كثيرة هى البرامج الطبية المفيدة التى تبثها قنواتنا المصرية وتستضيف قمم الطب من علمائنا المميزين.. لكن ظهرت فى بعض قنواتنا برامج تهتم بالطب وبإعلانات عن مكملات غذائية وأحاديث عن السمنة والوزن الزائد هذا مهم لكن المتحدثين فى كثير من هذه البرامج يتحدثون باسهال اعلامى ويدلون بمعلومات ربما تخدع المشاهد وتروج لهؤلاء المتحدثين.. وهنا يجب أن يتم متابعة هذه البرامج وما تبثه من معلومات أو تقدمه من «سى في» (c.v) حول الضيف المتحدث وهذه الرقابة ضرورية لأن ما يقدم فى قنواتنا المصرية يراه الآخرون فى بلاد أخرى ومصر التى قدمت الطب للعالم من خلال الفراعنة لا يجوز أن يتحدث طبيب بمعلومات لا يستطيع رجل الشارع أن يرد عليها.. لكن علماءنا من الأطباء المشهود لهم فى العالم خاصة أوروبا وأمريكا عليهم تصحيح الأخطاء التى تبث قبل أن ينخدع بها المرضى والمصابون.. مثلا تستضيف هذه القنوات أطباء يقدمون سيرة ذاتية طويلة بها خبرة من البورد الأمريكى والكندى والأيرلندى والبريطانى والفرنسى والألمانى والروسى وعمرهم لا يتعدى 35 عاما.. إذا سألنا عن السر فهو يعود إلى الهواة الذين ثبتوا بالاعلام الفضائى من الشباب ودخلوا على بعض القنوات ببرامج تسمى اعلاميا «تأجير الهواء» ويملأون ما أجروه باستضافة نماذج ليست على المستوى بل تبحث عن تقديم نفسها فى تخصصات دقيقة فى أمراض القلب والسكر والجهاز الهضمى والرئة والأمراض الخبيثة وغيرها.. عندما تشاهد برنامجا عن العقم أو التخسيس ستلمس هذا تماما.. المسألة تحتاج إلى إعادة النظر فى هؤلاء «الهواة» الذين دخلوا على اعداد البرامج أو ترويج للمكملات الغذائية لبعض القنوات كـ «سبوبة» للاستمرار هؤلاء لابد من أجهزة المتابعة للبرامج أن تشاهدها علميا واعلاميا قبل السماح لها بالبث وأن يشار كما فى الصحافة المقروءة تقول موضوع تسجيلى فى اشارة إلى انه برنامج مدفوع.
وهنا اشيد بالوعى المصرى لدى المشاهد الذى ابتعد عن هذه البرامج «الخادعة» والتى تقدم معلومات غير دقيقة.. واذكر اننى شاهدت احدها كان يتحدث عن دواء معين للسمنة وآخر للسكر يشفى فى 3 أشهر نظير حجز الدواء بـ3 آلاف جنيه واتصلت على سبيل التيقن من الهاتف على الشاشة عندما شاهدت احد الذين يقولون تم شفاؤنا من قرية قريبة لي.. ورد على الهاتف وهو صحيح وعرضت عليه أن أشترى نصف الكمية و»اجرب» لكنه اعترض وقال لازم الكمية كلها وفهمت اللعبة ولم اتصل.. المسئولية كبيرة على المواطن وقنوات بث هذه البرامج لأنها تزيف الوعى الصحى للمواطن وسط قوافل الطب التى تزور الريف من جامعاتنا المصرية حكومية وخاصة.. فالثقافة الصحية مطلوبة ورقابتها أكثر طلبا بعد انتشارها عبر الفيس بوك وكأنها «عصا سحري».. وللأسف محاكمنا أمامها قضايا كثيرة لأصحاب هؤلاء المدعين فى برامج «الهواة» لأن البرامج لم تعد تخدع البعض واكتشفوا زيفها ووضعت القنوات نفسها أمام أصحاب البرامج فى محاكمنا لأن ببساطة صاحب البرنامج يقدم شيكًا وينتظر جمع «الغلة» من البرنامج فيفشل ويتراكم المبلغ ويصل إلى أحكام بالسجن ويتهربون منها.
ان بعض ما يبث من هذه البرامج يشوه صور قممنا الطبية التى هى مقصد مهم للسياحة العلاجية إلى مصر.. وأذكر ان الأستاذ حمدى رزق استضاف قمة طبية عظيمة فى إحدى حلقاته هو د. شريف مختار مؤسس قسم الحالات الحرجة فى قصر العينى وتحدث عن اللقاء مصر كلها لأن القيمة العلمية للدكتور شريف مختار وما قاله والمحاور اضاف قيمة علمية وتوعية للمواطن.
هذه البرامج هى التى نحتاجها وستكتشف ان مصر بها قمم طبية فى كل المجالات العلمية وتشهد لهم مؤتمرات الطب فى العالم وأبحاثهم فى المجلات العلمية.. أما هؤلاء الذين يظهرون فى برامج تزييف الوعى الطبي.. أقصد تأجير الهواء.. فيسيئون لدولتنا ولأطبائنا.. وللحديث بقية.