حسابات ومواقف
الهدف النهائى.. ضمان انفراد إسرائيل بالسلاح النووى
> هذه هى أفضل نهاية سعيدة لليلة عصيبة عاشها العالم بعد ضربة الصواريخ الإيرانية على قاعدة العديد فى قطر تم إسقاط عدد من الصواريخ على القاعدة الخالية من الجنود دون حدوث أضرار.
> ليلة عصيبة حبست أنفاس العالم لعدة ساعات.. بعد إغلاق المجال الجوى فجأة فى دول الخليج.. وانتظر العالم.. حتى خرج علينا ترامب ليوجه التهانى للعالم.. ويؤكد أن هذا هو وقت السلام.
لم ينس ترامب أن يوجه الشكر لإيران لأنها أبلغت أمريكا بالهجوم.. ودعا إسرائيل وإيران لوقف الحرب.. وهذه هى النهاية السعيدة على الطريقة الأمريكية.. أو على طريقة ترامب.
> قبلها بساعات هددت إيران بأن غارات القاذفات الأمريكية على فوردو ونطنز وأصفهان لن تمر بلا رد.. ويتضح فى النهاية أنها مجرد ضربة صاروخية محسوبة بدقة للغاية لحفظ ماء الوجه.. تعلن بعدها إيران استعدادها للتفاوض.. بل إنها أبلغت أمريكا بالضربة مسبقاً!! سيناريو مسرحى لحرب لن تحدث بين أمريكا وإيران.. على الأقل حالياً وحتى الآن.
عدوان ثنائي
> هذه هى «إستراتيجية صناعة الأزمات» على الطريقة الإسرائيلية لم يعد هناك تمييز بين ما هو إسرائيلى وما هو أمريكي.
ما هو إسرائيلي.. هو أمريكى الطائرات والصواريخ.. وما هو أمريكى يخدم بقاء ووجود إسرائيل.. الضربة الأمريكية لإيران تطبيق عملى لمبدأ حق القوة.. وليس قوة الحق. ولا وجود للضعفاء فى هذه الغابة الدولية على كوكب الأرض.
> صحيفة لوموند الفرنسية تؤكد أنه بالنسبة للرئيس ترامب.. فإن المهم هو أن يؤكد دائماً أن كل طرق الحرب والسلام فى الشرق الأوسط تمر عبر واشنطن!!
> حين قامت القاذفات الخفية الأمريكية بضرب مواقع إيران النووية فى جراحة عسكرية دقيقة.. اتضح أن «الأسد الصاعد» الحقيقى هو دونالد ترامب.. وليس بنيامين نتنياهو الذى ظل يستغيث بأمريكا للتدخل العسكرى المباشر فى الحرب وإكمال ما فشلت فيه إسرائيل. كواليس واشنطن تؤكد أن إسرائيل كانت فى الطريق للهزيمة وخسارة الحرب؟!
الهدف الثابت
> أمريكا القوة الأعظم فى العالم انحازت إلى جانب إسرائيل.. ضد إيران فى الحرب.. والهدف هو ضمان انفراد إسرائيل بامتلاك ترسانة نووية هائلة فى الشرق الأوسط.. نعم الهدف الإستراتيجى للحرب هو حرمان إيران نهائياً من امتلاك أى قدرات نووية تساعدها على امتلاك أسلحة نووية ذات يوم قريب أو بعيد.
> فى النهاية بعد كل هذه الغارات الإسرائيلية والأمريكية على مواقع إيران النووية.. ماذا حدث؟!
ربما تراجع برنامج إيران النووى إلى الوراء سنوات.. لكن هل انتهت طموحات إيران النووية؟!
> هناك إجماع فى واشنطن على أن إيران سوف تكون ثانى قوة نووية فى الشرق الأوسط بعد إسرائيل خلال السنوات القادمة وذلك مهما كانت الصفقة التى يمكن أن يتوصل إليها ترامب بالدبلوماسية مع إيران.
