هذه المرحلة التى تقف فيها مصر بشموخ وصلابة وحسم فى مواجهة مخططات التهجير ومحاولات تهديد الأمن القومى المصرى، والتعدى على سيادة الأرض المصرية، ثرية بالحقائق، وهى بمثابة كنز ثمين للوعى تتكشف فيه الأشياء، وتسقط فيه الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه، بعد سنوات من الطعن والتشويه والإساءة للدولة المصرية وقيادتها العظيمة.
هذه الأحداث الجسام، والتحديات والتهديدات الخطيرة والمواقف المصرية الشريفة تجاهها تمنحنا القوة والثقة فى مساراتنا، ورؤيتنا فى بناء الدولة القوية القادرة، تظهر بجلاء المتآمرين والخونة والمرتزقة، الذين، لم يكفوا أو يتوقفوا يوماً، عن محاولات بث الإحباط واليأس والتشكيك فى نفوس المصريين، ومحاولات هز الثقة بين الشعب والقيادة، وحاولوا استثمار حملات الأكاذيب.. والتشكيك فى تحريض وتحريك المصريين، وكل ذلك باء بالفشل لأن هناك شعباً عظيماً قادراً على الفرز بين الشريف والمرتزقة، لذلك ظل المصريون، فى حالة اصطفاف حول قيادتهم.
ما أريد أن أقوله إن تلك اللحظات الفارقة التى تطرح فيها مشروعات مشبوهة ومخططات عبثية للتهجير مجرد ترهات وخزعبلات وكأننا نعيش فى الغاب، قوى تتعامل بغطرسة بعيداً عن أى مرجعيات دولية أو قوانين أو مواثيق، تحت شعارات براقة وذرائع مزعومة عن الإنسانية والتنمية، وأقوال لا يستوعبها عقل البشر، فى هذه اللحظات تقف مصر شامخة، صامدة، صلبة فى وجه هذه المخططات غير الأخلاقية، التى تريد استئصال، واجتثاث شعب من أرضه وبناء منتجعات على هذه الأرض، وكأن العالم بات مطوراً عقارياً، تحكمه قواعد البيزنس والمصالح، دون النظر إلى أوطان وشعوب وجغرافيا وتاريخ، ويعتبرون غزة أو أرض فلسطين مجرد أرض.
بدون تفاصيل أو نقاشات، لن يفلح مخطط التهجير، ولن يرى الواقع، لسبب واحد أن مصر رفضت ولديها من القوة والقدرة، والأدوات، لإجهاض هذا المخطط ومواجهة هذه الغطرسة، وقدرة مصر ترتكز على أسباب كثيرة، ويمكن اختصار ما أعنيه، أن من يتوهمون التوسع والاحتلال واغتصاب الأراضى، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهديد الأمن القومى لمصر، ليس فى مصلحتهم أن تغضب مصر.. بل سيكون كارثياً على وجود ومصالح قوى الشر.
الحقيقـة الساطعة، وضـوح وشـرف المواقــف والقــدرة على الفعــل، وعدم الرضــوخ، يكشــف تعمق، عبقرية رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بناء قوة وقدرة الدولة المصرية، وتأسيس الدولة الحديثة، ووضعها على أرض شديدة الصلابة والردع، وأيضاً القدرة على الاستغناء والاكتفاء وتوفير احتياجات شعبها دون الاستجابة لمحاولات الابتزاز والضغوط والتلويح بقطع أو منع مساعدات، فمصر لا تركع، ولا تساوم على شرف مواقفها، ولا تتهاون أو تتنازل أو تفرط فى مبادئها وأرضها أو حقوق أشقائها.
أتحدث عن حق لابد أن نفكر فيه جميعاً ونعرضه فى شكل تساؤلات، ماذا لو استمر الإخوان المجرمون فى الحكم إلى هذه اللحظة؟، وماذا لو لم تتبنى مصر أكبر ملحمة للبناء والتنمية وتطلق مشروعها الوطنى لتحقيق التقدم وتحقق إنجازات غير مسبوقة، وتمتلك جرأة وشجاعة الإصلاح والذى تحمل المصريون تداعياته بوعى وفهم أن لا سبيل إلا الإصلاح لمعالجة التحديات والأزمات والمشاكل المتراكمة والانطلاق، والانطلاق إلى آفاق اقتصادية رحبة، وأيضاً بناء الإنسان المصرى وتمكينه من العيش الكريم، والارتقاء بالخدمات المقدمة له.
