد توسعت فى تقديم المادة التعليمية لسنوات النقل وللشهادات.. وقد كان الإصدار الأول بناء على اقتراح كاتب هذه السطور.. الذى تولى إصدار هذه الصفحات فى سنواتها الأولى ثم تولى الإصدار الثانى الزميل الراحل محمد خليفة.. وتبعه بعد ذلك الزملاء الذى يتولون الإصدار الثانى حتى الآن.
وأشير هنا إلى الصفحات التعليمية فى الإصدار الأول لم تكن تتوقف بعد انتهاء الدراسة.. وإنما كانت تستمر بمواد أخرى بينها المسابقات الثقافية والعلمية وتقديم عرض مصدر ومسلسل يومياً للروايات والكتب الأدبية المقررة لمختلف المراحل، باللغتين العربية والإنجليزية وبريشة كبار رسامى الجمهورية.. كما أن الإصدار الأول للصفحات التعليمية تبنى إصدار سلسلة كتب شملت الروايات والقصص المقرر على الثانوية العامة.
وفى إصدارها الثانى.. يتولى الملحق التعليمى أيضاً إصدار سلسلة من الكتب التعليمية لمختلف المناهج ولمختلف السنوات الدراسية.. وفى نفس العام الذى صدرت فيه أول صفحة تعليمية.. عام 1968.. قدم كاتب هذه السطور مبادرة أخرى لتشجيع الطلاب على التفوق.. وهى رحلة أوائل الثانوية العامة التى سافر فيها الأوائل لأول مرة إلى لبنان فى صيف عام 1968.. ثم تطورت المرحلة فى عاميها الثانى والثالث إلى رحلة بحرية إلى أوروبا يزورون فيها اليونان وإيطاليا.. وكانت بالتعاون مع الشركة المصرية للملاحة.. وجرى بعد ذلك التعاون مع مصر للطيران لزيارة عدد من الدول الأوروبية.. وقد نظمت «الجمهورية» هذه الرحلة للمرة السابعة والخمسين فى شهر سبتمبر الماضى.. وقد أصبحت هذه الرحلة بمثابة مشروع قومى لإعداد النوابغ من أبنائنا.. ليبدأوا حياتهم الجامعية وقد تعرفوا على العالم من حولهم.. وتزودوا بالكثير من المعارف والخبرات.. وتضمنت الآفاق أمامهم لمواصلة النجاح والتفوق.
وقد واصل معظم من شارك فى رحلة «الجمهورية» لأوائل الثانوية العامة تفوقهم فى مراحل دراستهم الجامعية.. ووصلوا إلى مناصب الأساتذة والعمداء فى كلياتهم.. كما وصل عدد منهم إلى مناصب وزارية لعل آخرهم هو الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج.. وتتواصل مسيرة الصحافة التعليمية فى «الجمهورية» بنجاح كبير من خلال ملحقها اليومى الذى يوفر فرصة التفوق لقرائه فى مختلف مراحل وسنوات التعليم.. والذى أصبحت «الجمهورية» من خلاله فى بيت كل أسرة لديها أبناء يدرسون فى مختلف المراحل الدراسية أو طلاب فى الثانوية العامة يضعون أمامهم هدف التفوق والفوز بالسفر فى رحلة أوائل الثانوية العامة.
فضل «الجمهورية» عليَّ عظيم
د.وجدى زين الدين
تعد جريدة الجمهورية، التي ولدت من رحم ثورة 23 يوليو عندما تم تأسيسها عام 1953، شاهداً على حقبة حافلة بالأحداث والتغيرات الجذرية التي شهدتها مصر. لقد تجاوز دورها كوسيلة إعلامية تقليدية لتصبح جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري، حيث ساهمت بشكل فعَّال في صياغة الأحداث وتوجيه الرأي العام.. فمنذ تأسيسها، لعبت الجريدة دورا محوريا في نقل الأخبار والأحداث الجارية، وتفسيرها وتحليلها للقراء. لقد كانت ومازالت صوتا للشعب، معبرة عن آماله وتطلعاته، وكذلك معبرة عن الدولة بسياساتها ومشاريعها التنموية، كما كانت منصة للأحزاب والقوى السياسية للتعبير عن آرائها. هذا الدور الفريد جعلها شريكا أساسيا في بناء الدولة الحديثة، حيث ساهمت في تعبئة الرأي العام خلف القضايا الوطنية، ودعَّمت الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة.. ولم يقتصر دور جريدة الجمهورية على نقل الأخبار فحسب، بل امتد إلى مجال الثقافة والأدب، حيث نشرت العديد من المقالات والتحقيقات التي تناولت القضايا الثقافية والفكرية والفنية، ودعَّمت المبدعين المصريين. كما كانت منصة للنقاش الفكري والحوار حول القضايا المعاصرة، مما ساهم في تشكيل الوعي الوطني وتعميق الحس الوطني لدى القراء.
