المئات «تحت الأنقاض».. وقوات الاحتلال تمنع الإسعاف من الوصول للجرحى
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلى 10 مجازر أمس، فى اليوم الـ 148 للحرب، راح ضحيتها 92 شهيداً، وأصيب 156 آخرون، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
قالت وزارة الصحة فى غزة، إن عددا من الشهداء والجرحى ما زالوا تحت الأنقاض، وفى الطرقات، بسبب منع الاحتلال لطواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم.
أكدت أن حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلى على القطاع ارتفعت منذ 7 أكتوبر الماضى إلى أكثر من 30 ألف شهيد، بلغ عدد الإصابات قرابة 72 ألف إصابة.
وبالتزامن حذر مسئولون فى منظمة الصحة العالمية من تبعات المجاعة وعدم قدرة السكان على الوصول للغذاء، خاصة الأطفال والحالات الضعيفة، وقال كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن البيانات الرسمية تفيد بأن طفلا عاشرا مات جوعا فى أحد مستشفيات القطاع.
وفى مؤتمر صحفى فى جنيف، قال ليندماير إن العدد الحقيقى للأطفال الذين ماتوا جوعا ربما يكون أعلى من ذلك.
من جانبه قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس جيبرييسوس إن مستوى الدمار حول مستشفى الشفاء يفوق الوصف ودعا إلى وقف النار، وأضاف مدير المنظمة الأممية أن طاقمه وطواقم أخرى زودوا المستشفى الاكبر فى القطاع بنحو 19 ألف لتر من الوقود ولوازم طبية أساسية لإنقاذ الحياة لنحو 150 مريضا وعلاج 50 طفلا يعانون من سوء تغذية حاد. وفى الضفة الغربية استشهد فلسطينى برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال اقتحام جديد لبلدة كفر نعمة قرب رام الله، ضمن اقتحامات أخرى متكررة لمدن وبلدات فلسطينية بالضفة الغربية، حسبما نقل التلفزيون الفلسطيني.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدتى بنى نعيم، ويطا، فى محافظة الخليل، بالإضافة إلى بلدة عزون شرق قلقيلية.
من جانبه أكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن السلطة الشرعية الوحيدة التى ستعمل وتستمر فى العمل فى غزة هى الإدارة الفلسطينية، معرباً عن أمله فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان.
حذّر المالكي، خلال مشاركته فى جلسة نقاش خاصة بعنوان «مجموعة الاتصال بشأن غزة» خلال أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسى فى تركيا، من أنّه فى حال فشل المجتمع الدولى فى إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيمضى فى مخططه بالهجوم على مدينة رفح التى تؤوى أكثر من 1.5 مليون فلسطيني، ما يعنى ارتكاب المزيد من المجازر المروّعة بحق المدنيين وتهجيرهم قسراً خارج فلسطين.
أضاف أنّ الاحتلال الإسرائيلى يهدف إلى ضرب جميع مقومات الحياة فى القطاع، ويعمل ضمن سياسة ممنهجة تعتمد على التجويع والتعطيش وحرمان المواطنين من أبسط حقوقهم الإنسانية، مشيراً إلى أنّ نحو 150 ألف فلسطينى يعانون المجاعة ويعيشون ظروفاً إنسانية قاسية فى شمال القطاع.
قال المالكى إن هناك حاجة إلى إرادة دولية جادة لوقف إطلاق النار فى غزة، فى ظل تعنّت نتنياهو ضد وقف إطلاق النار، كما يعمل وأعضاء حكومته على تصعيد وتيرة عمليات الاستيطان بالضفة الغربية بما فيها القدس، وممارسة قوات الاحتلال وميليشيات المستعمرين الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين بالضفة الغربية ما يؤدى إلى تفجير ساحة الصراع وتهديد الأمن والاستقرار فى المنطقة.
أشار إلى عدم إمكانية الوصول إلى حل إزاء ما يحدث فى فلسطين حالياً، لأن الجانب الإسرائيلى وبالأخص نتنياهو واضح للغاية بأنّه يريد إطالة أمد الحرب وتوسيع رُقعتها لتحقيق مصالحه الشخصية.
بدوره انتقد وزير الخارجية الفرنسى ستيفان سيجورنيه فى مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية السلطات الإسرائيلية وقال إنها تتحمل مسئولية منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
قال سيجورنيه إن الوضع الإنسانى الكارثى يؤدى إلى أوضاع لا يمكن الدفاع عنها ولا يمكن تسويغها ويتحمّل الإسرائيليون مسئوليتها.