ماذا لو أن مصر لم تمض فى مشروع البناء والتنمية واستلمت للظروف والتحديات واكتفت بمجابهة الإرهاب وهى حجة مشروعة لأنها حرب كاملة؟، لكن مصر اختارت أن تخوض معركتى البقاء والبناء معاً وفى توقيت واحد.. ماذا لو لم يتبنى الرئيس السيسى ويتخذ القرار التاريخى، بتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات القتال والتسلح فى العالم، ليؤدى مهامه بأعلى درجات الكفاءة والاحترافية، وأعلى درجات الجاهزية فى آتون هذه التحديات والتهديدات والصراعات والأطماع والأوهام والمخططات التى تشعل المنطقة وتستهدف مصر فى الأساس وكون مصر تعيش فى طوق من النار، حيث جميع الحدود ملتهبة، فى الغرب والجنوب والشرق وفى البحر والبر، وأيضاً فى كل تهديدات مستجدة بعيدة وقريبة، كان لزاماً أن تمتلك مصر القدرة للوصول إليها وأكثر لوأد هذه التهديدات، ثم ماذا لو لم يكن لدى مصر رؤية استباقية استشرفت المستقبل رصدت التحديات والتهديدات والأطماع قادمة لا محالة وستكون جهاراً نهاراً، وفى وضح النهار، وقد حدث فى الأيام الأخيرة الإعلان عن مخطط التهجير.
الحقيقة أن الشعب المصرى يستحق التحية والإجلال والتقدير وهو بالفعل الشعب البطل كما وصفه الرئيس السيسى، الذى اكتشف خيانة الإخوان المجرمين ونظامهم العميل وقرر عزلهم لأنه أدرك أنهم سوف يمنحون أعداء الوطن ما يريدونه من أراض فى سيناء، لتهجير الفلسطينيين، وأكثر من ذلك الانبطاح لكل مطالب المشروع «الصهيو ـ أمريكى» فى تقسيم المصريين، أو تمكين مشروعات إقليمية مشروعة من مصر، وإبعادها عن معادلة القوى والريادة والقيادة فى المنطقة وتحويلها إلى دولة مستأنسة لا أنياب لها، لا قدرة لها للدفاع عن ثوابتها وحدودها وأمنها القومى.. ولا قدر الله لو أن الجماعة الإرهابية مازالت حتى الآن فى سدة الحكم، فى ظل هذا المشهد، وهذا المخطط، لما ترددوا فى التفريط فى أرض مصر وأمنها القومى.
أيضاً، فى ظل الحقائق الساطعة، وعبقرية رؤية ومسار الرئيس السيسى الذى اختارته لمصر، وهو مسار بناء القوة والقدرة، وبناء الدولة الصلبة، الحديثة، حتى تمتلك أدوات ومقومات الحفاظ على أمنها، وسلامة أراضيها، وحدودها.
الرئيس السيسى القائد العظيم الذى حول مصر من دولة محدودة الموارد، إلى دولة المستقبل الاقتصادى الواعد، وأحدثك هنا عن رؤية بناء شبكة الطرق الاستراتيجية وضع ألف خط تحت الاستراتيجية، وهى أيضاً القاعدة التى تنطلق منها نهضة اقتصادية واستثمارية وكذلك دولة الفرص والاستثمارات فى ظل إنجازات عملاقة فى مجال الطاقة والموانئ والمدن الجديدة الذكية والطاقة الجديدة والمتجددة، والنهضة الزراعية، وأيضاً التطور فى مجال الصناعة، إنها دولة بحق، دولة عفية قوية قادرة على حماية شعبها ونفسها والتصدى لكل المخططات والابتزاز والمساومات، دولة تمتلك رصيداً دولياً زاخراً من علاقات الشراكة والامتزاج مع القوى الكبرى، عادت لتؤدى دورها وريادتها فى أمتها العربية، وقارتها الأفريقية ومحيطها الإقليمى، وتأثيرها الدولى.
تحية للرئيس السيسى، الذى حمى وحفظ وبنى مصر.