ودولة «التلاوة» فى مصر.. وغياب «الزعيم».. وأحلى سحور
كان البعض يراهن على أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عندما تحدث عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول عربية مجاورة فإن ذلك سوف يحدث وأن هذه الدول لن تملك القدرة على أن تعارض رغبات الرئيس الأمريكى الذى يقود أكبر دولة فى العالم.
ولكن ذلك لم يحدث.. وخرج رئيس مصر بأقوى تصريح إنسانى عقلانى واقعى وواضح وصريح ليعلن أننا لن نشارك فى ظلم الفلسطينيين ويرفض رفضاً قاطعاً فكرة التهجير القسرى للفلسطينيين ويعلن معارضة مصر للفكرة واستعدادها لطرح البديل.
ولأن الرفض المصرى كان منطقياً والقرار المصرى كان وطنياً والإرادة المصرية اتحدت على القرار واصطفت حوله فإن العالم أيضاً احترم الرؤية المصرية وتفاعل معها والرئيس الأمريكى لم يلجأ إلى السيناريوهات السوداء التى كانوا يحذروننا منها إذا رفضنا الانصياع لرغباته.. والرئيس الأمريكى نفسه تراجع عن أفكاره وفتح الباب للحوار ودراسة المبادرات المطروحة حول مستقبل غزة وكيفية إعادة إعمارها.
ومصر من جانبها سارعت بتقديم خطة وافية مدروسة متكاملة وضعها فريق من المتخصصين فى مجالات عديدة.. خطة تضع إطاراً وتصوراً لإعادة الإعمار فى ظل وجود السكان دون تهجيرهم.. والخطة المصرية أصبحت خطة عربية بعد تبنى العرب لها فى قمتهم الطارئة بالقاهرة.
وفور إعلان الخطة رفضتها واشنطن من حيث الشكل ولكنها رحبت بها كإطار يمكن البناء عليه وكبداية لخارطة طريق للمستقبل.
واليوم.. اليوم أقول لكم إن هناك تقدماً فى طريق التفاهم والحوار وأن هناك مشاورات ومباحثات أمريكية – مصرية تجرى حالياً حول خطة الإعمار وأن الولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية الشهر الحالى سوف ترد تفصيلياً على الخطة المصرية العربية وستضع رؤيتها وتصوراتها وأبرز ما فيها إصرارها على إبعاد أى أسماء ترتبط بحركة حماس من إدارة قطاع غزة مستقبلاً.
واليوم.. اليوم أقول لكم إن ما يجرى حالياً هو نجاح للدبلوماسية المصرية.. نجاح لشعب مصر كله.. شعب مصر الذى أظهر تلاحماً رائعاً خلف قيادته السياسية.. شعب مصر الذى نسى وتناسى أى أزمات اقتصادية أو معاناة.. ووقف مع المصلحة الوطنية.. مع الأرض.. مع استقلالية القرار.. مع مصر التى لا تباع ولا تشترى.. ودعونا نتفاءل دائماً.. دعونا نرفع رءوسنا.. فالأرض أرضنا.. والقرار قرارنا.
> > >
ومادمنا نتحدث عن مصر وفرحة شعب مصر فى الشهر الكريم.. نتحدث عن دولة «التلاوة فى مصر».. فعلى السوشيال ميديا صور ولقطات وفيديوهات ومقتطفات من تلاوة شيوخ الأزهر لآيات من القرآن الكريم فى صلاة التراويح فى مختلف مساجد مصر.. ما كل هذا الجمال.. ما كل هذه الأصوات التى تذيب النفوس خشوعاً لتسيل معها الأعين دموعاً وتهتز معها الأجساد رجفة وارتعاشاً.. مزيج من الأصوات التى تعيد إلى الأذهان عمالقة التلاوة فى مصر.. محمد رفعت وعبدالباسط عبدالصمد والمنشاوى والتلاوى وغيرهم.. مصر فعلاً وحقاً هى دولة «التلاوة».. مصر تملك كنوزاً من البشر هم مصدر قوتها وهم ثروتها التى لا تنضب.
> > >
ونذهب إلى برامج رمضان ومسلسلات رمضان ونفتقد.. نفتقد الزعيم.. نفتقد وجود مسلسل لعادل إمام.. فما كان عادل إمام يقدمه فى مسلسلاته شىء آخر يختلف عن كل ما نشاهده.. كان اسم عادل إمام كفيلاً بنجاح أى مسلسل رغم أننا كنا نوجه له انتقادات عنيفة فى مسلسلاته الرمضانية الأخيرة.. ولكنه عادل إمام علامة وظاهرة وتاريخ وقصة نجاح من الصعب أن تتكرر.
> > >
ومقدم برامج للمقالب المتفق عليها.. تحدث فى حلقة مع لاعب كرة قدم عن نادى الزمالك العريق ووصفه بأنه نادى «كده وكده» قائلاً «فى حد يسيب نادى البطولات ويلعب فى نادى كده وكده»..!
وما قاله مقدم البرنامج لن يمر مرور الكرام.. نادى الزمالك هو أحد قطبى كرة القدم المصرية.. ونادى الزمالك تاريخ ومدرسة فى كرة القدم.. والانتماء لنادى الزمالك قيمة وشرف.. وأقول ذلك وأنا أحد محبى النادى الأهلى.. نادى القرن.. ولولا منافسة الزمالك للأهلى والأهلى للزمالك ما كانت هناك متعة فى كرة القدم.
> > >
وأحلى سحور فى رمضان.. السحور مع العائلة.. سحور بلا تكلف ولا مجاملات.. ولا تصوير.. ولا تبذير.. سحور فيه المحبة وفيه الترابط وفيه الضحكة الصافية.. والذكريات الحلوة.. سحور فيه الدعاء والصلاة والاستغفار.. سحور نقول فيه يارب احفظنا جميعاً.. ووفقنا جميعاً وأعد علينا هذه الأيام.. سحور البساطة والحياة.
> > >
واللهم كما بلغنا أوله بلغنا تمامه، وأعنا على صيامه وقيامه واجعلنا فيه من المقبولين.
> > >
ولا تظن أن دعوات رمضان ستذهب سدى، كلا والله وما كان ربك نسيا.
> > >
وأعيدكم وأعود معكم إلى الكلمات الراقية.. إلى متعة الفن عندما تقهرنا وتشقينا متاعب الحياة.. فعدنما يأتى المساء ونستمع إلى محمد عبدالوهاب فى أحلى الكلمات تعود بنا الذكريات وتنتعش داخلنا خلايا الحب والحياة.. وخلونى أحب على هوايا وأشوف فى حبه سعدى وشقايا.. ومهما كان شوقى إليه، آه شوقى إليه.. ومهما زاد هجره وبكانى.. وبكانى.. بكره يعز الود عليه ويفتكرنى عشان ينسانى.. آه عشان ينسانى..!
> > >
وأخيراً:
> الكلمات الرقيقة احتواء من نوع آخر
> فلما أراد الله أن يريح قلبى رزقنى بك
> ويقولون إن الإنسان يشيخ عندما يتقدم به العمر، لكنه فى الحقيقة يشيخ.. عندما ينطفئ ضوء ما كامن فى روحه.
> وهدوئى لا يعنى اننى بخير، بل هناك فى قلبى وجع لا أريد أن أخرجه لأحد.