مع مرور الزمن، تطورت جريدة الجمهورية وتكيَّفت مع التغيرات التي شهدها العالم والإعلام، ولكنها حافظت على هويتها الوطنية ورسالتها الإعلامية. لقد مرت بتجارب صعبة، وتحديات كبيرة، إلا أنها استطاعت الصمود والبقاء، شاهدة على تاريخ مصر الحديث، ومؤثرة في مسيرته.. إن الأثر التاريخي لجريدة الجمهورية لا يقتصر على دورها في نقل الأخبار وتوجيه الرأي العام، بل يتجاوز ذلك إلى إسهامها في بناء الذاكرة الوطنية، وحفظ التراث الثقافي، وتوثيق الأحداث التاريخية. لقد كانت مرآة عاكسة للمجتمع المصري، وسجلت تحولاته وتطوراته، مما يجعلها مرجعا مهماً للباحثين والدارسين.
ويمكن القول إن جريدة الجمهورية تعد إحدى المؤسسات الإعلامية الرائدة في مصر، والتي تركت بصمة واضحة على المشهد الإعلامي والثقافي. لقد ساهمت بشكل كبير في صياغة الأحداث وتوجيه الرأي العام، وحافظت على هويتها الوطنية ورسالتها الإعلامية على مر العصور.
وتحتفل جريدة الجمهورية، اليوم بذكرى تأسيسها باعتبارها صرخة إعلامية التي أطلقتها ثورة يوليو، بمسيرة حافلة بالإنجازات والتأثير العميق على المشهدين الإعلامي والثقافي المصري. لطالما كانت الجمهورية أكثر من مجرد صحيفة يومية، فهي منارة للصحافة المصرية، ومصدر موثوق للأخبار والتحليلات، وساحة للتعبير عن الرأي العام. وعلى مر السنين، ساهمت الجريدة في صياغة الوعي الوطني، ودعمت القضايا العربية، وشكلت أجيالًا من الصحفيين والكتَّاب.
ولعل من أبرز الدلائل على أهمية جريدة الجمهورية في المشهد الأكاديمي، هو الدور الكبير الذي لعبته في مسيرتى الشخصية فقد اعتمدت على أرشيف الجريدة الغني والموثوق به في إعداد رسالتي الماجستير والدكتوراه، حول اتجاهات النقد الأدبى فى الصحافة المصرية، والاتجاه الاشتراكي فى الإبداع والنقد خلال الفترة من 1952 إلى 1967 ، حيث قدمت لى الجريدة مادة بحثية لا تقدَّر بثمن، مكنتنى من الوصول إلى معلومات دقيقة وشاملة حول تاريخ مصر الحديث، وتطورات الأحداث السياسية والاجتماعية في فترة زمنية حاسمة.
إن اعتماد الباحثين على مصادر موثوقة مثل جريدة الجمهورية، يعكس أهمية الصحافة التاريخية في حفظ الذاكرة الوطنية، وتوفير المادة الخام للباحثين والدارسين. كما يؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه الصحافة في بناء المعرفة وتطوير المجتمعات.
وفي هذا اليوم، نتذكر بكل فخر مسيرة جريدة الجمهورية، ونثمِّن دورها في صناعة التاريخ، ونشيد بجهود الباحثين الذين استفادوا من أرشيفها الغني. كما نؤكد على أهمية الحفاظ على هذا الأرشيف الثمين، وتطويره ليكون متاحا للباحثين والمهتمين بالتاريخ والمعرفة.ولذلك كان فضل الجمهورية علىَّ عظيما.
ولعبت جريدة الجمهورية دورا محوريا في تشكيل الرأي العام وبناء الهوية الوطنية في مصر منذ تأسيسها. فباعتبارها لسان حال الثورة المصرية، نجحت في الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع المصري ونقل رؤيتها وتطلعاتها.. وسعت الجريدة جاهدة إلى غرس القيم الوطنية في نفوس القراء، مثل حب الوطن والانتماء إليه والتضحية من أجله، مما ساهم في تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية والتكاتف بين المصريين. كما لعبت دوراً مهماً في توعية الرأي العام بالقضايا الوطنية، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الوطن، وحشد الجماهير لدعم القضايا الوطنية.وقدمت الجريدة دعما قويا للقضايا القومية، مثل قضية فلسطين، وقضايا الوحدة العربية، مما ساهم في تعزيز الشعور بالانتماء إلى الأمة العربية.وحرصت الجريدة على تغطية الأحداث المهمة التي تشهدها مصر والعالم العربي، مما ساهم في إطلاع القراء على آخر المستجدات، وتكوين رأي عام مستنير حول هذه الأحداث.. كما امتد تأثير جريدة الجمهورية إلى الأجيال المتعاقبة، حيث ساهمت في تكوين وعي وطني لدى الشباب، وحفَّزتهم على المشاركة في بناء الوطن. كما أنها أصبحت مرجعًا مهمًا للباحثين والدارسين للتاريخ المصري المعاصر.. وفى النهاية تعتبر جريدة الجمهورية واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية في مصر، وقد ساهمت بشكل كبير في بناء الوعي الوطني وتشكيل الهوية المصرية. ورغم التحديات التي تواجهها، إلا أنها لا تزال تلعب دورا حيويا في المجتمع المصري.