لقد بات واضحاً أمام العالم بأسره بصفة عامة ودول العالم الثالث والدول النامية والبازغة خاصة ان هناك نوعا جديدا من الاستعمار السياسى والاقتصادى تمارسه الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها فى كل بقاع الأرض دون النظر إلى قوانين دولية أو إنسانية.. وفى سبيل الهيمنة والسيطرة تفعل المستحيل.. حتى الحرب الثالثة النووية.. وكل الأحداث والأزمات التى يمر بها العالم من شرقه إلى غربه تجد الولايات المتحدة الأمريكية رقماً أساسياً ومهما فى المعادلة.. ولندع برهة التخطيط الأمريكى للحرب الأوكرانية- الروسية.. ودعمها المطلق لأوكرانيا.. ومدها بالصواريخ عابرة القارات والأسلحة الحديثة لضرب العمق الروسي.. اونذر الخطر بانطلاق حرب عالية ثالثة.. وأيضاً دعمها المطلق للكيان الصهيونى فى حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة وتصفية القضية الفلسطينية دون أدنى اعتبار لشرعية دولية أو حتى إنسانية.. ودعم سياسة الحكومة الإسرائيلية التوسعية.. والاغتيالات واستباحة الأراضى اللبنانية والإيرانية.. لفرض هيمنتها وسيطرتها على مقاليد الأمور بالشرق الأوسط وتحقيق المصالح الأمريكية بشتى السبل.. أقول سندع ذلك قليلا.. فقد بات واضحا أمام العالم.. أهداف ومساعى واشنطن للانفراد بقيادة العالم دون شريك أو منافس.
>>>
فى تسعينيات القرن المنصرم.. رًّوجت الولايات المتحدة للعولمة والتجارة الحرة بل فرضت هذا النظام على العالم بأسره.. وعلى طريقة الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن «من ليس معنا.. فهو ضدنا».. فرضت أمريكا اتفاقية التجارة الحرة بمساعدة ذيولها واتباعها.. بريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبى عامة.. مشترطة ان من لم ينضم «للجات».. فليس له فى التجارة العالمية ولا وجود له على خريطة الاقتصاد العالمي.. وهو ظلم «بيِّن» للدول النامية وقضى على اقتصاداتها البازغة واغلق عشرات الآلاف من المصانع والصناعات فى العديد من دول العالم خاصة الدول النامية.. إذ كيف تنافس صناعات صغيرة فى دولة محدودة الإمكانات.. دولة صناعية متقدمة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة ذاتها.. وكان واضحا ان الهدف هيمنة سياسة أمريكا الاقتصادية على العالم.. وتحكمها فى مجريات التجارة العالمية.. وجعل الدول النامية أكثر فقرا وأكثر احتياجا وركوعا.. وحققت ما أرادت.. الآن وفى ظل التطور التكنولوجى المذهل فى الصين واليابان وأمريكا ذاتها.. تخلًّت بكل سهولة عما فرضته فى اتفاقية التجارة الحرة والسوق المفتوحة.. وتفرض شروطا بل وتحظر التكنولوجيا الصينية المتقدمة وفى طريقها المنفرد لإلغاء التجارة الحرة.. طالما لم تحقق مصالحها أو تجعل دولة أخرى تتفوق على تجارتها وصناعتها ومنتجها.. فالمعيار الأساسى فى تعامل أمريكا مع العالم.. هو مصلحتها أولا وأخيرا خاصة فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب الذى رفع شعار «أمريكا أولا».. وينفذه بدقة ولا يقبل وجود منافس أو شريك.. ولو أدى الأمر لانطلاق حرب عالمية ثالثة نووية ربما تؤدى إلى فناء العالم بأسره.. أو الابقاء فقط على «المليار الذهبي» الذى تخطط الماسونية الصهيونية العالمية لتنفيذه والتضحية بتعداد العالم الذى يزيد على الثمانية مليارات ببضعة ملايين حسب الاحصائيات الأخيرة..
>>>
وعندما يرفع الرئيس الأمريكى المنتخب العائد مرة أخرى إلى البيت الأبيض شعار «أمريكا أولا» فى برنامجه الانتخابي.. ويجعله الخط العريض لسياسته فعلى الجميع أن يدرك.. أن أمريكا لن تدافع عن مصالحك. ولا أمنك ولا استقرارك.. ولا تنمية اقتصادك.. ولن تحمى أرضك أو مصالحك لو خالفت خط سيرها أو عارضت «إيديولوجيتها».. أمريكا حتى لو كانت قابعة فى أرضك أو تزعم إنها خلف ظهرك.. لا يهمها إلا مصلحتها.. ولا يعنيها إلا أمريكا.. والذى يرتمى فى الحضن الأمريكى يضع رأسه بين فكى أسد.. أو بين أنياب حية رقطاء.. ان الشرق الأوسط الجديد الذى تريده أمريكا.. وبدعم ولايتها الشرق أوسطية إسرائيل.. هو شرق أوسط أمريكى صهيوني.. لا مكان فيه إلا لأمريكا وإسرائيل ومصالحها.. وواهم من يظن أو يعتقد مرغما غير ذلك.. فهل يكون تجمع «بريكس» هو منقذ العالم من الهيمنة الأمريكية.. وهو يملك كل سبل القوة السياسية والاقتصادية.. وتبقى الإرادة والتنفيذ ولنا عودة بإذن الله.