عندما نتكلم عن تقييم الأعمال الفنية سواء الدرامية أو السينمائية أو المسرحية أو الغنائية فإن الأمر يخضع لمقاييس ومعايير وشروط كثيرة يصعب حصرها أو اختصارها فى مجرد كلمات جوفاء عبارة عن أكلاشيهات محفوظة يتم تداولها فى أى مكان.. ولذلك لن أتكلم عن الإنتاج الدرامى الذى تنفذه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وتعرضه على شاشات الفضائيات التابعة لها.. لكنى سأتكلم عن مشروع إعلامى إعلانى قدمته الشركة وأعجبنى وانبهرت به بل صفقت له كثيراً احتراماً وتقديراً ولابد أن أقدم التحية والامتنان لصاحب فكرته ثم مصممه وواضع موسيقاه وكاتب كلماته ومنتجه.. وهذا المشروع هو إعلان تليفزيونى لا يتعدى دقيقتين تم عرضه فى شهر رمضان الماضى كفاصل بين المسلسلات أو حتى بين الإعلانات ويتضمن عرضاً للمشروعات القومية التى تم إنشاؤها وافتتاحها خلال السنوات العشر الماضية..
وتأتى أهمية الإعلان فى أنه يقوم بتعريف المواطنين بما تم إنشاؤه على أرض «المحروسة» فى فترة وجيزة وزمن قياسي..وكم قدمت الدولة من خدمات رائعة بإقامة تلك المشروعات التى تنوعت ما بين طرق وكبارى وتبطين ترع ومنشآت صناعية أو زراعية.. والأهمية الثانية هى الرد بشكل قاطع وواقعى على كل من حاول التقليل من أهمية تلك المشروعات للمواطنين أولاً ثم للدولة.. وجاء عرض تلك المشرعات رؤى العين على الفضائيات أبلغ تأكيد على شفافية وصدق القيادة السياسية عندما وعدت بتغيير وجه الحياة فى مصر..وقد كان وأصبح واقعاً.. وكان قراراً رائعاً أن يستمر عرض تلك المشروعات بعد انتهاء شهر رمضان حتى يشاهده من لم يشاهده فى رمضان وكذلك بالتأكيد سوف يتم إضافة ما يجرى تنفيذه من مشروعات تباعاً ومستقبلاً..
وعن نفسي.. أعتقد أن عرض هذه المشروعات قد أصاب الكثيرين بصدمة عصبية لأنها كشفت كذب ادعاءاتهم وأنهم من هواة الهدم ومحاربة كل ما فيه مصلحة للبلد وللمواطنين.. كما فضحتهم أمام من كان يسير وراءهم مغمض العينين إذ فتح عينيه فجأة ليشاهد مشروعات مبهرة بحق وحقيقى وليست وهماً كما حاول الموتورون والحاقدون والكارهون إقناعهم بأن ما يسمعونه عن تلك المشروعات مجرد فرقعة سياسية.. وهكذا كلما انتهى مشروع ويتم عرضه بهذا الشكل البسيط دون فلسفة أو تعقيد يقتنع المواطن بما تقدمه الدولة وكذلك يزداد اقتناعاً بأنه كان مضحوكاً عليه من فئة أو أشخاص من ضعاف ومرضى النفوس.
فعلاً.. الإعلام الواعى المدرك لمجريات الأمور والخاضع لتطبيق النظريات الإعلامية عملياً.. هو من ينجح فى توصيل المعلومة بدون «فذلكة» أو «منظرة».. ويضع المصلحة العامة أمام عينيه.. شكراً «المتحدة».. وتحيا مصر.