اصطفاف الدول العربية على قلب رجل واحد يقضى على أطماع أمريكا وإسرائيل
التضامن العربى أصبح ضرورة ملحة وملزمة فى هذا الوقت بالذات لمواجهة كل التحديات التى يتم فرضها على الساحة حاليا وأهمها قضية التهجير بالنسبة للفلسطينيين وغيرها من القضايا الأخرى فما يتم من ضغوط لتمرير قضية تهجير الفلسطينيين يتطلب ان يكون هناك تكاتف وتكتل وتكامل وشراكة قوية بين الدول العربية لرفع شعار الاتحاد قوة والتفرقة هزيمة التى يسعى إلى تحقيقها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ويدعمه فى ذلك الرئيس الأمريكى ترامب.
فاصطفاف الدول العربية على قلب رجل واحد يقضى على اطماع أمريكا وإسرائيل ويظهر قدرة الدول العربية على أنها تستطيع تحقيق الكثير والكثير من تكتلها واتحادها وتفرض إرادتها ومقترحاتها.. فالقمة العربية القادمة يجب ان تتبلور فى قرارات وحدة المصير والتأكيد على حرصهم على الوحدة والتضامن مع بعضهم وكان لمصر الفضل فى التدخل لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة فى فلسطين على مدار عقود طويلة ولعبت دوراً قيادياً للحفاظ على التضامن وعلى وحدة العرب وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى مرارا وتكرارا خلال الفترة الماضية حيث أكد أن الأمن القومى العربى هو كل لا يتجزا وأنه حان الوقت لأخذ زمام المبادرة للحفاظ عليه بما فى ذلك الخطوات المهمة لتفعيل هذا التضامن على أرض الواقع.
فالتضامن العربى أصبح ضرورة ملحة وحتمية وليس رفاهية واختيارا وإنما واقع لابد من العمل على إنجاحه وهذا لن يتحقق إلا من خلال التحالف والتضامن والوحدة العربية.. فالمخاطر أصبحت محدقة من مختلف الاتجاهات وتهدد الاستقرار وتنذر بحدوث تداعيات فى المنطقة العربية نحن فى غنى عنها.. فالتكتل والصمود والتكامل يجعل الدول العربية قادرة على تحقيق كل ما تريده بكل جرأة وقوة وشجاعة دون تردد أو تخوف.. فالحفاظ على وحدة التضامن الدول العربية وتلاحمها مع بعضها البعض فى هذا الوقت بالذات يضمن مستقبلا وحياة مستقرة لشعوبها ويحمى مقدراتها.. فالتكامل بين الدول العربية سيساهم فى تعظيم الاعتماد على قدراتنا الذاتية التى من خلالها يمكن تلبية الجزء الأكبر من الاحتياجات الأساسية لشعوبنا ونصبح قادرين على اتخاذ القرارات التى تناسبنا.
فالبعد الإستراتيجى للأمن القومى العربى يجسد قدرة الدول العربية على الوقوف بكل صلابة وقوة ضد أى محاولات للضغط عليها لقبول أى توصيات أو قرارات تفرض عليها وقد تجسدت قوة التضامن العربى فى الفترات السابقة فى مواقف عديدة لا تغيب عن الأذهان فكان أهمها موقفها فى حرب 1973 والذى كان له تأثير فعال وساهم فى تحقيق النصر لمصر والتصدى لإسرائيل وأمريكا بكل قوة.. لقد حان الوقت لاستعادة التضامن والتحالف العربى من جديد لأنه السبيل الوحيد لمواجهة التحديات غير المسبوقة لأن استمرار الانقسام والتشتيت والفرقة سيؤدى إلى الضعف والاستهتار حيث لا يمكن لأى دولة عربية بمفردها أن تواجه كل هذه التحديات فى ظل غياب التضامن العربى الذى قد يتسبب فى المزيد من تفاقم الأزمات العربية والمشكلات وينشئ فراغات عديدة تسعى قوى خارجية عديدة لملئها مما يهدد المصالح العربية العامة.. ولا شك ان القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب الأولى فى الوقت الراهن بما لها من أهمية فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة وتبرز أهمية التضامن العربى فى دعم عملية السلام العادل والشامل الذى يقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
فمصر والمملكة العربية السعودية ستبقيان صمام الأمان للدول العربية وذلك لتمتعهما بمكانة ونموذج إقليميين لا يستهان بهما حيث كان للقاهرة والرياض الدور الأبرز فى حشد القوى العربية تحت راية الجامعة العربية ولعبت مصر أدوارا لا يستهان بها فى دعم الدول العربية فى مواجهة القوى الاستعمارية على مدار التاريخ.