السطور التالية تحتوى على اعتراف من الكاتب الإسرائيلى ايال حنانيا عن عملية طوفان الأقصي:
عندما تأملت الحرب فى الأيام الأولي، قدَّرت أن حماس ستركع وستستجدى وقف إطلاق النار. فلقد حشدنا سبعة ألوية، على رأسها أقوى لواءين واللذين لم يهزما أبدا فى أى حرب مع العرب، وهما لواء جفعاتى ولواء جولاني، وجندنا سلاح الطيران بأكمله، وهو من أقوى أسلحة الطيران فى العالم. وضعنا ثلاثة أسراب خفيفة ومتوسطة من البحرية قبالة غزة، وحشدنا أفضل كتائب سلاح المدرعات، على رأسها كتيبة 401 المكونة بأكملها من دبابات «ميركافا 4» فخر صناعة جيش الدفاع، وتعد من أقوى دبابات العالم وأكثرها قوة نارية وتدريعاً.
أما حماس فهى تعيش فى حصار خانق، فرض عليها منذ عشرين عاماً. حماس فى الأيام الأخيرة، عاشت فى أزمة انقطاع الرواتب على الموظفين. تأملت المستوى السياسى بهذا الوضع، خرجت بتقديرات تفيد باستسلام حماس فى حالة عملية عسكرية واسعة. بدأت المواجهة وخرج علينا ممثلو حماس على التلفاز بأسلوب، من يقود قوة عظمى وجيشا جراراً.. تصورنا أن خطاب قادة حماس نوع من المكابرة السياسية، وعدم تقدير قوة التحالف، الذى لا يقف خلف إسرائيل فحسب، بل يقف معها جنبا إلى جنب، وخطابات قادة حماس هى مجرد ممارسة اللعبة النفسية ليس أكثر، ولكن صمودهم فى القصف الجوي، واستمرار إطلاق الصواريخ طيلة الأسابيع الأولى من الحرب بوتيرة عالية، غير ميزان المعركة وموازين الردع تماما، وكان لزاما التدخل البرى الكاسح المدعوم من الجو والبحر. واجهنا مقاتلى حماس بصلابة، أربكت كل مستويات جيش الدفاع، ودمرت صورة الجيش وقوة الردع التى أردنا ترميمها. مقاتلوا حماس بعتاد متواضع مضحك مصنوع محلياً، صمدوا بشكل غريب يستحق الدراسة والتحليل فى المدارس العسكرية الشرقية والغربية لأخذ العبر. فقمت بالبحث عن الجانب الأيديولوجى لهذه الحركة، فوجدت انهم يربون مقاتليهم منذ نعومة أظافرهم تربية دينية، قبل التربية العسكرية الصارمة، ويلقنونهم إيديولوجية إسلامية جهادية بما يعرف بنظام المساجد.