المواطـن هـو الأهـم.. والأمـن القومـى خـط أحمـر
عام جديد يبدأ، ومصر تواصل تحدى التحدى وتستكمل البناء دون توقف، التحديات كثيرة، محيط إقليمي مشتعل يفرض على المنطقة عدم الاستقرار، ودول تسقط بمؤامرات ومخططات واضحة للجميع، وعالم كله يموج بالصراعات والتقاتل، ويدفع ثمن كل هذا الاقتصاد الذي يعاني، المواطن الذي يواجه الصعب، والدول التي تصارع من أجل أن تستمر.
وسط كل هذا، تبقى لمصر تحديات أخرى خاصة بها، فهي تواجه مثل بقية الدول تداعيات حروب المنطقة والصراعات الإقليمية والعالمية ونتائج التغيرات المناخية، لكنها أيضًا تواجه حربًا شرسة تستهدف مصر تحديدًا، حربا مخططة مخابراتيا وتنفذها جماعة إرهابية خائنة للوطن والدين، أكاذيب لا تتوقف وسيل من الشائعات التي تستهدف الفتنة بين الشعب ومؤسسات دولته، والتشكيك في كل انجاز والتحريض على الغضب والتخريب، حربًا تستهدف العقل المصرى والضغط على الاقتصاد وحصار الدولة.
لكن رغم كل هذا ترفض الدولة المصرية الاستسلام، بل تُصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مواصلة الطريق، بناء مستمر وعمران في كل مكان، انجاز يتلوه انجاز، تسير الدولة واثقة من قدراتها، ومن وعى شعبها بكل ما يخطط لها.
عام 2024 كان واحدا من الأعوام الصعبة على مصر، حزام النار حولها ازداد اشتعالاً بما تعرضت له غزة والحرب الإسرائيلية البشعة، وما يحدث في السودان، وما تشهده منطقة البحر الأحمر وتراجع عوائد قناة السويس بأكثر من 6 مليارات دولار في عشرة أشهر، وفي الوقت نفسه زادت الحرب على مصر شراسة بالشائعات والأكاذيب، لتؤكد أننا سندخل العام الجديد بنفس التحديات.
فليس هناك شيء متغير، الحرب على مصر واستهدافها سيتواصل، والمحيط الإقليمي المضطرب لم يشهد أي تحسن بل تسوء الأوضاع يوما بعد الآخر بما يحدث في سوريا واليمن ومناطق أخرى.
لكن تظل مصر على اليقين والثبات والصمود والإصرار على استكمال البناء، تتعامل بكل حذر وحسم في حماية أمنها القومي وتأمين حدودها وأرضها ضد أي محاولات للمساس بها، أو أي مخططات موجهة لها، وفى الوقت نفسه تواصل استكمال بناء الدولة وامتلاك عناصر القوة التي تحقق مستوى معيشيا كريما للمواطن.
لقد نجحت الدولة المصرية خلال العام الماضى رغم صعوبة التحدى أن تحقق الأمن والاستقرار الداخلي، فرضت على الجميع احترام حدودها وخطوطها الحمراء، ووقفت بحسم ضد أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي، وفي الوقت نفسه نجحت في توفير السلع الأساسية للمواطنين والحفاظ قدر الامكان على التوازن في الأسواق.
ليس هذا فحسب بل واصلت خطتها للإصلاح الاقتصادي واتجهت بكل قوة الملف الصناعة الذي تراهن عليه لتحقيق نقلة كبيرة واجهت الدولة بثبات التغير في أسواق العملة وحققت مرونة للجنيه أوقضت مؤامرة السوق السوداء.
وأعادت إلى الحياة قلاعا صناعية وطنية كانت معطلة أو متوقفة لسنوات طويلة، واصلت استصلاح واستزراع الأراضي الصحراوية لإضافة نحو 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية التحقيق أكبر قد من الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية.
استكملت خطة المشروع القومى للطرق الذي فتح شرايين الدولة وخلق محاور تنموية جديدة، واستكملت أيضا المشروع القومي للإسكان الاجتماعي وفي الوقت نفسه لم تتوقف عن رؤية بناء الإنسان، وتفعيل المبادرات الرئاسية التى تستهدف التخفيف عن المواطن ودعمه ورعايته.
مشروعات عملاقة تم استكمالها أو اطلاقها ضمن خطة البناء، وبالتزامن كانت خطة استكمال تطوير القوات المسلحة لتظل تمتلك قدرات الردع والحماية للأمن القومى المصرى ومقدرات الشعب، وكذلك تطوير قدرات الشرطة لتحفظ الأمن الداخلي.
الكثير تحقق فى 2024 رغم كل التحديات غير المسبوقة، ورغم أن بعض المؤسسات الدولية بدأت العام بتخفيض لتصنيف مصر وتوقعات سلبية لاقتصادها، لكن سرعان ما عادت هذه المؤسسات نفسها لتصلح من توقعاتها وتحولها إلى ايجابية بل وتؤكد أن الاقتصاد المصرى واعد ومن الاقتصادات المبشرة في الأعوام القادمة.
ولم يكن هذا من فراغ، وإنما جاء نتيجة عمل مستمر، فالدولة لم يتمكن منها اليأس كما كانوا يريدون، ولم تستسلم كما كانوا يخططون لها، بل تحدت كل الظروف، واستكملت خطة الإصلاح التي غيرت المعادلة وانقذت الوطن من الغرق اقتصاديا.
