‹خلية نحل».. هذا هو مشهد العمل داخل اروقة اللجنة الاوليمبية المصرية، ورغم ازدحام جدول اعمال المهندس ياسر ادريس رئيس اللجنة الاوليمبية الا انه اختص « الجمهورية» باجراء أول حوار معه عقب فوزه برئاسة اللجنة، حيث كشف خلال الحوار عن اهم الملفات المطروحة امام اللجنة وخطتها للعمل خلال الاربع سنوات المقبلة وحتى موعد اوليميباد لوس انجلوس 2028، اضافه لحديثه عن العديد من الموضوعات الاخرى والتى نستعرضها فى سياق الحوار التالى ..
> ما هى رؤيتكم للعمل خلال الفترة المقبلة وكيف ستختلف عن الفترة السابقة؟
>> عندما توليت رئاسة اللجنة قبل انطلاق اوليمبياد باريس بفترة قصيرة، حاولت قدر الامكان أن اعيد ترتيب المشهد فى ظل ظروف شديدة الصعوبة لان الامور كانت تسير نحو ازمة حقيقية للرياضة المصرية ، ولكن الحمد لله واصلنا العمل بمساعدة وزارة الشباب والرياضة برئاسة د. اشرف صبحى والتى كان لها دور كبير ومؤثر فى دعم اللجنة الاوليمبية وقراراتها، وساعدنا ذلك على وضع خطط سريعة وآنية لتحقيق اهداف اوليمبياد باريس، وهذه الاهداف تحقق بعضها والبعض الاخر لم يتحقق، واحرز بعض اللاعبين ميداليات والبعض الاخر لم يحرز، وهذه هى النقطة التى سنبدأ منها العمل فى اللجنة خلال الفترة المقبلة.
فالتخطيط حاليا هو الاساس بالنسبة لنا، وبدأنا الاعداد بشكل جيد له، وبالفعل انشأنا لجنة التخطيط برئاسة كابتن خالد فتحى رئيس اتحاد كرة اليد، وهو شخص مشهود له بالكفاءة فى هذا المجال، وستعمل هذه اللجنة على وضع خطط استراتيجية فنية لكافة البطولات خلال الفترة المقبلة، استعدادا للمشاركة فى البطولات والدورات المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية «لوس أنجلوس 2028».
وهذا بالتأكيد سيسهم فى تحقيق إنجازات رياضية وميداليات تليق بمكانة مصر بالمنافسات الدولية والاوليمبية.
> تحدثتم عن الدعم الكبير الذى تلقاه اللجنة الاوليمبية من وزارة الرياضة، رغم حديث البعض عن اختلافات الرؤى بعض الاحيان بين المؤسستين، فما تعليقك على ذلك؟
>> بداية يجب ان يعلم الجميع ان اللجنة الاوليمبية والاتحادات الرياضية تحصل على دعمها من الدولة ووزارة الشباب والرياضة، وبالتالى فليس من المنطقى او الطبيعى ان يحدث خلاف بينهم، واقولها بصراحه شديدة انتهى زمن عدم التوافق بين الوزارة واللجنة الاوليمبية ولن يعود اطلاقا على الاقل خلال فترة تواجدى فى رئاسة اللجنة الاوليمبية، ففى النهاية كلنا نمثل بلد واحد قوى هو مصر، ونعمل لهدف واحد هو خدمة الرياضة المصرية واؤكد اننا جميعا «شركاء عمل»، ولكى ينجح هذا العمل فان التوافق ودعم كلا منا للاخر هو السبيل لتحقيق النجاحات التى نطمح جميعا اليها، وهو ما رأيناه من قيادات الدولة والوزارة على مدار الفترة الماضية التى دعمت وساندت اللجنة وجميع الاتحادات وانعكس ذلك على انجازات عدة حققتها الرياضة المصرية خلال الاشهر الماضية والحمد لله.
