في اليوم الـ17 من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة أعلن المتحدث باسم حركة حماس عبداللطيف القانوع أمس بدء محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن في غضون ساعات لبحث المرحلة الثانية من المفاوضات.
وفي الضفة الغربية، أكد جيش الاحتلال مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين من جنود الاحتياط، اثنان منهم بجروح خطيرة، بإطلاق نار نفذه من وصفه بـ»المسلح الفلسطيني» عند حاجز تياسير شرق طوباس، وأن منفذ العملية قُتِل. وذكر موقع تايمز أوف إسرائيل أن أحد القتلى قائد فرقة في كتيبة الاحتياط 8211 التابعة للواء إفرايم الإقليمي.
وقالت إذاعة جيش إسرائيل إن منفذ العملية حصل على معلومات استخبارية دقيقة بشأن الموقع وحركة الجنود وأماكنهم. وأضافت الإذاعة أن المنفذ كان يرتدي سترة واقية من الرصاص وزيًا مموهًا، وتسلل إلى داخل المجمع العسكري بعدما نصب كمينًا خارجه حيث كان الجنود، ثم أطلقهم فيهم الرصاص، استمرت المواجهة دقائق حتى قتله الجنود.
من جانبها قالت حماس إن العملية تأكيد على أن جرائم الاحتلال وعدوانه على شمال الضفة المحتلة لن يمر من دون عقاب، داعية إلى زيادة الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه. كما أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالعملية وعدتها تأكيدًا لمقاومة شعب فلسطين وإصراره على التصدي لجرائم الاحتلال.
وما يزال الاحتلال يزيد عدوانه في مختلف أنحاء الضفة حيث حاصر منزلا وسط بلدة طمون مع إطلاق نار كثيف، كما قصف موقعا في منطقة المشماش. وقصفت مسيّرة إسرائيلية موقعين في طمون، وهدم منشآت تجارية في بلدة إذنا غرب الخليل.
وقالت بلدية طمون إن الاحتلال نحو 20 عائلة على النزوح من مواقع عدة، وأنه اعتقل أكثر من 13 فلسطينيًا، وجرّف أكثر من 3 كيلومترات من الشوارع، وفصل الأحياء عن بعضها لمنع تواصل السكان. كما يمنع دخول الصحفيين ووصول الإمدادات الطبية والغذائية، حيث عزل مداخلها بالسواتر.
وقال محافظة جنين إنه يخشى وجود شهداء فى ظل منع الاحتلال دخول الإسعاف للمخيم حيث يواصل الاحتلال تفجير المنازل والشوارع داخل المخيم وملاحقة سيارات المواطنين وتفتيشها والتحقيق معهم. ومنذ بدء العدوان على الضفة بلغ عدد الشهداء 38 فلسطينيًا من محافظة جنين ومخيمها، كما أجبر الاحتلال أجبر نحو 3420 عائلة داخل المخيم على النزوح.
وقالت محافظة طولكرم إن الاحتلال يحاول فرض واقع جديد على الضفة بهدف الاستيلاء على الأراضي، وأنه حوّل عشرات المنازل إلى ثكنات عسكرية كما نشر قناصة حولها. وأضافت أن إسرائيل تواصل تشديد حصارها على مستشفيي ثابت الحكومي والإسراء التخصصي بالمدينة، لافتة إلى أن جيش الاحتلال اعتقل مواطنين وكوادر من الهلال الأحمر من محيط مستشفى ثابت واقتحمه وحقق مع مصاب. وذكرت المحافظة أن الاحتلال أجبر نحو 10 آلاف مواطن على النزوح من داخل مخيم طولكرم.
وفي غزة، ما يزال الاحتلال يقصف سكان القطاع رغم توقف اتفاق وقف إطلاق النار حيث قصفت مسيّرة إسرائيلية العائدين إلى مدينة غزة في شارع الرشيد شمال غرب مخيم النصيرات. كما حذرت بلدية غزة من كارثة بحي الشيخ رضوان وسط القطاع بسبب استمرار تدفق مياه الصرف الصحي. وطالبت البلدية بتوفير الدعم الفني والمالي لترميم البنية التحتية المتضررة وتوفير معدات الصرف وصيانتها.
ومع استمرار الاعتداء الإسرائيلي سواء في الضفة وغزة، يستمر الوضع الإنساني في التدهور حيث قالت وكالة الأونروا إن الوضع في مخيم جنين كارثي مع استمرار العملية الإسرائيلية. وأضاف المتحدث باسم الوكالة إن الوضع المالي للوكالة سيئ للغاية ومن المتوقع أن يتدهور، في ظل منع إسرائيل الوكالة من العمل في الأراضي الفلسطينية، ومع حديث ترامب عن الانسحاب من المنظمة.
وقالت حركة حماس إن إسرائيل تراوغ في تنفيذ المسار الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وذلك بتعمّد تأخير دخول المتطلبات الأكثر أهمية خاصة ما يرتبط بمستلزمات الإيواء والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.
وما تزال أزمة الطعام تلاحق العائدين إلى شمال القطاع حيث يعتمدون على وجبات الطعام من منظمات الإغاثة، مما وفّر لهم قدرا مقبولا من الأمن الغذائي، لكن الظروف التي واجهوها عقب عودتهم إلى مناطقهم في شمالي القطاع أصابتهم بالصدمة، حيث فوجئوا بعدم توفر الوجبات، ما يثير مخاوفهم خاصة في ظل فقدانهم المال. وتقدر الأمم المتحدة عدد العائدين حتى الآن بنحو نصف مليون.
أما في إسرائيل، فقد هددت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك بإسقاط الحكومة إذا قرر نتنياهو المضي في المرحلة الثانية من الصفقة، في ظل رفض اليمين الإسرائيلي إنهاء الحرب على غزة.
وقال مكتب نتنياهو إنه سيعقد اجتماعا وزاريا لمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق بعد عودته من واشنطن لبحث المرحلة نفسها مع ترامب، وإنه يستعد لإرسال وفد التفاوض إلى الدوحة
من جانبه قال سفير إسرائيل السابق بواشنطن إن إدارة ترامب تسعى إلى إتمام صفقة التبادل وبحث وضع غزة بعدما تضع الحرب أوزارها.
لكن زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان قال إن هدف زيارة نتنياهو إلى واشنطن إفشال المرحلة الثانية ونجاة ائتلافه الحكومي.
كما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن نتنياهو سيقترح على ترامب تقديم الأولوية إلى الهجوم على إيران قبل استكمال صفقة غزة.