بينما يواصل الوسطاء جهود وقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين، ألمح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى مقترح جديد قد يعلن عنه خلال 24 ساعة، فى وقت استبقت حركة حماس تلك الخطوة بالتأكيد على موقفها من أى مقترح جديد، وتمسكها بالتوصل إلى «اتفاق شامل» لوقف إطلاق النار فى القطاع.
قال ترامب فى تصريح له خلال وجوده فى البيت الأبيض أمس إن بلاده أجرت العديد من المباحثات بشأن قطاع غزة، وإنه سيتم الكشف عما يجرى «على الأرجح خلال الساعات الـ24 المقبلة».
ورفض عضو المكتب السياسى فى الحركة باسم نعيم المساعى الرامية لإبرام «اتفاق جزئي» قبل زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط، وقال ان أهم الشروط لأى اتفاق هو ضمان وقف الحرب والانسحاب من القطاع، وإدخال المساعدات فورا إلى القطاع الذى يتضور سكانه جوعا وعطشا.
كانت مصادر مقربة من الرئيس الأمريكى قد كشفت ان ترامب يشعر بخيبة أمل من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقرر المضى قدما بخطوات فى الشرق الأوسط بدونه. ووفقا لصحيفة «إسرائيل هيوم»، فقد شهدت العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب تدهورا ملحوظا، وسط تبادل مشاعر الإحباط وخيبة الأمل.
وأكدت المصادر أن ترامب لم يعد مستعدا لانتظار خطوات من الجانب الإسرائيلي، وقرر التحرك بمفرده لضمان مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة.وترى واشنطن بحسب الصحيفة أن نتنياهو يماطل فى اتخاذ قرارات حاسمة كان من المفترض أن تمهّد للتهدئة.
جاء ذلك بينما واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 52 لعودة الحرب مخلفة اعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي، حيث ارتكب الاحتلال اربع مجازر خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية ادت لاستشهاد 102 مواطن واصابة نحو مائتين حسب الإعلام الحكومى بغزة.
تركزت غارات الاحتلال على خيام النازخين، ومطعم وسوق شعبى فى مدينة غزة، فى حين واصل الجيش الإسرائيلى نسف مبانى سكنية وسط مدينة رفح الفلسطينية جنوبى القطاع. كما اصيب اثنان من الصيادين إثر إطلاق بوارج الاحتلال الحربية النار بإتجاه الصيادين على شاطيء بحر خانيونس.
وفى المقابل أعلنت كتائب القسام استهداف قوة هندسية لقوات الاحتلال من 12 جنديا كانت تعد لنسف منزل بمحيط مفترق الفدائى شرقى مدينة رفح الفلسطينية.
وأكدت الكتائب استهداف القوة بقذيفتين مضادتين للأفراد والدروع مما أدى لانفجار المنزل ووقوع أفرادها قتلى وجرحي.
وأشارت إلى أنها رصدت بعد الاستهداف هبوط طائرات مروحية لقوات الاحتلال من أجل إجلاء القتلى والجرحي.
فى الوقت نفسه، أظهرت صور الأقمار الصناعية التدمير الممنهج الذى ينفذه جيش الاحتلال فى مدينة رفح الفلسطينية حيث تم تدمير 80 ٪ من المبانى بما فى ذلك أكثر من ألف مبنى فى شهر مارس وحده. وتركزت عمليات الاحتلال فى الأسابيع الأخيرة على المدينة، حيث تم بناء طريق موراج الشهر الماضي، مما أدى إلى عزل رفح عن جنوب قطاع غزة.
فى السياق، أعلن الدفاع المدنى الفلسطينى فى غزة، توقف 75 ٪ من سياراته عن العمل بسبب نفاد الوقود، جراء الحصار والإبادة الإسرائيلية المستمرة. ولفت إلى أن القطاع يشهد عجزًا كبيرًا فى توفر المولدات الكهربائية وأجهزة الأوكسجين.
من ناحية أخري، انتهت المهلة الزمنية التى حددتها سلطات الاحتلال لإغلاق المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فى مدينة القدس المحتلة، وذلك بموجب قانون أقرّه «الكنيست» فى أكتوبر 2024، يقضى بحظر نشاط الأونروا داخل ما يُعرف بـ»إسرائيل».
واقتحمت طواقم مشتركة من شرطة الاحتلال ووزارة التعليم الإسرائيلية وبلدية الاحتلال مدارس الأونروا فى مخيم شعفاط، بهدف تنفيذ قرار الإغلاق، وعلّقت أوامر الإغلاق على أبواب المدارس.وقع الاقتحام خلال يوم دراسي، حيث كان أكثر من 550 طالباً وطالبة، تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً، متواجدين فى الصفوف مع معلميهم. وأكدت الوكالة أنها أخلت جميع طلاب المدارس الست حفاظاً على سلامتهم.