> ويتساءلون فى واشنطن أيضاً.. ما الهدف القادم لحروب إسرائيل الدائمة فى الشرق الأوسط؟!
الخداع الكبير
> ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو تمكن من وضع دونالد ترامب فى موقف أصبح فيه ظهره إلى الحائط وفرض عليه ضرورة التدخل العسكرى الأمريكى مع إسرائيل ضد إيران وتولى ترامب بنفسه قيادة وتنفيذ عملية خداع إستراتيجى لإيران.. فقد أعطى لإيران مهلة أسبوعين وخلال أقل من 36 ساعة بدأت ضربة الحسم الأمريكية لمواقع إيران النووية.. ومرة أخرى توفر لأمريكا الحماية الكاملة لإسرائيل فى وجودها وبقائها.. وعند الحاجة لا تتردد فى إنقاذها من الهزيمة.
> ضربات الصواريخ الإيرانية دمرت 16 موقعاً عسكرياً إستراتيجياً فى إسرائيل.. منها مقر وزارة الدفاع فى تل أبيب ومقر الموساد والعديد من القواعد الجوية.. أكدت مصادر إسرائيلية بأن ضربات الصواريخ الإيرانية كانت دقيقة ومباشرة ومفاجئة. ويضاف إلى ذلك ما حدث من دمار فى تل أبيب ومصفاة البترول فى حيفا وما حدث فى بئر سبع.. ومازالت الحياة فى إسرائيل مصابة بالشلل التام واجتماعات حكومة نتنياهو تتم فى خنادق تحت الأرض.
حتى تركيا
> لا تجرؤ دولة واحدة فى العالم على الدخول فى الحرب والصراعات المسلحة مع كل جيرانها.. وحتى من هم وراء جيرانها إسرائيل وحدها تفعل ذلك منذ 1948 وحتى اليوم.. إسرائيل دخلت فى حرب حتى مع من هم وراء جيرانها.. كما يحدث حالياً مع إيران يكفى أن تركيا أعلنت مؤخراً أنها سوف تقوم بتطوير وإنتاج المزيد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وبعيدة المدى تحسباً لأى مواقف طارئة فى الشرق الأوسط بعد الحرب الإسرائيلية على إيران!!
> لا يوجد ما يدفع إسرائيل للحرب سوى الدعم العسكرى والمالى الأمريكي.. الذى ليس له نهاية!!
لن يتغير
ويؤكد الأمريكى جيمس ديدانس أن الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران مهما كانت لن تغير الواقع الإستراتيجى فى الشرق الأوسط على المدى البعيد ويؤكد أنه مهما كانت الضربات الأمريكية والإسرائيلية على إيران.. فإنها سوف تسعى فى النهاية للحصول على السلاح النووي.. حتى لو تم التوصل مع صفقة واتفاق تفاوضى جديد معها كما يريد ترامب.
وإيران سوف تبقى قوة إقليمية وسكانية كبري. لا يمكن لأمريكا احتلال إيران بالقوة المسلحة بتعدادها السكانى الكبير.. أكثر من 90 مليون نسمة بما يؤكد أن واقع إيران الإستراتيجى لن يتغير فى الشرق الأوسط ويمكن لإيران إعادة بناء قدراتها الصاروخية سريعاً بعد وقف النار.. وامتلاك السلاح النووى هو لعبتها القادمة.. سراً أو علناً.. سلمياً أو حرباً.
> ويقول ديدانس أنه توجد حقيقة وهى أن المجتمع العسكرى الصناعى بالبنتاجون.. هو القوة الحاكمة لمؤسسة الأمن القومى للإمبراطورية الأمريكية التى تتمسك بمبادئ حكماء صهيون وبقاء إسرائيل وتوسعات إسرائيل الاستيطانية.
