لا يمكن إنكار الأثر النفسى والمعنوى الذى ساد بين أفراد القوات المسلحة نتيجة تجانس أعضائها من كل صوب وعمر بعد النكسة خاصة بعد اندماج المتعلم والعامل والفلاح والصياد وكل الفئات والاهتمام بانتقاء أفضل العناصر للخدمة العسكرية بل وتحول البعض من الجنود والصف لضباط للخدمة بين زملائهم لتتشكل منظومة القوات المسلحة قبل الحرب من كل الفئات دون تميز إلا بالاجتهاد لتخليص المحروسة من البلاء الكامن على الضفة الغربية للقناة فضلاً عن أثر هذه التحولات على الروح المعنوية بشكل كبير.
وكان للإعداد الجيد للمقاتل أكبر الأثر فى تعويض الخلل فى مستوى الأسلحة بيننا وبين العدو الإسرائيلى برغم أنه كان الشغل الشاغل للقيادة العليا وحتى القيادات الأقل، إلا أن المصرى لا تغلبه الحيلة فتحايلت الكثير من أفرع قواتنا المسلحة بعد تعثر الحصول على المتقدم من الأسلحة لتفكر فى البدائل وتعويض هذا الفارق، وكان أحد مفاتيح الحلول عن العدو بيد المخابرات وقوات الاستطلاع التى أمدت العديد من الأسلحة بالمعلومات والبيانات وصور عن الكثير من تفاصيل خلفيات العدو سواء دفاعاته كصواريخ هوك وتمركزها أو خزانات النابالم لتحديد فوهاتها تحت مياه القناة لسدها عند العبور وتنوع طرق العبور وغيرها، لتذهل قوتهم المرابطة وقياداتهم المغرورة من هول المفاجأة وقوة الأسلحة التى بدأت الحرب كالطيران والمدفعية والأسلحة المساندة مما كان له أعظم الأثر فى نجاح العبور بعد فشل كل مخططاهم الدفاعية إلا أن التدخل الأمريكى لإيقاف تقدم قواتنا كان له أثر كبير اضطرنا مثلاً تغيير التعامل مع بعض دبابات العدو التى أنزلتها الولايات المتحدة بالعريش وتستعين بأقمارها الصناعية فى التوجيه بأن تم التعامل معها بالمدافع التى يحملها الأفراد «الاربيجي» ليبحث العدو بعد فشله فى صد الهجوم عن حل لا يتضمن المواجهة المباشرة مع قواتنا فقام بعمل ثغرته المسرحية بتلك الدبابات والتى كان هناك قرار بتعامل قوات الوحدة المركزية بالتعامل معها بالتطويق إلا أن قبول الطرفين بوقف إطلاق النار برغم احتلال قواتنا بالضفة الشرقية للقناة مساحات هائلة من أرضنا بسيناء.. وهو الذى استخدمه الرئيس السادات وبالدهاء المصرى أيضاً لاسترجاع الحق المصرى وأرض الفيروز.