فتحت الحادثة الأخيرة التى شغلت الرأى العام حول ما يسمى اعلاميا خط الصعيد الحديد المدعو محمد محسوب أحد ابناء قرية العفادرة بمركز ساحل سليم بأسيوط المتهم فى العديد من القضايا أبرزها تجارة المخدرات، المسكوت عنه.
صعيد القيم والعادات والتقاليد والأخلاق الرصينة ورجالاته فى كل العصور والذى لطالما نظم الشعراء فيه قصائد المديح وكتب الكتاب مؤلفات فى اصوله وعراقته ولهجاته يسقط الآن تحت تأثير المخدرات وبدلا من أن يظل «الضوء الشارد وذئاب الجبل والليل وآخره وشيخ العرب همام والرحايا» هما دليل الدراما الصعيدية أصبح «سلسال الدم والجزيرة وأفراح ابليس» وقريبا قصص حياة عزت حنفى ومحسوب هما العنوان.
محاولات اغراق مصر بالمخدرات من جانب قوى متآمرة لا تريد لنا الخير والانتقال للمستقبل معروف وليس بجديد وجهود الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية والادارة العامة للمخدرات ليست بخافية فهناك حملات لا تتوقف ونجاحات أمنية كبيرة فى مواجهة هذه المافيا ولكن الأزمة أكبر بكثير ففى دراسة لأحد المختصين يشير إلى أن تجارة المخدرات فى مصر أصبحت تحتل المستوى الثانى فى أفريقيا .. كما أنها من بين أكثر الدول استخداما للمخدرات، وأن 11 ٪ يتعاطون المخدر الذى ينتشر بين الشباب كما تنتشر النار فى الحطب لأنه يشعر المتعاطى بالنشاط والحيوية واليقظة وشدة الانتباه وعدم الرغبة فى النوم والاستيقاظ لأيام وبالتالى المزيد من الشعور بالإحساس بالقوة المفرطة، وجنون العظمة الذى يصنع أمثال هؤلاء المجرمين أمثال محسوب ومن قبله عزت حنفى.
تعاطى وإدمان المخدرات مشكلة صحية واجتماعية وأمنية واقتصادية كبرى فى العديد من البلدان فضحايا المخدرات يتضاعفون فى ظل محاولات إغراق بلادنا بكميات هائلة من هذه السموم، والتى أصبحت تنتج داخل بعض هذه الدول وتنتقل إلى الدول المجاورة لها فى ظل الانفلات الأمنى فى دول الجوار وعدم قدرتها على حماية حدودها وهذا ما يضع المزيد من الأعباء على الأجهزة الأمنية المصرية.
ورغم الجهود الأمنية الكبيرة التى تبذلها مصر فى مواجهة التهريب للقضاء على مصادر المخدرات والسموم وآخرها ضبط شحنة مخدرات تقترب قيمتها من مليار جنيه حاول المهربون استخدام مصر معبراً لنقل المخدرات لدول أخرى، بات حتمياً علينا طرق الأبواب الأخرى وتفعيل وسائل المواجهة الإعلامية والصحية والدينية وتخصيص المزيد من خطب الجمعة للتحذير من المخدرات والاهتمام بوسائل الوقاية.