بلاد فارس
> ويحذر الأمريكى روبرت موللى من أن إيران لا يمكنها الاستسلام للشروط الأمريكية فى أى صفقة نووية حتى فى المفاوضات سوف تدافع إيران عن كبريائها القوى أمام العالم.. وفى النهاية لن يتحقق لأمريكا ولإسرائيل النصر على إيران بصورة كاملة.. ضربات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل تؤكد أن إيران مازالت تقف على أقدامها فى الحرب.. حتى لو كانت جريحة!!
ربما تصبح أمريكا قوة هيمنة بلا منافس فى الشرق الأوسط لكن نشوة النصر قد تأخذ الرئيس ترامب إلى الأوهام وأشباح التاريخ. قد تبدو إيران حتى نمراً من ورق.
من الخفى
> لكن إسرائيل لا يمكنها تغيير النظام الحاكم فى إيران بغارات جوية من السماء!! هناك فوضى قادمة فى الشرق الأوسط.. الوضع الراهن بعدما تعرضت له إيران من ضربات يمكن أن يدوم لبعض الوقت.. وليس كل الوقت.
> المهمة التى أتمها ترامب بتدمير موقع فوردو النووى سوف تذهب نتائجه أدراج الرياح خلال شهور أو حتى سنوات معدودة جداً.. لكن ماذا بعد؟!
القصة لم تنته بعد القوة مهما كانت غاشمة مثل قوة الردع الأمريكية.. فإنها سوف تؤدى لظهور قوة مضادة، وكلما اقتربت أمريكا وإسرائيل من النصر المزعوم.. كما اقتربت المنطقة من المخاطر الكبرى والغضب القومى الإيرانى الفارسى قادم وصاعق كما يقول روبرت موللي.. وهذا النوع من النصر لا يضع أمريكا وإسرائيل فى المكان الآمن فى الشرق الأوسط.
سخريات الزمن والتاريخ لا حدود لها، هذا النوع من النصر لا يدوم طويلاً.. وقصير العمر. وهناك مخاطر كبرى فى انتظار أمريكا وإسرائيل.
سنوات قليلة قادمة
> لن ينسى أحد ما يحدث فى غزة أو ما حدث فى لبنان وسوريا. ولن ينسى الايرانيون قصف مدنهم من الجو واغتيال قياداتهم والتهديد باغتيال المرشد الأعلي.
> يؤكد موللى أن إيران يمكنها استعادة قدراتها العسكرية التقليدية بصورة مضاعفة خلال سنوات قليلة قادمة بهدف ردع إسرائيل الأيام والسنوات القادمة سوف تكشف تطورات إقليمية واسعة.. وكل الأطراف التى تعرضت لمهانات الضربات الإسرائيلية والأمريكية سوف يستعدون ليوم انتقام قادم. كل الذين خسروا عائلاتهم وأطفالهم فى غزة ولبنان وإيران وسوريا والعراق سوف يحاولون الانتقام ذات يوم قريب هذا هو درس التاريخ.. مسيرة التاريخ قد تستغرق بعض الوقت.. لكنها لن تتأخر كثيراً أبداً.. للتاريخ كلمة مختلفة.. نشوة النصر الأمريكية الإسرائيلية تنطوى على أوهام كبري.
> ويؤكد الخبراء أن جنرالات الحرب فى تل أبيب وواشنطن يمكنهم وضع ألف سيناريو وسيناريو للحرب ضد إيران يمكن السيناريو الذى يتحقق هو السيناريو رقم 1002 الذى لم يفكر فيه أحد!!
> ويقول حاخامات تل أبيب إن سفر النبؤات فى مزامير داود يؤكد أن حرب نهاية الزمان سوف تشتعل يوماً. وسوف تتصاعد الكراهية لإسرائيل حول العالم. وسوف تتحالف الجيوش ضد إسرائيل من بلاد القوقاز فى روسيا حتى بلاد فارس فى إيران مع بلدان كثيرة.. والهدف واحد.. هو أن يتم محو إسرائيل من الوجود. نعم الزمن قد تكون له كلمة أخرى أو كما يقول الأمريكى روبرت موللي.. إن للتاريخ حكم نهائى مختلف!! ومفاجئ!!