قبل سنوات كنا ننظر الى بعض المنتخبات في أفريقيا على انها منتخبات صغيرة، وبالتالي مواجهتها أشبه بنزهة كروية بالنسبة لمنتخب مصر، ولكن الصورة تغيرت تماما ولم يعد هناك منتخب صغير وآخر كبير.
وقبل مواجهة بوركينا فاسو وغينيا بيساو في الجولتين الثالثة والرابعة في تصفيات مونديال 2026 يجب على منتخبنا الوطني توخي الحذر وخوض المباراتين بتركيز شديد لمواصلة التصفيات بنجاح من أجل الاقتراب من تذكرة التأهل والعودة للمونديال كخطوة أولى تتبعها خطوات اخرى وهي تحقيق أول فوز لمصر في كأس العالم والتأهل للدور الثاني للبطولة وهو الامر الذي لم يتحقق خلال ثلاث مشاركات سابقة اعوام 34 و90 و2018.
اكبر دليل على ان منتخب مصر لن يكون في نزهة كروية في مواجهة بوركينا وغينيا بيساو التطور الكبير في الكرة الافريقية خلال السنوات الاخيرة، وشاهدنا جميعا الاداء القوي خاصة للمنتخبات التي كان يطلق عليها منتخبات صغيرة.
في امم افريقيا الاخيرة ودعت منتخبات كبيرة من الدور الاول مثل الجزائر وغانا وتونس وزامبيا، فيما تأهلت منتخبات مثل غينيا الاستوائية التي تصدرت المجموعة الاولى، ومنتخب الرأس الاخضر وتصدر المجموعة الثانية، واحتل منتخب مصر وصافة المجموعة بثلاث نقاط ليتأهل لدور الـ 16 بشق الانفس.
وشهدت المجموعة الثالثة تقلبات كبيرة .. الصدارة كانت من نصيب انجولا والوصافة لبوركينا فاسو وتأهل منتخب موريتانيا بفوزه على الجزائر.
وكانت صدارة المجموعة الرابعة من نصيب مالي في مجموعة كانت تضم جنوب افريقيا وتونس.
وفي الدور الثاني ودع منتخب مصر البطولة امام الكونغو الديمقراطية ولم يحقق اي فوز، وتوقعنا ظهوراً مميزاً للمغرب بعد الأداء الساحر في المونديال لكنها ودعت من دور الـ 16.
كل ما سبق يؤكد ان الكرة في افريقيا تغيرت تماما ولم يعد هناك كبير وصغير وعلينا توخي الحذر ومن يتخيل انه ملك افريقيا نستطيع ان نقول له إن الغابة الافريقية بلا ملك.
واتمنى من الجهاز الفني واللاعبين ان يتذكروا هذا جيدا وان كرة القدم لا تعترف بالتاريخ والاسم الكبير ولكن بالاداء القوي والعطاء في الملعب والتخطيط السليم والتركيز وليس مجرد رغبة وحماس في الملعب.