فى العصر الحديث، لم تعد الأسلحة مقتصرة على الدبابات والطائرات والمدافع، بل توسعت لتشمل أدوات أكثر تطورًا وخطورةً تعمل فى الظل، تهدف إلى زعزعة استقرار الدول دون الحاجة إلى إعلان حرب مباشرة، مصر كغيرها من الدول القوية، تواجه تحديات معقدة من خلال مجموعة من الأسلحة الحديثة التى لا تعتمد على القوة العسكرية المباشرة، بل على تفكيك المجتمعات من الداخل وتشويه صورتها خارجيًا.
1- الإعلام الرقمى والمعلومات المغلوطة:
الإعلام الرقمى بات من أقوى الأسلحة فى الحروب الحديثة، حيث يمكن نشر الأخبار والمعلومات بسرعة غير مسبوقة. واستغلال وسائل التواصل الاجتماعى لنشر معلومات كاذبة أو مضللة يُعد أحد أساليب الهجوم على مصر، بهدف نشر الفوضى بين المواطنين وزرع الشكوك تجاه القيادة. فالإشاعات التى تنتشر عن طريق الإنترنت، سواء المتعلقة بالاقتصاد أو الأمن أو السياسة، غالبًا ما تكون جزءًا من حملات مخططة تهدف إلى تقويض الاستقرار وزعزعة الثقة بين الدولة وشعبها.
2- الحروب السيبرانية
(فى العصر الرقمي، أصبحت الأنظمة الإلكترونية للبنية التحتية الحكومية هدفًا رئيسيًا للهجمات الإلكترونية. الهجمات السيبرانية تستهدف شبكات الكهرباء، المياه، والاتصالات، وحتى الأنظمة المصرفية. الهدف من هذه الهجمات هو خلق فوضى تعطل الخدمات الأساسية وتفقد الدولة سيطرتها على بعض جوانب الحياة العامة، مما يؤدى إلى إشاعة الخوف بين المواطنين والإيحاء بعدم قدرة الحكومة على حماية مؤسساتها.
3- الحرب الاقتصادية:
استخدام الأدوات الاقتصادية لزعزعة الاستقرار هو سلاح آخر فى ترسانة الحروب الحديثة. الضغوط الاقتصادية، مثل فرض عقوبات أو محاولات ضرب العملة الوطنية، تهدف إلى إضعاف الاقتصاد المحلى وإشاعة عدم الاستقرار المالي. بالإضافة إلى ذلك، تشويه سمعة المشروعات الاقتصادية الكبرى أو إثارة الشكوك حول استثمارات الدولة، يعد جزءًا من استراتيجية استهداف مصر اقتصاديًا.
4- الحرب النفسية:
تشكل الحرب النفسية سلاحًا لا يُستهان به فى محاولة إفشال الدولة. تعتمد على التأثير على معنويات الشعب المصرى من خلال نشر الإحباط والشعور بالعجز، وجعل المواطنين يشككون فى مستقبل بلادهم وقدرة حكومتهم على مواجهة التحديات، أدوات هذه الحرب تشمل الأخبار السلبية المتكررة، التى تركز على الفشل دون إبراز النجاح، وتصوير التحديات وكأنها أزمات لا حل لها.
وللحديث بقية..