يمتلك الإعلام المصرى رصيدا كبيرا من الريادة وتاريخا طويلا يضعه فى المقدمة بين نظيره فى دول المنطقة الأمر الذى يستلزم منه أن يبذل قصارى جهده لكى يعود إلى هذه الريادة ويظل فى موقعة الطبيعي.. وأن يكون له دور فاعل وأساسى فى إعادة وتشكيل الوعى المصرى والعربي.. ودور نشط وحيوى على مسرح الأحداث لتسجيل ذاكرة الوطن بحس وطنى خالص ورؤية واضحة بعيدا عن شيخوخة الفكر وهشاشة المحتوى مغلفة بأخلاقيات العمل الإعلامى وميثاق الشرف المهنى حتى تكون ترجمة حقيقية للواقع الذى نعيشة ومرجعية صادقة ونبراسا للأجيال القادمة.. نريد إعلاما قائما على الأصول المهنية.. والموضوعية والحيادية.. والتوازن.. والحياد والارتكاز على الحقائق.. والدقة والكفاءة المهنية.. ويكون لديه إيمان بأن أخلاقيات العمل الإعلامى وميثاق الشرف المهنى هما التزام وطنى وإنسانى بالدرجة الأولي.. وان كل ما يذاع أو يكتب أو ينشر يكون موثقاً.. مبنيا على برهان واستدلال.. صادر عن مصدر صاحب جدارة واستحقاق.. ويتسم بالدقة والإنصاف والوضوح.. وأن نبتعد عن الذاتية.. وعن الخيال والمفبرك.. ويكون لدينا إيمان يقينى أن الإعلام أداة توثيق تظل شاهدا على العصر وتبقى فى ضمير الأجيال المتعاقبة.
نريد إعلاما يكون حائط صد للنعرات المسمومة التى تستهدف سلامة مصر وأمنها وأمانها واستقرارها.. رادعا لكل من يهمس فى آذان بعض أبناء مصر المحروسة مروجين لأفكارهم المشبوهه والمسمومة.. ويزرعون فى نفوسهم الشعور بالظلم أو الإحساس بالتفرقة.. متناسين أنها مصر التى علمت الدنيا وألهمت الإنسانية.. يختلقون المشاكل لكى تكون ثغرات لهم للنفاذ منها إلى عقول شبابنا.. نريد إعلاما يعمل على رأب الصدع وإغلاق هذه الثغرات التى يحاول بعض الحاقدين النفاذ منها وتدمير وعى الشباب ووجدان الأمة.. نريد إعلاما يعمل على معالجة المشاكل والآثار السلبية معالجة واعية وطنية.. يعمل وفقا لتطلعات مصرنا الغالية والتحديات التى تواجهها.. ومتحدثا عن هموم الوطن وشواغلة باعثا للأمل باحثا وراء الأقاويل والشائعات مدققا ومصححا لها.. بعيدا عن طغيان الهوى الشخصى الذى يؤدى أحيانا إلى تلوين الحقيقة ومغالطة الواقع وتزييف الإنجازات وتطويع الخبر ليخدم غرضا بذاته وتلوينه بحيث يحقق أهدافا سامة دون مراعاة لأمانة الكلمة وقدسيتها والتى تشكل وجدان الأمة وهى أمور تضرب قيمة الإعلام فى مقتل وتنال من مصداقيته وهيبته وتضعف من مكانته كأداة للتنوير والتبصير والتعبير وكونه منبرا لمن لا منبر له وصوتا لمن لا صوت له وقلما لمن لا قلم له.. مسلحا بمصداقية الخبر ودقة الرواية وصحة الصورة.
أقول ذلك لأنه رغم جهود إصلاح الإعلام التى يتم من خلال مؤسسات الدولة المسئولة عن هذا الملف والهيئات الصحفية والاعلامية وكذلك دور الصحافة القومية الذى تتمسك به فى مواجهة حملات التشوية ضد الدولة والدور المهم الذى تقوم به الشركة المتحدة فى تقديم اعلام جاد مازالت بعض الصحف ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى تقوم بدور استفزازي.. خالقة للإشاعات ومروجة لها.. ومعلنة بلا استحياء ولا خجل ولا حمرة وجه عدم الالتزام بالأداء المهنى المحترف والمحترم.. والملتزم بأخلاقيات وقواعد المهنة ليشدوا مصر إلى دروب مفخخة مخطط لها بعناية فائقة.. ولكن يجب أن نؤمن بأن مصر قادرة كعهدنا بها دائماً على تجاوز المحن وتخطى الصعاب.