الانقسامات تضرب «تل أبيب»
تتواصل ردود الفعل بشأن العملية الإسرائيلية الموسعة فى غزة، حيث حذر مسؤول الرهائن فى جيش الاحتلال من تعريض حياة المحتجزين هناك للخطر، وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل فى طريقها لاحتلال القطاع، وإنه حين يبدأ التوغل البرى بغزة فلن تنسحب إسرائيل من المناطق التى تسيطر عليها، حتى لو كان ذلك مقابل «المختطفين».
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا تستطيع إدارة أى شيء، كما أنها لن تكون قادرة على إدارة غزة. وذكر لابيد أن «نتنياهو صرّح فى ديسمبر 2023 بأننا على بُعد خطوة من النصر، والآن نعود إلى جولة أخرى من الأمر ذاته»، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأكد المعارض أن تل أبيب لا تملك ما يكفى من الجنود، وبمرور الوقت نفقد ثقة قوات الاحتياط، لافتا إلى أنه لا أحد يفهم ما الهدف من الحرب، وأسباب دخول خان يونس ورفح ومخيمات وسط قطاع غزة مجددا.. وأشار زعيم المعارضة الإسرائيلية إلى أن الضغط العسكري، أسفر عن مقتل محتجزين أكثر مما أعاد، منوها إلى أن «هناك مقترحا مطروحا والتوصل إلى اتفاق ممكن»، على حد تعبيره.
فى المقابل، أعرب وزير الأمن القومى الإسرائيلي، إيتمار بن جفير، عن رغبته فى خوض الحرب فى قطاع غزة حتى تحقيق «النصر الكامل»، لافتا إلى أن «بهذه الطريقة نزيد من فرصة عودة المختطفين»، حسبما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
أما حركة حماس فأدانت مصادقة «الكابينت» الإسرائيلى على خطط لتوسيع عمليته البرية فى قطاع غزة، معتبرة إياه قرارا صريحا بالتضحية بالمحتجزين الإسرائيليين فى القطاع. وأكدت الحركة أنَّ هذا القرار يُعيد إنتاج دورة الفشل التى بدأها الاحتلال قبل 18 شهرا، دون أن ينجح فى تحقيق أى من أهدافه المعلنة.
وشددت حماس على أنَّ تصريحات نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، تُظهر إصراره على ارتكاب مزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين الأبرياء فى قطاع غزة، بغطاء أمريكى كامل.. وأكدت أنَّ الشعب الفلسطينى ومقاومته، الذين أسقطوا بصمودهم وثباتهم رئيس الأركان الإسرائيلى السابق هرتسى هاليفى وخططه الإجرامية، لن ترهبهم تهديدات وخطط رئيس الأركان الحالى زامير.. وتابعت: «نحن أصحاب الأرض وسنبقى عليها، مهما تطاول عدوان الاحتلال الفاشي».
ودعت الدول العربية والإسلامية، والمجتمع الدولى والأمم المتحدة إلى تحمُّل مسؤولياتهم والتحرك الفورى لِلَجم حكومة الاحتلال، وكبح جرائمها الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على تقديم قادتها للعدالة الدولية.
دوليا، أعرب وزير الخارجية الفرنسى جان نويل بارو عن «إدانته الشديدة» لخطة إسرائيل للسيطرة على غزة وحملتها العسكرية الجديدة على القطاع الفلسطينى المدمر. وقال بارو فى تصريح لإذاعة «آر تى إل» الفرنسية: «هذا أمر غير مقبول»، معتبرا أن الحكومة الإسرائيلية «تنتهك القانون الإنساني». وأضاف أن «الحاجة الأكثر إلحاحا هى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق».
وفى بكين، عارضت الخارجية الصينية العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة فى غزة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالى بين فلسطين وإسرائيل.
من جانبه، ندد الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، بصمت المجتمع الدولى حيال الوضع فى القطاع. وقال مادورو أن إسرائيل تُشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، ومن يلتزم الصمت إزاء هذا التدمير الذى يستهدف عائلات بأكملها، يكن شريكا أبديا فى إحدى أخطر الجرائم المسجلة فى التاريخ». وأدان مادورو عدوان الاحتلال، مؤكدا ضرورة إحلال السلام فى جميع أنحاء فلسطين، وعلى رأسها قطاع غزة.
على صعيد الأوضاع الميدانية، وبعد مرور 50 يوما على استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال غاراتها على مناطق مختلفة من القطاع ما أسفر عن استشهاد 48 فلسطينيا وإصابة 142آخرين خلال 24 ساعة.
وأعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 52 ألفا و615 شهيدا و118 ألفا و752 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023، بينما باتت مستشفيات القطاع المنكوب مهددة بالتوقف بسبب منوع وصول الوقود ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى بحسب المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
من جهتها، قالت وكالة الأونروا، إن مئات الآلاف من الفلسطينيين بغزة يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة جراء سياسة التجويع التى تواصل إسرائيل تنفيذها فى القطاع بإغلاقها للمعابر ومنع دخول المساعدات الإغاثية منذ أكثر من شهرين. وأوضحت أن أكثر من ألف طفل بغزة يعانون من سوء تغذية خطير جراء سياسة التجويع الإسرائيلية. وأكدت الوكالة الأممية أنها لن تكون جزءا من الخطة الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى غزة مشددا على أن الخطة لا تلتزم بمعايير الأمم المتحدة.
الى ذلك، طالب مسؤول كبير فى حركة حماس، المجتمع الدولى على وقف «حرب التجويع» الإسرائيلية فى قطاع غزة.
وفى الضفة الغربية، تتواصل العملية العسكرية التى ينفذها الجيش الإسرائيلى لليوم المئة على التوالى فى مدينة طولكرم ومخيم نور شمس، بشمال الضفة ، وسط تقارير فلسطينية عن تزايد الأضرار فى البنية التحتية وحركة نزوح سكاني.. وأفادت مصادر فلسطينية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت أمس عددا من المنازل فى مدينة طولكرم، واعتقلت شخصين، أحدهما ضابط فى جهاز الدفاع المدني، كما قامت بتفتيش منازل أخرى وتخريب محتوياتها، بحسب الشهادات المحلية.