آثار قرار المحكمة برفع أسماء 716 شخصا من المدرجين علي قوائم الكيانات الارهابية والارهابين معظمهم من اعضاء جماعة الاخوان البالغ عددهم في قضية تمويل جماعة الاخوان 1500 شخص.. المراجعة لاي قرار ونشره علي الرأي العام عمل محمود ولكن المفاجأة قد تحدث ارتباكا وارتجاجا عقليا إذا لم يفهمها الناس.
علي مدار العشر سنوات الماضية ساد الحديث عن جماعة الشر وعن الارهابية والايادي الملوثة بالدماء ..عشر سنوات تفتح ذهن جيل علي ان المخاطر تأتي من هؤلاء الاشرار وهى مخاطر حقيقية وفجاءة ربما لتطبيق مادة من القانون يحدث هذا الرفع دون تمهيد يقدم للرأي العام مما يحدث ارتجاج فكريا وقيميا لدي قطاعات من المجتمع وخاصة قطاع الشباب.. بالتأكيد الأمر يحتاج إلى شرح وإيضاح مثل هذه القرارات المفاجئة اعادت جيلي الي ما حدث له من ارتباك جراء مثل هذة التصرفات جيلي تربي ودرس وثيقة الميثاق كجزء من المنهج الدراسي الذي اعلن في المؤتمر الوطني للقوي الشعبية والذي صدر عام 1962 امام 1500 من اعضاء المؤتمر الذين تم انتخابهم بقاعة جامعة القاهرة درسنا انها وثيقة لنظام الحكم ودليل عمل جديد من العمل السياسي وتشكيل الاتحاد الاشتراكي والديمقراطية السياسية لا تنفصل عن الديمقراطية الاجتماعية التي لاتتحقق الا بتحرير الفرد من الاستغلال وتخليصه من القلق علي المستقبل ..ودرسنا تدعيم قوي الجمعيات التعاونية الزراعية والنقابات العمالية وحرية النقد الذاتي وحرية الصحافة وتوفير التعليم والعدل والصحة
وبعد النكسة حدثت مراجعة لاعادة ترتيب البيت من الداخل وصدرت وثيقة بيان 30 مارس ودرسناه ضمن المقرارات الدراسية ايضا وكانت تركز علي افساح المجال للاقدر والاجدر وليس استبدال الاشخاص هدف البيان كما تعلمنا في المدارس تصحيح المسار وتأمين الحريات واستقلال السلطة القضائية عن التنظيمات السياسية.
درسنا في المدارس الاشتراكية كفاية وعدل أي كفاية في الانتاج وعدالة في التوزيع والقطاع العام ركيزة الاقتصاد القومي ودرسنا كلاماً عن تحالف قوي الشعب العامل وفساد الحياة الحزبية والرأسمالية المستغلة ودور الاخوان في تقويض الحياة السياسية وبعد تحرير الارض وتحقيق النصر في اكتوبر 1973كان جيلي الذي درس كل هذا الكلام علي ابواب الجامعة واذ فجأة يصدر قرار تشكيل ثلاثة منابر انبثقت عن الاتحاد الاشتراكي وهي تمثل اليمن والوسط واليسار ووتحولت عام 1977 لاحزاب ولم يكن لها أي تأثير علي الحياة السياسية ولأسباب سياسية انفتحت الابواب للاخوان وتيار الاسلام السياسي ليسود في خاصة وسط الشباب ليتخرج في الجامعة قاتلو الرموز السياسية والدينية والعسكرية ..انفجرت ماسورة الاحزاب لتزدحم الحياة السياسية باحزاب لا نعرف معظمها.
وهذا يؤكد ان الزحمة تدعم التفاهة وتفقد الاشياء قيمتها فالبضاعة الكثيرة قليلة الجودة وظل شعار غياب الجودة وشيوع الرداءة وهذا ما حدث مع الاحزاب السياسية قبل 2011 وبعدها واصبح لدينا 87 حزبا لا نعرف عن أغلبها انجازاً واكب عودة الحياة الحزبية ما عرف بالانفتاح الاقتصادي والذي عرف بانفتاح السداح مداح وخلق نوعا من الاستفزاز والحقد وطموح البحث عن المال مما هز سلم القيم الايجابية واصبحت القيمة لمن يملك وتأثر المجتمع بعد عودة الباحثين عن المال من الخارج بقيم وهابية كانت أحد بذور التطرف الذي ولد الارهاب هذا السرد ليس لتاريخ عاشه جيلي فقط وانما لتوضح ان هناك قرارات قد تكون لها مبرراتها لكنها تحدث ارتجاجاً فكري يؤثر فى الشباب.. في معظم الوقت يسأل البعض عن صواب وخطأ أي قرار بعد فوات الاوان والضحية شباب هذا البلد المعرض لفقدان بوصلة الطريق للاصابة بالارتجاج الفكري.. لذلك لابد من شرح مثل هذه القرارات باستفاضة حتى لا تذهب العقول بعيداً.