هل حقا مات ضمير العالم حيال كل ما جرى ويجري للشعب الفلسطيني الذبيح؟ من وقت النكبة الأولى عام 1948 والتي شهدت تهجير أكثر من 750 الف فلسطيني وهدم اكثر من 500 قرية وحتى الآن لم يتوقف قطار النكسات الفلسطينية، فالمذابح البشعة التي تحدث امام أعيننا الآن ليست جديدة على القضية ولا الشعب ولم تكن بسبب وجود حماس أو الجهاد كما يدعي المحتلون الكاذبون في اسرائيل وإنما هي عقيدة صهيونية متجذرة في افكارهم ومذكورة في خططهم، والدليل على ذلك مذبحة دير ياسين عام 1948، وهي أول عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها العصابتان الصهيونيتان الأرجون وشتيرن حيث تم ذبح 360 من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
>>>
وكتب احد المراسلين الصحفيين وصفا لهذه المذبحة قائلا »إنه شيء تأنف الوحوش نفسها ارتكابه لقد اتوا بفتاة واغتصبوها بحضور أهلها، ثم انتهوا منها وبدأوا تعذيبها فقطعوا نهديها ثم ألقوا بها في النار«، في هذا العام لم يكن هناك أصلا حركة باسم حماس بل لم يكن كل قاداتها ومقاتلوها قد ولدوا بعد، وهذا يؤكد ان الصهاينة الذين زرعتهم بريطانيا في المنطقة بوعد مسموم اسمه وعد بلفور عام 1917 عبارة عن عصابات من القتلة المحترفين والمؤدلجين بفقه الكراهية، واليوم نجد الولايات المتحدة ترعى وتدعم هذا الكيان الصهيوني بلا حساب و على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وهذا ما لا يقبله الضمير الإنساني ولا يتوافق مع القوانين الدولية.
>>>
لكن الأدهى والأمر والذي يجعل إعمال العقل شيئاً من الجنون هو الدعوة الأمريكية لتهجير ابناء غزة وطردهم من أراضيهم بعدما قامت اسرائيل وبأسلحة أمريكية بتسوية غزة بالأرض وعلى رؤوس ساكنيها وتحويلها إلى مدن وقرى من الركام، وذلك بهدف إنشاء منتجعات وناطحات سحاب ومشروعات استثمارية ضخمة على ساحل البحر المتوسط ! وبعيدا عن الساسة والسياسة والتجاذبات والمصالح والخطط والمناورات والمفاوضات والمؤامرات، بعيدا عن كل ذلك أتساءل وأسأل الشعب الأمريكي وكذلك الشعوب الاوروبية وكل ساكني كوكب الارض.
>>>
هل هذا يرضي ضمائركم؟ هل يقبل أحدكم أن يسكن في منتجع شُيد على رفات الأبرياء وأقيمت حوائطه بجماجم الأطفال؟ هل يقبل مستثمر أمريكي أو أوروبي مسلما كان أو مسيحيا أو حتى يهوديا يؤمن بأن هناك إلهاً يرى ويسمع ويحاسب بأن يتحمل هذه المظالم ويحملها في رقبته؟ هل يقبل أب أمريكي وزوجته أو أم أوروبية وزوجها ان يذهبوا لقضاء وقت ممتع مع أبنائهم وأحفادهم في ريفيرا غزة على جثث أطفالها وما تبقى من رفاتهم وجماجمهم ؟ أنا هنا أخاطب الشعوب ولا أخاطب الساسة، أنا هنا أطرق أبواب الضمير الإنساني الذي أتصور انه مازال صالحا للاستيقاظ رغم كل ما جرى، الصهاينة واليهود المتطرفين ازعجوا الاوروبيين من قبل وفعلوا بهم ما فعلوا ثم لفظوهم وزرعوهم بيننا واليوم نرى أثر الكراهية البغيضة تحكم سلوكياتهم وتحرك دمويتهم وساديتهم السياسية وعنصريتهم الممقوتة.
>>>
يقتلون باسم الرب والرب منهم براء، وأنتم تساندونهم باسم الرب والرب منكم براء، اخبروني أيها المتحضرون في اوروبا وأمريكا عن تعاليم دينكم ورسائل ربكم عن السلام والمحبة والإخاء والتسامح وإعطاء الحقوق لأصحابها ونصرة المظلوم وإغاثة اللهفان، انها تعاليم ربانية مرسلة إلى جميع البشر عبر رسالات وأنبياء نؤمن بهم جميعا، أسأل اليهود الحقيقيين هل في توراتكم الصحيحة ما يبرر افعال عصابات اسرائيل والصهاينة في حق الشعب الفلسطيني؟ واسأل المسيحيين الأمريكان والاوروبيين بكل طوائفهم هل قال لكم المسيح عليه السلام ساندوا وادعموا ودافعوا عن قتلة الأطفال والنساء ومغتصبي الحقوق؟ هل ما يصنعه ساساتكم امام أعينكم مقبول لديكم؟