> فى رايك.. كيف ساعد دعم القيادة السياسية المتواصل فى تحقيق انجازات غير مسبوقة لابطالنا الرياضيين فى كافة الالعاب؟
>> دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى لابطالنا الرياضيين هو اساس النجاحات التى تحققت ومازالت تتحقق فى مختلف الالعاب، فالقاعدة الاولى لتحقيق النجاحات هى وجود امكانيات، والحمد لله مصر اصبحت تنافس أقوى دول العالم فى صورة الملاعب والمنشأت الرياضية والكوادر المؤهله، كذلك يحتاج النجاح للدعم المادى والمعنوى وهو ما تحقق من خلال حرص السيد الرئيس المتواصل على تشجيع لاعبينا وتكريمهم وتهنئتهم على الانجازات المختلفة، الى جانب رفع مكافات الفوز عن مختلف البطولات، هذا بخلاف المشاركات المتواصلة للاعبينا فى مختلف البطولات العالمية، وخاصة تلك التى اصبحت تقام على ارض مصر بتنظيم واعداد مصرى كامل ،فالرياضة الان تعيش عصرها الذهبى وكل هذا بدعم كامل من فخامة الرئيس الذى يؤمن ايمانا كاملا بقدرات شباب الرياضيين وامكانياتهم فى تحقيق الالقاب والمنافسه بقوة فى كافة الالعاب ،الى جانب الدعم الكبير ايضا من رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة بما يسمح لنا كلجنة اوليمبية واتحادات رياضية ومدربين ولاعبين واداريين بالعمل وفق مناخ صحى ودافع قوى قادر على تحقيق الانجازات التى نطمح لها بالرياضة المصرية.
> كيف ترى الاكتساح المصرى لعضوية الاتحادات الافريقيه والعربية مؤخرا؟
>> كما ذكرت ،فان الاستقرار والمناخ الصحى الرياضى الحالى هو الذى جعل هناك اكتساحاً مصرياً واضحاً للمناصب القيادية وعضويات لجان الاتحادات الدولية والافريقية والعربية لمختلف الالعاب، فمصر هى قلب افريقيا وتحرص على التعاون الافريقى والعربى مع مختلف الاتحادات الرياضية فى شتى المجالات، ومع قوة الامكانيات المصرية فمن الطبيعى ان يكون هناك مناصب لمصر تستطيع من خلالها خدمة اشقائها فى افريقيا أو الدول العربية، وتؤكد بها على قوة الرياضة المصرية ومكانتها الدولية، وللاسف الشديد عانينا فى فترة من الفترات من الصراعات بين اعضاء الاتحاد الواحد فى مصر الامر الذى نتج عنه ضياع العديد من المقاعد علينا فى عضويات الاتحادات الافريقيه والعربية، لكن الان الحمد لله الجميع يعمل فى تعاون لصالح هدف واحد هو خدمة الرياضة المصرية سواء داخل الاتحاد الواحد ،او حتى من خلال مساعدة الاتحادات لبعضها البعض فالمهم اولا واخيرا هو تطوير الرياضة المصرية وتأكيد مكانتها دوليا وافريقيا وعربيا.
> فى اعقاب اوليمبياد باريس تحدث البعض عن ضرورة انهاء زمن التمثيل المشرف، وان يسافر فقط من سيحصل على ميدالية .. هل تتفق مع ذلك؟
>> بالنسبة لاوليمبياد لوس انجلوس 2028 فان اللجنة تعمل فى اتجاهين معا، الاول ان يسافر من تؤهله ارقامه وفرصه فى الحصول على ميدالية أو تحقيق مركز متقدم جدا، والاتجاه الآخر هو ان يسافر ايضا الشباب الذى لديه فرصة فى الاوليمبياد الذى يليه، وهو ما تحقق بالفعل فى باريس، فلاعب السلاح محمد السيد فى اوليمبياد طوكيو 2020، حصل على مركز متقدم، ولكنه فى باريس استكمل مشواره وحصل على الميدالية البرونزية، وهو ما سنحاول تكراره الاوليمبياد المقبل وستعمل عليه لجنة التخطيط بالتركيز على الشباب الواعد الذى يستحق الفرصة للمشاركة، وكل هذا بالاتفاق مع الدولة حتى نحقق افضل النتائج بالارقام.
