لم أكن أنتوى ان ألتحق بخدمة صاحبة الجلالة فى الباب العالى وأقصد مجلس الوزراء لاننى منذ التحاقى بالعمل فى الجريدة استهوتنى الطريقة التى نجحت فى التعامل بها مع جميع الوزراء الذين خدمت معهم سواء كانوا للصناعة أو الاستثمار أو قطاع الاعمال وتتميز هذه الطريقة بمحاورة المسئول عن الاخبار الجديدة التى تهم القارئ وملاحقته فى كل مكان وليس مجرد ناقل لتصريحات المسئولين.
وطلبنى الكاتب الصحفى سمير رجب رئيس التحرير فى مكتبه وطلب منى نقل رسالة إلى عاطف عبيد وزير قطاع الاعمال فى هذا الوقت وتسجيل كل ردود فعله وطلبت مقابلة الوزير على انفراد حتى مسعود السكرتير الخاص طلبت منه الخروج من المكتب عدة دقائق حتى انتهى من نقل الرسالة ووجدت طلبى ثقيلاً عليه ونفذ طلبى بامتعاض.
قلت للوزير والذى احس من اصرارى على الخصوصية إن الرسالة تحمل أمراً خطيراً وإذا به يلف بجسمه دورة كاملة ويطلب منى سرد الرسالة وقلت له إن سمير رجب يبلغك انك ستتولى منصباً كبيراً خلال الاسابيع القادمة وطبعاً لم استطع تسجيل رد فعل عاطف عبيد كاملا وقال لى وهو مازال يعطى ظهره أنا سأخدم البلد فى أى موقع يطلب منى ذلك.
ورجعت إلى سمير رجب انقل له تفاصيل المقابلة وبعد أكثر من 6 اسابيع اعلنت رئاسة الجمهورية استقالة الجنزورى وتكليف عاطف عبيد رئيساً للوزراء وبدأت جميع الصحف تجتهد للوصول إلى أى أخبار جديدة حول الحكومة الجديدة وأخذت افكر للحصول على انفراد صحفى للجريدة ووضعت أمامى عدة خيارات أهمها ان عاطف عبيد لا يحب لصحفى أن يطلبه فى المنزل وقتلنى التفكير حتى وجدت نفسى امسك سماعة التليفون واحدث عبيد فى منزله السابعة صباحاً ورد الوزير وقلت له مبروك التكليف وعايز الحلاوة ورد الوزير ضاحكاً عايز ايه قلت له احكى لى تفاصيل يومك كاملاً وقد كان واتصلت على الفور بسمير رجب أحكى له اسرع حديث مع رئيس الوزراء الجديد ولم يختلف اليوم الثانى والثالث عن اليوم الأول وكل يوم تصريحات جديدة.
وكان عاطف عبيد يحرص على عقد بعض جلسات مجلس الوزراء فى معهد القادة وكان الصحفيون الذين تعاملوا معه كوزير قطاع الاعمال حريصين على مقابلته واخذ التصريحات الصحفية كرئيس وزراء وكان هو يرحب بذلك ويمنع أفراد الأمن حوله من الاحتكاك بهم.
وفى إحدى المرات كنت لوحدى فى معهد القادة وطلبت مقابلة رئيس ِالوزراء وقلت له عندى استفسار لماذا ستكون أول رئيس وزراء يمنع العلاوة الاجتماعية للموظفين فى شهر يوليه ورد قائلاً سأفكر فيها من جديد قلت سأكتب ما قلته وكان أسرع حديث صحفى تم نشره مانشيت للجريدة والحديث كاملاً فى صفحة ثالثة ولم يستهونى العمل فى مجلس الوزراء بعد ذلك حيث بدأ الحرس الخاص يضيقون على الصحفيين ويمنعون الاقتراب منه وقلت لنفسى انا مشوارى فى الباب العالى انتهى عند هذا الحد لانى كنت آمل أن أمارس طريقتى فى الانفراد للجريدة بأخبار جديدة مثلما كنت أعمل مع باقى الوزراء.