قرأت كثيرا عن الشجاعة والعزيمة وقرأت أكثر عن التضحية والفداء وكان محصول كل تلك القراءات هو الشعور بالفخر والعزة والاعتزاز، الآن رأيت وأرى كل تلك المعانى والمشاعر تتجمع متضافرة فى شخصة واحد لتصنع لنا بؤرة ضوء شديدة اللمعان؟ نعم إنها امرأة طبيبة عربية فلسطينية.. لكنها تختلف عن كل نساء العالمين فى شجاعتها وبسالتها وإنسانيتها وإيمانها برسالتها الإنسانية، تلكم هى أميرة القلوب « أميرة العسولي» خرجت كما طائر الفينيق والطائر العنقاء من بين الأنقاض لتواجه نيران الأوغاد من الصهاينة الارهابيين، تحت القصف انطلقت كما المارد لا تهاب رصاصاتهم ولا مدافعهم ولا دباباتهم ولا صواريخهم، انطلقت تركض لا هاربة ولا مختبئة ولا خائفة ولا مرتجفة، انطلقت لتنقذ جريحا كان يصارع الموت تحت نير العدو، أميرة التى احتقرت العدو وسخرت من رصاصاته هزمت اسرائيل وحدها بالضربة القاضية، كانت خطواتها وهى تلبس الثياب العربى الأصيل تسابق الزمن ليس خوفا على نفسها من الموت برصاصات الخسة والغدر وإنما كان الخوف على جريح غارق فى دماءه لا يجد من يسعفه ويوقف هذا الدم النازف تحت القصف الغاشم، «أميرة « تركض وتصل وتوقف نزيف الدم وتنقذ حياة شاب لا يستحق إلا الحياة، «أميرة « وضعت العالم فى ورطة اخلاقية تجاه ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، «أميرة « خرجت وحدها من بين الصفوف مخترقة كل الحواجز وكل المطبات لتعلن للعالم أن هذه القضية كُتب لها النصر مهما طال الزمن، « أميرة « يجب أن نصنع لها التماثيل فى كل ميادين الحرية وكل ساحات النضال، تستحق تلك المرأة كل جوائز الدنيا والآخرة، أراها تستحق نوبل للسلام، كما أدعو مصر لمنحها «وسام الكمال «، وهنا أقول هل يحتفى العالم بأميرة كما احتفوا بنجوم «الخراب العربى « من قبل فى الاتحاد الأوربى وبرلمانه وكذلك الكونجرس الأمريكى والبت الأبيض؟ أميرة فضحت اسرائيل وسخرت من العالم وانتصرت لقضيتها ومهنتها وإنسانيتها فهل ننتصر نحن لهذه الأميرة؟