> خلال ازمة مباراة القمة كثرت الاقاويل عن عدم اختصاص اللجنة بالتدخل.. ولكنكم واصلتم العمل حتى تأكدتم من صحة الاجراءات ..كيف تعاملتم مع هذه الازمة؟
>>الجميع يعلم ان اللجنة الأولمبية من حقها مناقشة أى شكوى يتم تقديمها من الأندية، حيث يكون دورها متابعة تنفيذ اللوائح بشكل صحيح، وهو ما حدث فى ازمة مباراة القمة، حيث تلقت اللجنة شكوى من النادى الاهلي، وبدأنا فى دراسة الشكوى لمتابعة تنفيذ اللوائح التى طبقت اذا كانت بشكل صحيح أو غير صحيح، وبعد الدراسة ثبت لدينا ان رابطة الاندية قد طبقت الاجراءات بشكل سليم فاعتمدنا اجراءاتها، فنحن هنا لانتدخل فى القرارات الفنية للاتحادات ولسنا جهة لاصدار الاحكام ،ولكن نتابع فقط اجراءات تنفيذ اللوائح .
> ملف اوليمبياد 2036 أحد أبرز الملفات على طاولة اللجنة الاوليمبية حالياً.. إلى أى مدى وصل العمل فى هذا الملف؟
>> تنظيم مصر لاوليمبياد 2036 أو 2040 سيكون بالتأكيد حدثا تاريخيا وفريدا، والحمد لله لدينا فرص قوية فى ضوء المنشآت الرياضية والملاعب والتطورات الهائلة التى حدثت فى البنيه الرياضية المصرية خلال السنوات الاخيرة، ولكن الملف لابد ان يتقدم من خلال شركات محترفة وهذا ما نبحثه حالياً مع وزارة الشباب والرياضة، وباذن الله ستكون أول بروفة مصغرة حقيقية لذلك هو استضافة مصر لدورة الالعاب الافريقية 2027، حيث سيشاهد العالم اجمع عن قرب المدينة الاوليمبية بالعاصمة الادارية وملاعب التدريب والاستادات والصالات المغطاة، الى جانب فنادق الاقامة ،وشبكة الطرق والمواصلات الحديثة والمونوريل وخطوط المترو الممتدة حيث ستظهر امكانيات البنية التحتية الرياضية فى مصر عن قرب إلى العالم اجمع.
> بصفتك رئيسا للاتحاد المصرى للسباحه..ما توقعاتك لحظوظ السباحة المصرية باوليمبياد لوس انجلوس خاصة بعد ادراج سباق 50 م بالسباق الاوليمبي؟
>> بالفعل تتميز مصر فى سباق الـ 50 م سواء من خلال الرجال مثل ابطالنا عبد الرحمن سامح ويوسف رمضان، او السباحات مثل فريدة عثمان، وبالتأكيد ادراج السباق اوليمبيا يعطينا فرصة جيدة وقوية للظهور، الى جانب التطور الكبيرفى الغطس عبر لاعبينا مها عامر ومحمد فاروق، ونتمنى لهم جميعا التوفيق ،ولكن لطول المدة حيث نتحدث عن 3 سنوات لاتزال متبقية، فنحن الى جانبهم بدأنا بالفعل فى اعداد جيل جديد من اللاعبين واللاعبات يسير جنبا الى جنب معهم ويستفيد من خبراتهم خلال الفترة المقبلة.
> اخيرا.. كيف ترى الانتخابات التاريخية التى اقيمت قبل ايام لأول مرة للجنة اللاعبين؟
>> انتخابات لجنة اللاعبين حدث تاريخى اقيم لاول مرة فى تاريخ اللجنة الاوليمبية المصرية وفقا لقرارات اللجنة الاوليمبية الدولية، والحمد لله شهدت مشاركة واسعه من جانب لاعبينا وخرجت فى افضل صورة ممكنة، واتمنى لجميع الاعضاء التوفيق خاصة ان الانتخابات هدفها الاساسى تمكين الرياضيين من المشاركة فى صنع القرار الرياضى خلال المرحلة المقبلة التى تتطلب بذل كل الجهد من أجل تحقيق ما نسعى إليه جميعا وهو الارتقاء بالألعاب الأولمبية والتمثيل المشرف الذى يليق بالرياضة المصرية ويلبى طموحات الشعب المصري.