تعرضت سفينة تحمل مساعدات كانت متجهة إلى قطاع غزة أمس إلى هجوم بمسيّرات إسرائيلية قرب سواحل مالطا فى البحر المتوسط، مما أدى لاشتعال النيران فيها ، بينما أكدت حكومة مالطا فى بيان سلامة جميع ركاب السفينة التابعة لتحالف «أسطول الحرية».
جاء فى البيان انه «كان على متن السفينة 30 ناشطا دوليا فى مجال حقوق الانسان وطاقم من 12 فردا و4 ركاب مدنيين، ولم تقع إصابات»، مضيفا أنه تم إرسال قاطرة قريبة لتقديم المساعدة.
ونشر تحالف أسطول الحرية – الذى يعد منظمة دولية غير حكومية – لقطات فيديو تظهر حريقا على إحدى سفنه، لكنه لم يحدد الجهة المسئولة عن الهجوم، كما لم يعلن حتى الآن عن وقوع إصابات.
أوضحت المنظمة ان الهجوم استهدف مُولد السفينة، مما اسفر عن اندلاع حريق بها واحداث خرق كبير فى هيكلها مما عرضها لخطر الغرق .
وبحسب المنظمة، أطلقت السفينة نداء استغاثة بعد أن تعرضت للقصف على بعد 17 ميلا بحريا شرقى مالطا واستجابت قبرص بإرسال سفينة للمساعدة.
فى السياق ذاته، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الهجوم وقع فى منطقة تعتبر ضمن المجال البحرى الأوروبي، مما قد يفتح الباب أمام توترات دبلوماسية، خصوصا مع دول الاتحاد الأوروبى المعنية بالمياه الإقليمية فى حوض البحر المتوسط.
يذكر ان تحالف أسطول الحرية يقود حملة لإنهاء الحصار الإسرائيلى على غزة، الذى بدأ فى مارس الماضى قبل أيام من استئناف إسرائيل هجماتها على القطاع المدمر.
من جانبها علقت حركة «حماس» على الهجوم معتبرة إياها قرصنة وإرهاب دولة يستدعى إدانة وتدخلا دوليا عاجلا.
قالت الحركة انها تثمن جهود طاقم سفينة أسطول الحرية وكل ناشطى كسر الحصار عن غزة فى العالم وتدعوهم إلى مواصلة مسيرتهم ، مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل لوقف انتهاكات الاحتلال وإلزامه بوقف عدوانه ومحاسبة قادته على جرائمهم.
من جانب آخر قالت حركة الجهاد الإسلامى ان قصف الاحتلال السفينة التابعة لأسطول الحرية المتجهة إلى غزة دليل جديد على استخدامه التجويع سلاح حرب ، كما انه يعد استهزاء سافرا بكل القوانين والأعراف الدولية وإمعانا فى إهانة كل القيم الإنسانية والأخلاقية.
فى تطور آخر ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنَّ هناك استعدادات كبيرة تجرى فى جيش الاحتلال الإسرائيلى لتصعيد القتال فى قطاع غزة، ويعتزم استدعاء مزيد من قوات الاحتياط قريبًا لتوسيع العملية العسكرية فى غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن جيش الاحتلال، أنَّ هذا العام سيكون عام حرب، مع التركيز على قطاع غزة وإيران، وتأتى هذه التصريحات فى ظل التوترات المستمرة فى المنطقة والتصعيد العسكرى فى غزة.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسئولين عسكريين لم تسمّهم، أنّه من المقرر أن يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى إصدار أوامر تجنيد لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط تحسبًا لتوسع متوقع فى القتال بقطاع غزة.
أضافت: «سيتمّ نشر بعض جنود الاحتياط فى عمليات فى لبنان وسوريا، بينما سيتمركز آخرون فى الضفة الغربية، وسيحلّ هؤلاء الجنود محل وحدات المجنّدين الإلزامية التى سيتمّ نقلها جنوبًا، وبدء الاستعداد للعمليات فى غزة».
أوضحت الصحيفة أنّه تمّ بالفعل إبلاغ بعض جنود الاحتياط أنّه سيُطلب منهم المشاركة فى القتال داخل القطاع، مضيفة أنّ العديد من الضباط والجنود أعلنوا بالفعل نيتهم عدم الانضمام إلى الجولة المقبلة من القتال بسبب حالة الإرهاق.
على الصعيد الميدانى استُشهد عشرات الفلسطينيين أمس واصيب آخرون جراء غارات عنيفة شنها الاحتلال على مناطق مختلفة فى قطاع غزة كان اعنفها على منزلين بوسط غزة مما اسفر عن سقوط 9 شهداء وعشرات المصابين.
كما قصفت طائرات الاحتلال أراضى زراعية غرب بلدة بيت لاهيا، بينما استهدفت طائرات استطلاع من نوع «كواد كابتر» مناطق فى حى الزيتون وحى التركمان شرقى مدينة غزة.
فى الاثناء، استشهد فلسطينى وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلى استهدف تكية خيرية قرب شارع الجلاء فى مدينة غزة، وسط قطاع غزة.
وإنسانيا، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من انهيار وشيك للاستجابة الإنسانية فى قطاع غزة، فى ظل التدهور الحاد فى الأوضاع الميدانية واستمرار العدوان الإسرائيلي.
قالت اللجنة فى بيان، إن تدهور الوضع الأمنى فى قطاع غزة يُعيق بشكل كبير عمل موظفيها وشركائها فى المجال الإنساني، مؤكدة أن «دون اتخاذ إجراءات فورية، ستنحدر غزة إلى فوضى لن تتمكن الجهود الإنسانية من تخفيفها».
أضافت أن المدنيين فى قطاع غزة تُركوا دون الضروريات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، مشددة على أن استئناف إيصال المساعدات بشكل فورى أمر حتمي، وإلا فإن تنفيذ برامج اللجنة الدولية فى القطاع لن يكون ممكنًا.
أكدت اللجنة الدولية على وجوب احترام وحماية الطواقم والمرافق الطبية فى جميع الظروف، داعية إلى السماح الفورى بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
من جانب آخر، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية، من تعميق الاحتلال الإسرائيلى لعدوانه على مخيمات شمال الضفة للشهر الرابع على التوالي، وتشريده أكثر من 40 ألف فلسطيني، واستكمال مخططه لهدم المزيد من منازل الفلسطينيين، خصوصًا بعد إخطاره أمس بهدم 106 منازل وبنايات فى مخيمى طولكرم ونور شمس، لتضاف إلى مئات المنازل الأخرى التى جرى هدمها منذ بداية العام الجاري.
قالت الخارجية فى بيان صدر عنها،إنَّ جرائم هدم المنازل وممتلكات المواطنين فى الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس هو بمثابة استكمال لجرائم التدمير التى ترتكبها قوات الاحتلال فى قطاع غزة، وتندرج فى إطار جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وتهدف لضرب مرتكزات الوجود الوطنى والإنسانى للشعب الفلسطينى على أرضه وفى وطنه فى أبشع أشكال جرائم التهجير والضم.
أضافت الوزارة أنها تواصل متابعتها لما يتعرض له الشعب الفلسطينى مع الدول والجهات الدولية كافة، مطالبة بتدخل دولى حقيقى وجدى لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه والانصياع لإرادة السلام الدولية.