جاءت الصفقات الاستثمارية الكبرى لتقفز بالتصنيف المصرى مثل رأس الحكمة، واستعادت السياحة جزءاً من قدراتها لتحقق رقما غير مسبوق، وعادت تحويلات المصريين بالخارج إلى سابق عهدها وزيادة.
وكلمة السر كانت الإصلاحات الجريئة في وقت عصيب وحزمة الحوافز التي غيرت المشهد والأهم هو الثبات المصرى في مواجهة المخاطر والتحديات وإدراك العالم أن استقرار مصر ليس رفاهية بل ضرورة للاستقرار بالمنطقة والعالم.
وفوق كل هذا الرؤية الشاملة لقيادة الدولة متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يعرف ماذا يريد لمصر، ولم يخش من أي خطر، ولم يهمل أي ملف، بل فتح كل الملفات بثقة، وأطلق الحوار الوطني الذي جمع كل المصريين على مائدة واحدة هدفها الوطن وبناء الجمهورية الجديدة وخاض تجربة إصلاح سياسي غير مسبوقة وحقق لخطوات كبيرة في ملف حقوق الإنسان.
عام 2024 يمكن وصفه فى مصر بأنه عام التغيير.. تغيير في الاستراتيجية والسياسات بما يتوافق مع الظروف المستحدثة في المنطقة.
تغيير في الاشخاص بحكومة جديدة ومحافظين جدد وهيئات بتشكيلات مختلفة.
تغيير في التعامل مع الملفات الأساسية الصعبة، وأهمها الاقتصاد والصناعة التى أصبحت فى مقدمة الأولويات فكنا نتابع كل يوم قراراً جديداً أو اتفاقية يتم توقيعها أو عقداً لإقامة مشروع أو مصنع.
مصر بالفعل تتغير، وتحصد ثمار عشر سنوات من الجهد والعرق في سبيل البناء.
لم يكن من السهل أن يتحسن الاقتصاد دون تحمل تبعات الإصلاح الذي كان ضروريا وواجبا.
لم يكن من السهل أن يأتى الاستثمار دون أن تكون لدينا بنية كاملة، وطاقة وكهرباء وطرق، وتشريعات محفزة… لم يكن من السهل ضمان الاستقرار والأمن في إقليم مشتعل إلا بوجود قوات مسلحة قوية ورادعة.
وما كان ليتحقق كل ذلك إلا بوجود رؤية استشرافية شاملة واصرار على تحقيق الحلم.
في 2025 الذي سيبدأ خلال ساعات ورغم أن التحديات مستمرة، لكن ستظل مصر أيضا مستمرة في البناء واستكمال الإصلاح والتغيير،«حياة كريمة» المبادرة سوف تكتمل وسيشهد العام الجديد اطلاق المرحلة الثانية منها بتكلفة تتجاوز 400 مليار جنيه ومثلما تغيرت الحياة في أكثر من 1500 قرية بفضل المرحلة الأولى والتي كان أغلبها في الصعيد فسوف يتم تحسين مستوى أكثر من 1600 قرية أخرى في المرحلة الثانية.
لكن «حياة كريمة» ليست فقط مبادرة بل شعار للدولة المصرية الآن، ولذلك سوف تستمر كل مشروعات تحسين معيشة المصريين.
المشروعات الصحية ستتواصل وفي مقدمتها التأمين الصحى الشامل الذي سينطلق في محافظات جديدة لتقديم الرعاية الصحية بمعايير عالمية لملايين المصريين.
استكمال المشروعات الزراعية لتوفير الغذاء ومواصلة توفير المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية، وكذلك استكمال توفير الدواء للمصريين.
أيضا استكمال خطة الإصلاح، واطلاق العنان للأفكار والمشروعات الصناعية لتحقيق النقلة الاقتصادية الطموحة التي تستهدف توفير النسبة الأكبر من احتياجات المصريين وفي الوقت نفسه الوصول إلى حلم الـ 145 مليار دولار صادرات وتخفيض الواردات المعالجة أزمة الدولار.
سيتواصل العمل على تعمير وتنمية سيناء شمالاً وجنوبا بالزراعة والصناعة والتعليم وكل المشروعات التنموية. سيستمر جذب الاستثمارات المختلفة وسيتواصل العمل على تحسين الخدمات المقدمة للمواطن في كافة القطاعات.
سيتواصل العمل على تنفيذ بنود الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي ألزمت الدولة نفسها بتنفيذها، ستتواصل خطة الدولة لحماية محدودى الدخل والفقراء بحزم الحماية والدعم الذي سيصل إلى مستحقيه.
صحيح أنه عام متوقع أنه سيكون.. صعبًا.. لكن الدولة تصر على أن يكون عام بناء وانجاز لصالح المواطن.
فالمواطن هو الأهم فى خطط ورؤية الدولة، وهو المستهدف بكل المشروعات التى يتم تنفيذها والإصلاح الذي يتم.
ومثلما الأمن خط أحمر لا تسامح فى أى محاولة للمساس به.. فالمواطن خط أحمر.. فى احتياجاته ومتطلباته وحمايته من المخاطر.