لم يعد يفصل جيش الاحتلال الصهيونى عن اقتحام رفح إلا الانتهاء من الاحتفال بعيد الفصح المعروف بعيد الحرية والذى بدأ عشية الاثنين الماضى ويستمر لمدة أسبوع فقد تم اعتماد الخطط العسكرية للاقتحام.
يبدو أن النية مبيتة على تسوية رفح بالأرض مثلما فعلوا فى قطاع غزة وفصل شماله عن جنوبه ووسطه وبناء قاعدة ناتساريم، الهجمات كانت ممنهجة تستهدف الذاكرة التاريخية لشعب فلسطين وكل ما له صلة بالتجذر فى الأرض فقد احصت دراسات حديثة لمجموعة التراث من أجل السلام أكثر من 100 موقع تاريخى دمرها الاحتلال كانت شاهدة على تجذر الشعب الفلسطينى تاريخيا وثقافيا وحضاريا ووفقاً لهيئة إنقاذ الطفولة بالأمم المتحدة تم تدمير نحو 75٪ من المدارس والجامعات و61٪ من منازل القطاع وتدمير كامل للبنية التحتية إضافة إلى تجريف 75٪ من الأراضى الزراعية كل هذا ينسجم مع ما قاله جيورا ايلاند صاحب نظرية اجعلوا غزة غير صالحة للحياة لإجبار أهلها على الهجرة القسرية.
ما أشبه ما يحدث اليوم بما حدث فى النكبة عام 1948 وهذا ما يحكية الفيلم التسجيلى (قرية تحت غابة) إنتاج عام 2013 قصة دكتورة (هايدى جرونيام) اليهودية الجنوب افريقية التى ساهمت وهى طفلة بوضع القطع المعدنية فى حصالة الصندوق القومى اليهودى الذى تأسس عام 1901 لاستثمارها فى تمويل هجرات اليهود لأرض فلسطين وطمس معالم القرى الفلسطينية بعد هدم بيوتهم لتكتشف حين كبرت أن الأموال التى تبرعت بها وتبرع بها يهود جنوب افريقيا تم بحزء منها غرس غابة كاملة بأشحار الصنوبر فرحت بهذا الانجاز فى زيارتها الأولى ولكن حين عادت مرة أخرى بعد نضج تفكيرها ووعيها لتكتشف أن الحجارة التى تكومت عشوائية فى أرجاء الغابة هى حجارة بيوت قرية لوبية المهجرة بعد قصفها بالطائرات وقتل أهلها وهجرها ما تبقى عام 1948 فهذا الفيلم من إخراج مارك جى كافلن يهودى الديانة ايضا.
هذا الفيلم يحكى على لسان الكاتبة عن فلسطين ونكبة أهلها ويجسد الربط بين تجربة الكاتبة الشخصية وما نشأت عليه من قيم صهيونية (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) والأرض الموعودة والعرب هم من بدأ العدوان على إسرائيل بعد إعلان قيامها والفلسطنيون هاجروا برغبتهم ولم يجبروا على الهجرة لعدم رغبتهم فى العيش مع اليهود وغيرها من الأكاذيب التى يتم الترويج لها حتى الآن ولتكتشف هذه الكذبة وأن اليهود الذين كانوا ضحية الهلوكوست باتوا اليوم يذيقون الفلسطينيين هولوكستات متكررة منذ عام 1948 أليس ما يتم من قتل وتدمير فى قطاع غزة والضفة الغربية ما هو إلا النسخة المحدثة لما حدث سابقاً.