مع حفل التنصيب الاسبوع الماضي، كنا على موعد جديد لغد جديد.. ولنحلم من جديد بمستقبل أفضل.. مستقبل نستكمل فيه ما تحقق خلال السنوات الماضية.. وقد كنا نتابع حفل التنصيب ومصر والعالم كله يتابع الاحتفال فى العاصمة الادارية الجديدة.. العاصمة التى اصبحت حقيقة، بعد ان كانت لسنوات قليلة حلماً وخيالاً.. ولم يكن أكثر المتفائلين يأمل ان تتبدل الاحوال وتتغير طبيعة المكان من صحراء جرداء إلى هذه الحقيقة الساحرة.. حتى اصبح لدينا يقين اننا كمصريين قادرون على تحقيق المستحيل.. إن ما تحقق خلال السنوات السابقة يدفعنا إلى زيادة سقف احلامنا.. فهذه مصر قد تغيرت تماما خلال هذه السنوات من خلال المشروعات التنموية الكبيرة التى تم تنفيذها.. بداية من قناة السويس الجديدة، التى ساهمت فى تقليل زمن عبور القناة ليصبح 11 ساعة بدلاً من 18 ساعة لقافلة الشمال.. مع تقليل زمن انتظار السفن ليصبح فى حدود ٣ ساعات بدلا من 11 ساعة.. وهو ما ساهم فى تقليل تكلفة الرحلة البحرية للسفن العابرة للقناة.. ويعمل على زيادة ايرادات القناة من العملة الصعبة.. وقد أظهر حادث جنوح السفينة ايفرجيفن فى قناة السويس فى مارس عام 2021 اهمية قناة السويس عالمياً، بعد أن عطلت حركة التجارة حول العالم بعد توقف الملاحة فى قناة السويس.. وهذا يؤكد أن قرار التوسعة كان قراراً صائباً لصالح مصر وابنائها واقتصادها.
ما شهدته مصر خلال السنوات القليلة الماضية منذ عام 2014 وحتى الآن كثير جدا.. وكان معظمه من قبيل الاحلام.. إلا انه اصبح حقيقة يلمسها الجميع.. فمن منا دار فى خياله اننا يمكن ان نقضى على العشوائيات ونوفر لسكانها مساكن بديلة فى احياء حضارية، تضم إلى جانب المسكن الملائم الذى تتوفر فيه حياة آدمية.. المدارس والمستشفيات والنوادى والجوامع والكنائس ومختلف الخدمات التى يحتاج إليها المواطن فى حياته العادية اليومية.. فأصبح لدينا احياء كثيرة بديلة للعشوائيات ترى الفرحة والرضا فى عيون قاطنيها، من الاطفال والشباب وكبار السن والشيوخ.. فزيارة واحدة لأى من هذه المناطق تشعر من خلالها بالنقلة الحضارية التى تم تحقيقها وانجازها لهؤلاء المواطنين.. الامر اختلف تماماً.. ومن المؤكد اننا جميعا نعرف بعض من الذين تم نقلهم لهذه الاحياء، ونسمع منهم الفارق بين العشوائيات التى كانوا يعيشون فيها وبين المدن السكنية التى انتقلوا للعيش فيها.. ألم يكن هذا حلماً صعب التحقق؟!.. ولكنه تحقق واصبح حقيقة.. واصبح لدينا الاسمرات وروضة السيدة ومثلث ماسبيرو بالقاهرة.. وبشاير الخير بالاسكندرية.. وغيرها من مشروعات القضاء على العشوائيات بمختلف المحافظات.
لم تتوقف مشروعات التنمية خلال السنوات القليلة الماضية وتم تنفيذها جنباً إلى جنب مع عدد من المشروعات التى تم طرحها للحفاظ على صحة المواطن المصري.. حيث انطلقت مشروعات بناء مستشفيات جديدة.. وتطوير المستشفيات القائمة.. وطرح المبادرات الصحية المختلفة بداية من مشروع «100 مليون صحة»، مع الحرص على تطبيق المشروع القومى للتأمين الصحي.
شهدت السنوات الماضية انطلاق العديد من المشروعات فى مختلف مناحى الحياة وإذا كان التعليم هو مسقبل كل شيء، فقد حرصت الدولة على الاستمرار فى إنشاء المدارس الجديدة والجامعات سنوياً.. وبلغ عدد المدارس المصرية حاليا 61 ألف مدرسة.. واقترب عدد المعلمين من 930 ألف معلم.. ويقترب عدد طلاب المدارس فى العام الدراسى الحالى من 26 مليون طالب وطالبة.. ولم تهتم الدولة بالبنية التحتية للمدارس فقط، ولكن حرصت على تطوير المناهج لتصبح مواكبة للغة العصر، والعمل على تخريج شباب مؤهل لسوق العمل من خلال إكسابه المهارات المختلفة.
وفى زحام متطلبات الحياة، لم تنس القيادة السياسية أبناء الريف وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على اطلاق مبادرة «حياة كريمة» وهو اضخم مشروع تنموى تنفذه الدولة لتحسين حياة المواطنين، الذى يتم تنفيذه على عدة مراحل.. بلغت تكلفة المرحلة الاولى 350 مليار جنيه، لتنفيذ نحو 23 ألف مشروع فى 1477 قرية فى 52 مركزاً فى نطاق 20 محافظة.. وهو المشروع الذى يسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بكل أبعادها.
لا يمكن أن ننسى شبكة الطرق الجديدة التى تم تنفيذها فى مختلف انحاء الجمهورية، والتى ساهمت فى تقليل نسبة حوادث الطرق وتقليل زمن الرحلة خلال الانتقالات المختلفة.. والتى ساهمت ايضا فى القضاء على الاختناقات المرورية.. ويضاف إليها تطوير شبكة السكة الحديد والقطارات.. وكل هذا جزء مما تحقق من أحلام لم نكن نتوقع أن يتحقق.. وكنا نرى مشاكلنا انها مستعصية على الحل.. ولكن أثبتت القيادة السياسية انها قادرة على تحقيق احلامنا جميعا.. بل اكثر مما كنا نحلم به.. لذلك مع الاحتفال ببداية فترة جديدة من حكم الرئيس السيسي، فمن حقنا أن نحلم بتحقيق انجازات جديدة.. تنقلنا إلى مستقبل أفضل بإذن الله.. وتحيا مصر.