على مدى سنوات كتبت كثيرًا عن اصلاح الكرة المصرية فى نفس هذا المكان أملاً فى تحسن المنظومة وتخليصها من كل عناصر الفساد وعدم الانضباط ولكن دون جدوى.. قال لى الكثير من الأصدقاء «أنت تحرث فى البحر» ولكن كان لديّ اصرار على الاستمرار فى الكثير من القضايا التى تعانى منها الكرة المصرية سواء كانت الإدارية أو الفنية حتى الحملة التى قمت بها فى الفترة الأخيرة عن طريق توجيه نصائح وصلت إلى الرقم 19 لاتحاد الكرة الحالى منذ توليه للمسئولية بقيادة هانى أبوريدة.
والآن وقعت «الفاس فى الرأس» وتحولت الكرة المصرية إلى أضحوكة أمام الدول المحيطة بسبب ضعف الإدارة وتضارب القرارات.
الفترة الأخيرة لم تعد تشهد منافسة رياضية شريفة فى الملاعب، فى لعبة تستقطب الملايين وتحولت الرياضة إلى ساحة من العراك بالكلمة والصوت والصورة، وأصبح الشخص العادى للأسف تائهًا لا يعرف الصح من الغلط والطيب من الخبيث.
للأسف تحولت الساحة إلى صراع بين الجميع المسئولين والأندية والاتحاد والرابطة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة وللأسف كل جهة تدافع عن نفسها فقط وترمى بكرة اللهب إلى الآخرين.
هذا الأمر أصبحنا نعيش فيه منذ سنوات ويتكرر ربما كل موسم دون أن نرى الآراء الحكيمة التى توقف تلك المآسى قبل ان تتطور ويصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه الآن من أزمات بشكل مستمر.
أما ما جعلنى أشعر أكثر بالأسى فهو موقف الإعلاميين أصدقاء مهنتى والذى يدل أكثر على ما وصلنا له من حالة صعبة فى هذا المجال الذى يفترض أن يقود المجتمع فكريًا لكل الحقائق دون مواربة، ولكن للأسف تحول الإعلام إلى صراع أشد ضراوة من صراع الجماهير، بل هو أشد فتنة وفتكًا بكل التقاليد والأعراف.
الكثير من الإعلاميين إلا القليل منهم الذى يحتفظ بتقاليد المهنة أصبح يتعامل مع القضية بدوافع انتمائية فقط دون أى حقائق، وكل شخص ينظر الأمور فقط من وجهة نظر الانتماء وليس من قبيل ضمير المهنة، بل ولا يتحدث باللوائح والقوانين التى تحكم الرياضة فى العالم الآن بينما عندنا لا تطبق وتسير على الأهواء فقط.
وأعود لأقول هنا أن ظهور الانتماء فى مجال التحكيم والذى قضى على هيبة الحكام المصريين وتسبب فيما نحن فيه من أزمات انتقل أيضًا بكل قسوة إلى الإعلام الذى اصبح ينطق فقط بانتماء صاحبه، بل ويزيد إلى اتهام المنافسين بأبشع التهم.
الحالة الأخيرة التى وصلنا إليها تجعلنى الآن راضيًا عما كنت أقدمه من نصائح، وان جعلتنى محبطًا الآن من وجود أى أمل للاصلاح فى الرياضة.